القربي: اذا كان المتمردون يريدون "قتال أمريكا واسرائيل" فإن ذلك لا يمكن أن يحدث في اليمن

الأربعاء 09 مايو 2007 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس ـ رويترز
عدد القراءات 3983

 قال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي يوم أمس الثلاثاء ان اليمن سيدرس اجراء محادثات مع المتمردين الشيعة الذين يقاتلون القوات الحكومية في شمال البلاد منذ أوائل العام الجاري اذا ألقوا أسلحتهم أولا.

وأبلغ القربي رويترز أنه اذا أراد المتمردون بدء "حوار" فعليهم أولا وقف القتال والدعوة بعد ذلك الى الحوار وعندئذ ستستجيب الحكومة. وقال انه لا يعقل أن ي دعو المتمردون الى الحوار وهم ما زالوا يقاتلون.

كان يحيى الحوثي شقيق زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي الذي تقاتل جماعته الحكومة في محافظة صعدة الشمالية قال في بيان في وقت سابق من الاسبوع الجاري ان المتمردين مستعدون لوقف اطلاق النار والعودة الى الحوار شريطة عودة الجيش الى مواقعه التي كان يتمركز فيها قبل الحرب. ويعيش يحيى الحوثي خارج اليمن.

ولقي مئات الاشخاص حتفهم واضطر الالاف الى النزوح عن ديارهم في أحدث حلقات القتال الذي يستعر تارة ويخبو أخرى منذ عام 2004. واندلع الصراع باديء الامر عندما هاجم المتمردون قوات حكومية كانت أقامت نقطة للتفتيش في عمق محافظة صعدة.

وأكد الرئيس علي عبد الله صالح مرارا أنه لا مجال للحوار مع المتمردين وحثهم على الاستسلام.

وقال القربي ان الجهود الحكومية السابقة لاجراء محادثات مع المتمردين الذين ينتمون الى الطائفة الزيدية باءت بالفشل.

وأضاف أن الحكومة اليمنية استخدمت الحوار منذ 2004 وحاولت اعادة بناء المنطقة واستخدمت شتى الوسائل لمعالجة جذور المشكلة.

ومضى قائلا ان الحوار لم يحقق للحكومة أي شيء لان "هؤلاء الناس لا يدركون على ما يبدو أن العنف لا يجلب الا العنف". وأشار الى أنه اذا كان المتمردون يريدون "قتال أمريكا واسرائيل" فان ذلك لا يمكن أن يحدث في اليمن.

وأطلق الرئيس صالح سراح أكثر من 600 من أتباع الحوثي في عام 2006 في اطار عفو عام. لكنه أمر في يناير كانون الثاني الماضي بقمع المتمردين الذين يعارضون التحالف الوثيق بين اليمن والولايات المتحدة والذين تقول الحكومة انهم يريدون العودة الى شكل من الحكم الديني كان سائدا في اليمن حتى عام 1962.

ويختلف نظام الائمة السابق في اليمن عن الجمهورية الاسلامية التي تأسست في ايران. والطائفة الزيدية هي أقرب طوائف الشيعة قاطبة للمذهب السني.

ويشكل السنة غالبية سكان اليمن البالغ عددهم 19 مليون نسمة وأغلب الباقين من الزيديين.

وقال القربي انه اذا كان المتمردون ينشدون التغيير السياسي فعليهم السعي لتحقيقه من خلال النظام السياسي وليس العنف. ويقول المتمردون ان منطقتهم الجبلية تعاني الاهمال شأنها شأن الكثير من أجزاء اليمن. ويقول دبلوماسيون غربيون ان المتمردين ربما يريدون قدرا اكبر من الحكم الذاتي.

وقال القربي ان مطالب المتمردين ليست واضحة لكن هناك أدلة على أنهم يتلقون دعما من الخارج.

وأضاف أن الدعم الخارجي هو الوسيلة الوحيدة المتاحة للمتمردين وأنهم ما كانوا ليحصلوا على الاسلحة وأجهزة الاتصال التي بحوزتهم لولا هذا الدعم.

وأشار الى أن الحكومة تعتقد أن هذا الدعم "جاء من عدة مصادر شيعية" ليس بينها بالضرورة الحكومة الايرانية. وقال ان زيارات الحوثي لليبيا تعطي انطباعا بأن طرابلس ضالعة في الامر.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من المتمردين.

وانضم اليمن الذي تنحدر منه أصول أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الى الحرب الامريكية على الارهاب بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 في الولايات المتحدة.

وليس هناك صلة بين أتباع الحوثي وتنظيم القاعدة الذي يتبنى نهجا صارما من الاسلام السني لكن اسلاميين يمنيين هاجموا المدمرة الامريكية ( يو.اس.اس. كول) في عام 2000 وناقلة نفط فرنسية في عام 2001.

وما زال هناك أكثر من 100 يمني في معتقل جوانتانامو الامريكي في كوبا لكن من المقرر اطلاق سراحهم وقال القربي ان الحكومة مستعدة للتعامل معهم حسب القوانين اليمنية.

وقال ان الموقف اليمني "أفضل من بلدان كثيرة في المنطقة" فيما يتعلق بالارهاب مشيرا الى أن اليمن لم يقض فيما يبدو على كل الارهابيين. وأضاف أن على الحكومة مواصلة جهودها لتفادي الهجمات الارهابية.