قيادي إيراني رفيع : البحرين محافظة إيرانية وشعبها يريد العودة

الخميس 12 يوليو-تموز 2007 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس ـ وكالات
عدد القراءات 7976

أبلغت أن البحرين القائم بالأعمال الإيراني في المنامة احتجاجها على التصريحات التي أدلى بها مسؤول إيراني كبير قال فيها إن البحرين هي «محافظة ايرانية» وأنها ما زالت جزءا من الأراضي الايرانية.

ووفقا للمصادر فإن وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، استدعى رضا هنرو نظيري، القائم بالأعمال الايراني، وأبلغه رغبة البحرين في معرفة الموقف الإيراني الرسمي، خ اصة وأن التصريحات كانت من قبل مسؤول إيراني بارز، وأكد الوزير البحريني لنظيري أن التصريحات الايرانية «غير مقبولة». ومن المنتظر أن يزور وزير الخارجية البحريني اليوم برلمان بلاده، ويلتقي مع الكتل البرلمانية لمناقشة التصريحات الإيرانية، وسيخرج هذا الاجتماع ببيان مشترك هو الأول من نوعه بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.

هذا وقد رفضت شخصيات بحرينية سياسية تصريحات حسين شريعتمداري مستشار المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي والمشرف العام على مؤسسة كيهان الصحافية التي قال فيها ان " هناك حسابا منفصلا للبحرين بين دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي، لان البحرين جزء من الأراضي الإيرانية وقد انفصلت عن إيران اثر تسوية غير قانونية بين الشاه المعدوم وحكومتي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا".

وأكد مداري في مقال له في صحيفته كيهان نقلته صحيفة القبس الكويتية (ان المطلب الأساسي للشعب البحريني حاليا وإعادة هذه المحافظة - التي تم فصلها عن إيران - إلى الوطن الأم والأصلي أي إيران الاسلامية ومن بديهيات الأمور انه لا يجب ولا يمكن التخلي عن هذا الحق المطلق لإيران والناس في هذه المحافظة التي تم فصلها).

وكانت الحكومة البحرين أبلغت انزعاجها ورفضها للسلطات الدبلوماسية الإيرانية في البحرين من تصريحات شريعتمداري ، وردا على التصريحات الإيرانية قال الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي الديمقراطي د.حسن مدن ان هذا التصريح " عودة إلى نغمة قديمة اعتقدنا أن المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد تخلوا عنها ، فعروبة البحرين أمر محسوم بإرادة شعبها و بإقرار المنظمات الدولية التي قبلت البحرين دولة مستقلة ذات سيادة على أراضيها و شعب البحرين بأكمله ملتزم بعروبة بلده و استقلاله".

وأكد مدن " ان مثل هذه التصريحات من الأوساط الإيرانية لا تساعد على مبادئ حسن الجوار و إقامة علاقات طبيعية بين البحرين و دول الخليج العربي من جهة و بين الجمهورية الإسلامية من جهة أخرى ، داعيا المسؤولين في إيران إلى التصرف بمسؤولية و حكمة في هذا الظرف الدقيق الذي تجابه فيه المنطقة مخاطر جدية بسبب تداعيات الملف النووي الإيراني، و العودة إلى منطق التهديد و القوى لا يخدم مصالح شعوب هذه المنطقة بما في ذلك مصالح الشعب الإيراني نفسه". وأضاف " ان شعب البحرين بكل فئاته و طوائفه و شرائحه الاجتماعية المختلفة و قواه السياسية يقف بحزم إلى جانب عروبة البحرين و استقلالها و سيادتها على أراضيها و هي القيم نفسها التي ناضل البحرينيون من أجلها على مدى زمني طويل، وهم على استعداد لأن يقدموا الغالي و النفيس من التضحيات في سبيلها إذا اقتضى الأمر".

بدوره اكد رئيس شورى جمعية الوفاق الإسلامية المعارضة النائب د.عبدعلي محمد حسن أن تصريحات المسؤول الإيراني مردود عليها ،و أن لشعب البحرين خياره الذي عبر في الاستفتاء الذي أجرته الأمم المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي، مشيرا إلى عدم وجود مسوغ للمجادلة في كلام من هذا النوع، إذ إن البحرينيين يؤمنون بوطنيتهم وسيادتهم و استقلالهم و انتمائهم العربي و الإسلامي و ليس هناك من يريد أن يكون تابعا لأي قوى إقليمية أو دولية في المنطقة، مشددا على أن هذه التصريحات خاطئة جدا،و يجب مراجعتها لأن من شأنها أن تثير المشاكل الدبلوماسية بين المملكة و الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وقال" هذا أسخف ما سمعته أذني و هذا كلام مردود عليه و بقوة ، و البحرين مملكة عربية مسلمة و كان من المفترض لهذا المسؤول أن ينظر للتاريخ ليعرف أن انتماء البحرين منذ القدم كان عربيا إسلاميا منذ فجر التاريخ، كما أن الشعب البحريني لم يفكر أبدا بمثل هذه الكلام الساقط الذي صرح به هذا الشخص، و أعتقد أن صاحب هذا التصريح إن كان مسؤولا فقد أخطأ كثيرا في هذا التصريح و سيؤثر من حيث لايدري أو يدري في العلاقات بين البلدين، بينما كان يؤمل من إيران أن تبدي حسن النوايا و أن تفتح صفحة من العلاقات المتميزة مع دول الجوار، بينما نستغرب من تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين اللامسؤولة في ما خص استقلال مملكة البحرين و عروبتها التي تأكدت منذ فجر التاريخ".

من جانبه افاد الناطق الرسمي باسم المجلس الإسلامي العلمائي الشيعي الشيخ محمد صنقور بأن موضوع استقلال البحرين محسوم رسميا وشعبيا بما لا يستدعي الحاجة لإبداء وجهات النظر حوله، مؤكدا إرادة أهل البحرين المستمرة في اعتبار وطنهم دولة عربية إسلامية مستقلة، لا سلطة لأي جهة أو دولة على سيادتها، وأكد الشيخ محمد صنقور أن البحرين وشعبها غير معنيين أبدا بالتصريحات غير المسؤولة التي تصدر هنا أو هناك، لافتا إلى أن شعب البحرين بكل أبنائه حريص كل الحرص على استقلالية وطنه ورفض أي نفوذ خارجي عليه من أي دولة كانت مسلمة أو غير مسلمة، فضلا عن الحديث عن تبعية البحرين إلى دولة أخرى.

وكان حسين شريعتمداري مندوب مرشد الثورة الإيرانية في مؤسسة كيهان الصحافية ومدير صحيفة كيهان هاجم بشدة قادة الدول الخليجية بسبب البيان الذي أصدره وزراء الدفاع والخارجية والأمن في هذه الدول، ورفض مدير 'كيهان' المتنفذة ما جاء في بيان الوزراء الخليجيين شارحا بعض الأدلة التي قال إنها تثبت ملكية إيران على الجزر الإماراتية الثلاث، على حد زعمه.. حتى انه تحدث عن تابعية البحرين تاريخيا لبلاده! 

وقال شريعتمداري في مقاله : 'الآن ووفقا للوثائق التي تؤكد السيادة القطعية والحاسمة لإيران على الجزر الثلاث يجب ان نعود إلى السؤال التالي، أي ما هوالدافع الأساسي للدول الأعضاء في مجلس التعاون في الخليج الفارسي؟ وألم يكن دافع هذا الادعاء، شيئا غير هلعهم من الزلزال الذي أثارته الثورة الاسلامية ضد حكوماتهم القرووسطية (أي العائدة إلى القرون الوسطى!) وغير المشروعة؟ وقد تم إنشاء جميع هذه الحكومات إثر التدخل المباشر للقوى الاستكبارية، حيث لم يكن للشعوب أي تدخل في تعيين حكوماتها وترسيم سياساتها واتخاذ قراراتها. كما ان جميع الحكومات الأعضاء في هذا المجلس متهمة من قبل شعوبها بالتعاون مع الكيان الصهيوني، اوعلى الأقل غير مبالية إزاء جرائم هذا الكيان ضد الشعب الفلسطيني المظلوم'.

ووصل إلى حد القول: 'يعلم حكام هذه الدول جيدا انه لايمكن ان تتحكم الأسر الحاكمة بمصائر الناس وتنهب ثرواتهم الوطنية في عصر اليقظة الاسلامية التي تعد الثورة الاسلامية نموذجا لها وبما أنهم يعلمون ان الزلزال الناجم عن نموذج الجمهورية الاسلامية سيؤدي إلى انهيار أنظمتهم غير الشرعية، وهم محقون في هذا الأمر، فقد اتخذوا العداء لإيران الاسلامية كهدف استراتيجي وهذا خيار خطر ليس لإيران بل لاستمرار حكوماتهم'.