يحيى الحوثي يتهم مصر والسعودية والإمارات بدعم السلطة في حرب صعدة

الخميس 07 يونيو-حزيران 2007 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس ـ الوسط
عدد القراءات 4317

 حرب صعدة تظل الحدث الأكثر حضورا رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على بدايتها، التصريحات الرسمية باكتمال السيطرة على مناطق صعدة وقرب انتهاء الحسم كذبتها وقائع الاقتتال والتعزيزات العسكرية التي لم تتوقف. الاقتتال الدائر في صعدة تجاوز الاهتمام المحلي إلى الاقليمي والدولي وقد عبرت "برجيت بروتكس" مسئولة إقليم الوطن العربي في مفوضية الأمم المتحدة عن أن الوضع يشير إلى أن الحاجة للتدخل باتت ملحة لتواتر المصادر عن انتهاكات واسعة ومستمرة للقانون الدولي والإنساني.

 ويعد هذا التصريح هو الأول لمنظمة أممية الذي من الممكن أن يفتح الباب على مصراعيه لتدخل دولي. على ذات الاتجاه حمل الدكتور الإرياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية رسالة لأمير د ولة قطر للتباحث حول إمكانية الخروج من أزمة صعدة وبما يحفظ للدولة هيبتها. وتؤكد مصادر (الوسط)

 أن قطر سعت إلى التدخل بمبادرة لوقف الحرب مبدية استعدادها للمساهمة في إعمار ما دمرته وإقامة مشاريع تنموية في المحافظة واعتبرت ذلك موقفا نهائيا. الموقف اليمني كان متصلبا حيث تم مواجهة زيارة أمير قطر بتصريحات رسمية ترفض تدخل دول أخرى في حرب صعدة باعتباره شأنا داخليا .. كما تم تسريب"داعي قبيلة الشيخ عبد الله الأحمر لاستئصال الحوثيين" في نفس يوم وصوله ونشرته الوسط. وأبدى مصدر حوثي مطلع لـ(الوسط) أمله بنجاح الوساطة القطرية مؤكداً أن يحيى الحوثي هو الطرف الذي يديرها في الخارج.

 وفيما نشر موقع سبتمبر نت عودة سفير اليمن في ليبيا إلى مقر عمله بعد ما أعلنت السلطات الليبية إدانتها الأعمال التمرد في صعدة ووقوف ليبيا مع اليمن ووحدته.

 جدد رئيس الوزراء الدكتور علي مجور صلة ليبيا وإيران بما يحدث في صعدة ودعا في لقائه مع صحيفة عكاظ إيران إلى ترجمة حرصها على الوحدة إلى واقع عملي، فيما طالب ليبيا بتسخير ما قال إنها أموال تدفعها لبعض الشخصيات اليمنية تحت مسميات متعددة لصالح التنمية في اليمن باعتبار ذلك أجدى وأنفع .. يشار إلى أن الرئيس كان قد قال إن مثل هذه الاتهامات تقوم بنشرها صحف صفراء.

 مراقبون أكدوا لـ(الوسط) أن السلطة كانت تراهن على إمكانية حسم المعركة أو على الأقل إحراز تقدم على الأرض واستعادة المديريات التي استولى عليها الحوثيون حتى يكون التفاوض من مصدر قوة لا ضعف وهو ما لم يتحقق خلال الأسبوعين الماضيين.

 النظام السياسي سعى لتخفيف ضغط المطالب الدولية بضرورة حل الأزمة سلميا بدعوة سفراء الاتحاد الأوربي الذين التقى بهم نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية وشرح لهم ما قدمته الدولة من خيارات لإنهاء القتال إلا أنه وبحسب مصدر مطلع فقد أكد سفراء الاتحاد على ضرورة حل الأزمة بالطرق السلمية. وفيما تناقلت الأخبار عن تعزيزات لقوات ومعدات سعودية لمواقعها الحدودية مع اليمن. ناشد يحيى الحوثي باسم المظلومين السعودية والإمارات ومصر بالكف عن دعم السلطة في هذه الحرب وطالبهم "أؤكد لفخامتكم بأن أموالكم وسياراتكم المصفحة التي تهدونها إلى السلطة في اليمن تقتل كل يوم وتجرح وتشرد المئات من إخوانكم اليمنيين".

 وناشدهم بالأخوة العربية والإسلامية أن يتركوا مثل هذا التعاون مؤكدا أنهم إن لم يكفوا ويتوبوا فإن الله سيسلط عليهم من يضطهدهم ويستكبر عليهم.

 متسائلاً حكام السعودية والإمارات ومصر "ما الذي فعلناه بكم وما هي الإساءات التي أوصلناها إليكم حتى تدعموا الظالمين ضدنا". مضيفاً "أوضحوا لنا ذلك لنصلح الخلل ونعتذر إليكم".

 وطالبهم الحوثي بأن يبادروا بإيجاد الحلول والنظر فيما تطلبه السلطة منهم وما يطلبونه منها والعمل على حل القضية بالود. وتمنى أن يعتبر المصريون بالتسلط الإسرائيلي عليهم متهماً لهم بغزو بلاده وقتل خمسين ألف مواطن لنشر النظام الشيوعي والاشتراكي عام 62م وأنهم كانوا يقتلون الهاربين في الكهوف والجبال من النساء والصبية والشيوخ بالرشاشات المثبتة على الطائرات ولذا عاقبهم الله (المصريين) باجتياح إسرائيل لبلادهم وقتلهم ذلك القتل الشنيع.. وختم بيانه بتحذير "لا تنسوا الله ولا تأمنوا مكره فهو للظالمين بالمرصاد" وعلى الصعيد الميداني جدد أنصار الحوثي في محافظة الجوف مهاجمتهم لمعسكر اللواء التاسع السبت الماضي حيث استمرت المواجهات حوالي أربع ساعات كما هاجمت عناصر حوثية قبل يوم أمس الاثنين نقطة أمنية في منطقة السلمات بمديرية الغيل مستخدمة القنابل والـ (آر. بي . جي) مما أدى إلى مقتل جنديين وجرح شخص من قبيلة مراد مارب.

 ويتمترس الحوثيون في جبل حام الذي يبعد عن المجمع الحكومي حوالي 30كم غربا وفي محاور صعدة شنت القوات الحكومية المزيد من الهجمات على آل الصيفي من جهات ثلاث مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة بالإضافة إلى الطائرات مما أدى إلى تدمير الكثير من المنازل.

 وفي جبل دخشف الذي استعاده الجيش في منطقة مذاب مديرية الصفراء والذي حاول الحوثيون اقتحامه ليومين متتاليين استمرت المواجهات أكثر من ساعتين في كل محاولة وتم رد المهاجمين الحوثيين. وكان قد تم تفجير مبنى المجمع الحكومي ومبنى المحكمة في مديرية رازح أثناء المواجهات التي دارت اليومين الماضيين بين الحوثيين والجيش، كما تم نهب مستشفى شعارة الحكومي. يشار إلى أن عبد الملك الحوثي كان وجه رسالة صوتية إلى من أسماهم المجاهدين قال فيها إن طول أمد الحرب دليل على عجز القوات الحكومية وذكر بأن المواجهات دخلت شهرها الخامس مؤكداً مواصلة الصمود حتى وإن طالت الحرب لعشرات السنين، مهنئاً لهم على موقف الشرف والعزة مؤكدا لهم أن النصر قريب.