الفلسطينيون الغاضبون يُفجرون الجدار الاسمنتي بين مصر وغزة ، ويجتازون الحدود إلى العريش، بلا جوازات سفر ولا تأشيرات دخول

الأربعاء 23 يناير-كانون الثاني 2008 الساعة 12 مساءً / مأرب برس - خاص - فلسطين - رنده عود الطيب
عدد القراءات 7688

فجّر عشرات من المسلحين الفلسطينيينفي ساعة مبكرة من فجر اليوم الجدار الأسمنتي الفاصل بين رفح حنوب قطاع غزة والحدود المصرية بعبوات ناسفة شديدة الإنفجار، أحدثت فتحات كبيرة وعديدة بالجدار، قام على أثرها آلاف الفلسطينيين بعبور الحدود باتجاه الأراضي المصرية لإحضار مواد غذائية وتموينية بدون حاجة إلى جواز سفر أو تأشيرة دخول للأراضي المصرية..وغضت السلطات المصرية الطرف وسمحت ضمنيا لآلاف الفلسطينيين بالدخول إلى الأراضي المصرية بطريقة ميسرة في محاولة منها للسيطرة على عمليات العبور الكثيفة التي قام بها المواطنون من سكان قطاع غزة.. ولوحظ أن الأمن المصري الموجود في الجهة المصرية من الحدود "لم يتدخل إزاء اندفاع المواطنين الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية .

وأكدت حركة (حماس) التي تحكم سيطرتها على قطاع غزة منذ أكثر من سبعة شهور على أن اقتحام المواطنين الفلسطينيين الحدود مع مصر "خطوة شعبية عفوية لم يكن مخططا لها وهبة جماهيرية ناجمة عن ضغط وكبت الحصار المشدد الذي يعانيه المواطنين" .. و قال د .صلاح البردويل الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية : " إن ما جرى من اجتياز المواطنين للأراضي المصرية هو نتيجة حتمية لاستمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة "، داعياً مصر إلى الاستجابة بفتح معبر رفح لكسر حصار غزة لاسيما وأنه معبر فلسطيني مصري.

من ناحيتها أكدت مصادر أمنية مصرية، أن مئات من المواطنين الفلسطينيين وصلوا بالفعل إلى المدن المصرية القريبة من الحدود خاصة مدينتي رفح المصرية والعريش، للحصول على مواد تموينية وغذائية ، وأشارت إلى أن المحلات والمتاجر المصرية في المدينتين فتحت أبوابها منذ ساعات الصباح الباكر لتمكين المواطنين الفلسطينيين من شراء حاجياتهم.

ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي خانق أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الكثير من السلع والمواد التموينية التي نفذت من الأسواق بعد أن أغلقت دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ منتصف حزيران/يونيو الماضي كل المعابر مع هذه المنطقة.

وأقدم عشرات من المسلحين الفلسطينيين في ساعة مبكرة من فجر اليوم على تفجير الجدار الأسمنتي الفاصل بين رفح حنوب قطاع غزة والحدود المصرية بعبوات ناسفة شديدة الإنفجار ، أحدثت فتحات كبيرة وعديدة بالجدار .. وقال شهود عيان فلسطينيون : إن عشرات المسلحين المسلحين زرعوا عبوات ناسفة في أجزاء من الجدار في الجانب الفلسطيني من الحدود مع مصر جنوب مدينة رفح، ومن ثم فجروها، حيث سمع دوي انفجارات متتالية ضخمة في كافة ارجاء المنطقة .. واكد شهود العيان أن أجزاء كبيرة من الجدار الخرساني الذي بنته القوات الإسرائيلية في فترة ما قبل الانسحاب من القطاع انهارت فيما تدفق الاف الفلسطينيين عبر الجدار إلى داخل مدينة رفح المصرية ..وفيما قال السكان الفلسطينيون قرب الحدود مع مصر :" إن أعضاء في حركة حماس ولجان المقاومة الشعبية كانوا بين المسلحين الذين نسفوا الجدار الحدودي ؛ نفى سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس أن تكون حركته ضالعة فيما حدث واستدرك بقوله : "كان من المستحيل منع نسف الحدود" الذي كان تعبيرا عن الضغوط الشديدة على الفلسطينيين تحت الحصار في غزة.

مفوض الاونروا:حصار غزة سيولد عنفا .. وغضب الناس لا يصنع شركاء للسلام

ورأت " كارن ابو زيد " المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا"في مقال في صحيفة"الغارديان" البريطانية اليوم الأربعاء أن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة سيعزز التطرف والعنف..وقالت" ابو زيد" ان "هناك مؤشرات تدل على أن قسوة الحصار تخدم أهداف الذين لا يريدون السلام", مؤكدة "اننا نتجاهل هذا الخطر .. فالجوع وتراجع الوضع الصحي وغضب المجموعات لا تصنع شركاء من اجل السلام".