آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين حطمتها وجعلت منها اكذوبه

الإثنين 16 يوليو-تموز 2007 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - أسامه العيسه - ايلاف
عدد القراءات 9748

رغم تنوع فروع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، إلا أي منها لم يحظى بزهو الجيش الإسرائيلي مثل دبابة الميركفاه التي اعتبرت دوما فخر هذه الصناعات، وحاولت وزارة الدفاع الإسرائيلية التمسك بنظريتها بأنها الدبابة الأفضل في العالم، رغم أن مجموعات المقاومة الفلسطينية، خلال انتفاضة الأقصى نقضت هذه النظرية، ولاحقا، فانه تم على نطاق واسع تدمير العديد منها خلال حرب لبنان الأخيرة.

وعندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي عرفت باسم انتفاضة الأقصى، كانت إسرائيل أنتجت ثلاثة أجيال من دبابة الميركفاه، التي حسب وزارة الدفاع الإسرائيلية أثبتت كفاءتها خلال الحروب التي خاضتها إسرائيل، ولكن مجموعات المقاومة الفلسطينية تمكنت من تدمير ثلاثة دبابات خلال عام واحد.

واضطلعت بهذه المهمة خصوصا لجان المقاومة الشعبية، وأول دبابة تم تفجيرها كان يوم 14 شباط (فبراير) عام 2002، مما أدى إلى تضعضع مكانة هذه الدبابة في أسواق السلاح الدولية، التي ثبت أنها لم تحتمل عبوات ناسفة من صنع محلي، زرعت تحت الرمال، وهددت هذه العمليات بتوقف إسرائيل عن إنتاج الدبابة وهو ما يعني تهديد اكثر من 10 آلاف إسرائيلي بالبطالة، يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر في إنتاج هذه الدبابة، التي تزن 60 طناً، ومزودة بثلاثة رشاشات ومدفع هاون من عيار 60 ملم، وبإمكانها إطلاق قذائف يصل مداها إلى سبعة كيلومترات بواسطة مدفع من عيار 120 ملم، ولها قدرة كبيرة على الحركة، وحماية ضد الهجمات الكيماوية، ومزودة بتجهيزات إلكترونية متطورة، وبمحرك قوته 1200 حصان.

وبالتوازي مع ذلك كانت إسرائيل تعمل على تطوير هذه الدبابة لإنتاج الجيل الرابع من الميركفاه، وأبرمت اتفاقا مع ألمانيا، لتتزود بموجبه، بقطع لإنتاج الميركفاه 4، دون أن يخلو ذلك من حملات إعلانية، غير مباشرة، حيث أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماما بتطوير الدبابة، وانتظرت الإعلان عنها.

ومع اشتداد الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، خلال السنة الأولى من الانتفاضة، حدث ما لم يكن متوقعا أبدا بالنسبة للإسرائيليين، عندما فرضت حكومة ألمانيا حظرا سريا على تصدير قطع حربية لإسرائيل، لمنع الجيش الإسرائيلي من استخدام الدبابات في حربه ضد الفلسطينيين. وحوت القائمة 120 قطعة، الأكثر حيوية منها هي محركات تابعة لدبابة الميركفاه 4، التي كانت تنتظر إسرائيل الإعلان عنها بفارغ الصبر.

وحدث ذلك في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2001، وبعد ثلاثة اشهر اضطرت وزارة الدفاع الإسرائيلية للاعتراف بالحظر الألماني، وقالت الناطقة باسم الوزارة بأنه "بسبب الحظر ستضطر وزارة الدفاع إلى وقف صناعة دبابات الميركفاه الجديدة، وهو أمر خطير في فترة حرب على جبهة واحدة وربما اثنتين".

وحسب جهات في حكومة إسرائيل، فإن وزير الخارجية الألماني آنذاك يوشكا فيشر دفع باتجاه فرض الحظر، لمنع تفعيل استخدام قطع من صنع ألماني في الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

وكان ذلك أول واخر ضربة موجعة، للعلاقات الأمنية الخاصة التي توثقت في السنوات الأخيرة بين إسرائيل وألمانيا على خلفية إقرار ألمانيا بالمحرقة.

ولم يكن أمام إسرائيل إزاء الحظر الألماني غير المعلن، الذي أيده الاتحاد الأوروبي، إلا اللجوء لانتقاد حكومة ألمانيا وتذكيرها بماضيها ضد اليهود ولكن ليس على نطاق واسع وانما ضمن اتصالات هادئة شارك فيها وزير الدفاع آنذاك بنيامين بن اليعيز. ونجحت الضغوط الإسرائيلية، مما جعل إسرائيل تحتفل يوم الاثنين 24 حزيران (يونيو) 2002، وهي تعلن عن "الدبابة الأفضل في العالم- ميركفاه 4"، بعد أربعة اشهر من تمكن المقاومة الفلسطينية من تفجير أول دبابة ميركفاه 3.

وكشف الجيش الإسرائيلي، خلال مراسم احتفالية عن الدبابة الجديدة التي وصفت خلال المراسم بأنها "الدبابة الأكثر حصانة في العالم". وحضر المراسم الاحتفالية وزير الدفاع آنذاك، بنيامين بن اليعيزر، وقائد أركان الجيش آنذاك، العميد شاؤول موفاز، وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل.

وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي ان "الدبابة محصنة أكثر من أية دبابة في العالم. وجوف الدبابة سيكون صاحب أفضل تحصين من أية تحصين لدبابة موجودة رهن الاستعمال في العالم أجمع. وتم زيادة قدرة الدبابة على الحركة، وهي تحمل في باطنها أجهزة متطورة للرقابة على الحرائق والسياقة".

وتم تجهيز الميركفاه بمدفع قطره 120 ملم من الأجهزة الأكثر تطوراً، والذخيرة التي يمكنه استعمالها ذات قوة كبيرة جداً، أكبر من كانت عليه في الماضي، وتعتبر قوة الاختراق أكبر كذلك. وزودت الدبابة بخلية تخزين خاصة ومحصنة لتخزين الذخيرة، وزودت أيضا بجهاز أوتوماتيكي لإطفاء الحرائق، وكذلك بتحصين باليستي لحصانة أكبر. وهي مزودة بكاميرات تسمح بسياقة الدبابة في مجال رؤية بـ 360 درجة، دون أن يضطر قائد الدبابة من الخروج منها لتوجيه السائق، كذلك زودت الدبابة بأجهزة رؤيا ليلية مطورة وبأنظمة إليكترونية من الجيل الجديد.

وقال ضابط المدرعات الأعلى في الجيش الإسرائيلي، العقيد أفيغدور كلاين، إن الكشف عن الدبابة "هو حدث ذو مغزى استراتيجي في هذه الفترة الصعبة". وأضاف كلاين أن الدبابة قد أعدت للعمل على حدود دولة إسرائيل، وبحسب أقواله "في السنتين الأخيرتين، أدخلنا على الدبابة مميزات ملائمة لمواجهات غير مكثفة وتضم كاميرات مدارية، وحصانة فائقة ودقة".

واعلن أن الجيش الإسرائيلي سيتزود بهذه الدبابات في صيف سنة 2003. وانه بدأ بإجراء التجارب على الدبابة، وسيبدأ استعمالها العملي في بداية سنة 2004. ولم تكن المراسم الاحتفالية ذات البعد الدعائي تستهدف الرأي العام الإسرائيلي فقط، أو لإخافة العدو، ولكن أيضا موجهة للأسواق الخارجية.

ولم تمنع الضجة التي أثيرت حول الميركفاه 4، من تغطية القصور في الميكرفاه 3، التي تعرضت يوم السبت 15 شباط (فبراير) 20003، إلى ما اعتبر "فضيحة جديدة مدوية"، عندما أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس بأنها تمكنت من تفجير دبابة الميركفاه وقتل أربعة من جنودها. وأصدرت الكتائب بيانا قالت فيه "مهندسو كتائب القسام يواصلون تطوير صناعاتهم العسكرية ويبيدون دبابة الميركفاه الأكثر تحصيناً بـ 25 كيلو جرام من المتفجرات".

وجاء في البيان "تزفّ لكم كتائب الشهيد عز الدين القسام بشرى قيام مهندسيها بتطوير تركيب العبوات الناسفة، فقد تمكّن مجاهدونا صباح اليوم السبت 14 ذو الحجة 1423 هـ، الموافق 15/2/2003 م من تفجير دبابة الميركافاه الأكثر تحصيناً في العالم بتركيبة جديدة من المواد المتفجرة أشرف على تصنيعها مهندسو القسام بعبوة تجريبية لا يزيد وزنها عن 25 كيلوجراماً فقط من المواد المتفجرة مما أدّى إلى تدميرها بالكامل و إبادة جميع طاقمها".

واعترفت إسرائيل بالعملية، ولكن روايتها اختلفت عن الرواية الفلسطينية بأمرين، الأول يتعلق بزنة العبوة الناسفة، حيث قال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، اللواء دورون ألموغ أن العبوة التي تم تفجيرها تزن 100 كغم، وان الدبابة التي تم تفجيرها ليست الميركفاه ولكنها "دبابة ماغاح-7".

وتحدث ألموغ بالتفصيل عما حدث واشار إلى انه قبل مرور الدبابة، تم تمشيط المنطقة من قبل قصاص اثر، ثم تحركت جرافة لجرف الرمال في الطريق الذي ستسلكه الدبابة، لكن لأسباب غير واضحة، لم يكشف عن وجود العبوة الناسفة.

ومثلما يحدث في المرات المشابهة، هدم الجيش الإسرائيلي منازل فلسطينية قريبة من موقع الانفجار، بدعوى أن العبوة الناسفة شغلت من مكان ما في منطقة هذه المنازل.

أما شاؤول موفاز، الذي اصبح وزيرا للدفاع آنذاك فبدا مستفزا وهو يقول "سنعاقب حركة حماس بسبب مسؤوليتها عن عملية تفجير الدبابة، و سنردّ بضربات قاسية و عنيفة ضد معاقل الحركة في قطاع غزة"، وتوعد قائدين في القسام هما عدنان الغول (اغتيل لاحقا)، و أحمد الغندور، باعتبارهما مسؤولين عن تفجير الدبابة.

وكان عدد من الجنرالات المتقاعدين اكثر واقعية منه، عندما دعوا إلى سحب قوات الاحتلال من قطاع غزة، بعد نجاح المقاومة الفلسطينية من تفجير رابع دبابة ميركفاه 3. ولم يكن ليمر تفجير الدبابة دون استغلال من قبل حركة حماس، حيث اعتبر الدكتور عبد العزيز الرنتيسي احد قادة حماس الذي اغتيل لاحقا بان ما حدث تعبيرا عن "حرب الأدمغة القائمة بين الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني".

ولم يتأخر الرد الإسرائيلي طويلا على تفجير الدبابة، فبعد يومين، اقتحمت قوات الاحتلال شمال قطاع غزة، وقتلت فلسطينيين، وجرحت عشرة آخرين، ونسفت عمارة سكنية، مكونة من خمسة طوابق يملكها ناجي الغندور، شقيق أحمد الغندور الذي اتهمته قوات الاحتلال بالوقوف وراء تدمير الدبابة.

واصبح استهداف دبابة الميركفاه، هدفا مفضلا لمجموعات المقاومة، وان لم تكن تحقق دائما نفس النجاح، حتى عام 2006، حيث كانت الميركفاه 4 في الخدمة، وتستخدم في الحرب على جبهتي غزة ولبنان، حيث كان الاختبار الحقيقي لها، واذا كانت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أعلنت أنها تمكنت يوم 6 تموز (يوليو) 2006 من تفجير دبابة ميركفاه 4، فان ما حدث في لبنان خصوصا في معركة مارون الراس، وضع نهاية لما تبقى من أسطورة الميركفاه كما أرادتها إسرائيل.

وبعد أن فشلت عمليات القصف الجوي الإسرائيلي على لبنان من تحقيق الهدف المعلن وهو تحرير الجنديين الأسيرين اللذين وقعا في ايدي حزب الله، قررت قيادة الجيش البدء بحرب برية، وتحركت دبابات الميركفاه 4، ولكنها لم تتمكن من الخروج مما اعتبر المصيدة التي نصبها لها مقاتلو حزب الله في مارون الراس، وجارتيها عيترون، وبنت جبيل.

وواجهت الميركفاه 4 اصعب اختبار لها من مقاتلي حزب الله المدربين، والذين استخدموا ما اسماه الجيش الإسرائيلي "المحميات الطبيعية"، وهي الملاجئ التي أقامها الحزب تحت الأرض في جنوب لبنان، مبنية بالأسمنت، وذات أبواب فولاذية، وسلالـم، ومنافذ طوارئ، ومنافذ هرب، وشبكة وسائل تضمن اتصالا متواصلا، بعضها محوسب.

وتبين للجيش الإسرائيلي، بان حزب الله كان بحوزته داخل هذه الملاجئ أجهزة تنصت، جعلت مقاتلو الحزب يتنصتون على هذا الجيش على مدار الساعة، ليس فقط داخل الأراضي اللبنانية ولكن داخل الحدود الإسرائيلية، وعثر الجيش على ملفات كانت لدى الحزب لكل قائد من قادة هذا الجيش.

بعد عام من انتهاء الحرب تقول الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأنه كان لديها علم ومعلومات مفصلة عن الملاجئ التحت أرضية التي أقامها حزب الله، ولكن لاسباب أمنية لم يتم مسبقا إبلاغ القوات البرية بها، حتى بعد أن دخلت إلى الأراضي اللبنانية، حيث كان مقاتلو الحزب بالمرصاد للميركفاه 4، ولجنودها، وبدلا من ان يحقق الجيش الإسرائيلي تقدما، انصب كل اهتمامه بإخراج جثث جنوده التي تفحمت داخل الميركفاه التي لم تصمد أمام مضادات الدبابات التي بحوزة حزب الله. وبعد فشل ميركفاه 4، تحدثت المصادر الصحافية العسكرية الإسرائيلية، بان وزارة الدفاع تراجعت عن إنتاج الجيل الخامس من الميركفاه.