معلومات عن إمكانية التقاء الرئيس هادي بناصر أوالبيض وتدخلات إيران على رأس أولويات الزيارة

الثلاثاء 02 إبريل-نيسان 2013 الساعة 04 مساءً / صحيفة مأرب برس - خاص
عدد القراءات 4078
نحا الرئيس هادي أمس باتجاه الشرق في زيارة هي الأكثر أهمية من حيث التوقيت والأهداف. ففي حين وصل الرئيس عبدربه منصور هادي إلى العاصمة الروسية موسكو بناءً على دعوة من القيادة الروسية .
وتفيد معلومات خاصة بأن من أولويات الزيارة التي يقوم بها الرئيس هادي إلى موسكو، أن تتمحور حول مناقشة موقف إيران السلبي في اليمن، ومحاولة وقف تدخلاتها المناهضة لمسيرة التحول في البلاد، وذلك من خلال قيامها بأنشطة تهدف إلى إعاقة تنفيذ بنود المبادرة الخليجية، ودعمها المادي والمعنوي لفصائل الحراك في الجنوب وجماعة الحوثي في الشمال.
وبعيداً عن المعلومات الرسمية المتداولة لأهداف الزيارة الرئاسية فإن مصادر خاصة تؤكد أن من بين الأهداف السياسية التي يسعى إليها الرئيس هادي في هذه الزيارة، والتي لها بعد استراتيجي عسكري أو تسليحي بحيث يتوقع أن يتم منح روسيا بعض مهام إعادة تسليح الجيش اليمني.
وتفيد مصادر خاصة لصحيفة "مأرب برس" أن الوفد المرافق للرئيس هادي في زيارته يشير إلى أن أهداف الزيارة إلى موسكو عسكرية بامتياز، ولاسيما في النظر إلى تزايد حالات سقوط الطائرات العسكرية من نوع "سيخواي" في السنوات الأخيرة، وبسبب خلل فني من المصدر.
ويرافق الرئيس هادي في زيارته إلى موسكو وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي واللواء علي راجح لبوزة نائب رئيس هيئة الأركان واللواء راشد الجند قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، وهو الأمر الذي جعل مراقبين يجزمون بالأهداف العسكرية للزيارة.
وتوجه الرئيس هادي أمس إلى روسيا الاتحادية في زيارة رسمية هي الأولى له من بعد توليه الرئاسة، وذلك تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد هادي أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة كون روسيا الاتحادية من الدول الصديقة الداعمة والمساندة لخروج اليمن من أزمته وكان لها مواقف وأدوار بناءة جدا في التنسيق والتشاور مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن الرئيس هادي قوله: إن العلاقات اليمنية الروسية متطورة ومن قبل ذلك مع الاتحاد السوفيتي حيث كان لليمن شماله وجنوبه قبل قيام الوحدة المباركة علاقات تاريخية ومتينة ونحن نحتفل هذه الأيام بالذكرى الخامسة والثمانين لهذه العلاقات.
وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين والدفع بها إلى آفاق أوسع في كافة المجالات وتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين والشعبين الصديقين كما تمثل فرصة كذلك لتقديم الشكر والإشادة بجهود روسيا الاتحادية في رعاية الحل السلمي للأزمة اليمنية وتحقيق الانتقال السياسي السلمي للسلطة في اليمن وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.
من جهتها، قالت الدائرة الصحفية للكرملين إن الرئيسين هادي وبوتن "سيبحثان كافة قضايا التعاون الثنائي، بما في ذلك آفاق تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة والمجال الإنساني وغيرها". وأن الجانبين سيتبادلان الآراء حول القضايا الملحة إقليمياً ودولياً بما فيها القضية السورية والوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وذكرت قناة "روسيا اليوم" أن لقاء سيجمع الرئيس هادي مع نظيره الروسي صباح الغد الثاني من ابريل وآخر سيجمعه مع رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف الأربعاء الثالث من ابريل. وذكرت الدائرة الصحفية للحكومة الروسية أن مدفيديف وهادي سيبحثان وضع وآفاق العلاقات الثنائية التجارية والاقتصادية، والتعاون في مجالي التعليم والثقافة.
وأشارت السفارة اليمنية لدى روسيا في بيان صحفي أصدرته نهاية الأسبوع الماضي، إلى أن زيارة رئيس الجمهورية اليمنية إلى روسيا والتي تمتد في الفترة بين الأول والرابع من أبريل، تحمل أهمية كبيرة من حيث توجهها نحو تعزيز العلاقات الروسية اليمنية على أصعدة مختلفة اقتصادية وعسكرية وسياسية.
كما لفتت السفارة اليمنية إلى أن أهمية هذه الزيارة تأتي من تزامنها والمتغيرات التي تحصل في اليمن على ضوء انطلاق جلسات الحوار الوطني الشامل، وكذلك مصادفة حلول الذكرى الـ85 لتوقيع اتفاقية التعاون والتجارة بين اليمن والاتحاد السوفيتي.
وكان السفير الروسي لدى صنعاء، سيرغي كوزلوف، قد قال إن هذه الزيارة ستعطي دفعة قوية لتعزيز وتطوير العلاقات بين روسيا واليمن.
اليمن مستورد تقليدي للسلاح الروسي، إلا أن التعاون العسكري التقني مع هذا البلد انتهى تقريبا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي
تعول القوة البحرية الروسية على استعادة قاعدة بحرية لها في جزيرة سقطرى اليمنية، الأمر الذي يتيح لها إمكانية السيطرة على قسم من المحيط الهندي، بما في ذلك حركة ناقلات البترول الكبرى القادمة من الخليج العربي.
هادي يكمل صفقة السلاح التي بدأها صالح في 2009
في سياق الحديث عن أن أهداف الزيارة عسكرية، يرى مراقبون أنها ستأتي مكملة لصفقة بدأها الرئيس السابق علي عبدالله صالح في زيارة له لموسكو مطلع 2009.
وتفيد مصادر خاصة لـ"مأرب برس" أن الرئيس هادي يجد ضرورة ملحة لزيادة العملية التسليحية للجيش اليمني، ولاسيما بعد السنوات التي شهدت فيها القوات المسلحة اليمنية تدهوراً كبيراً جراء الأزمة التي حدثت مع اندلاع ثورة فبراير 2011 فضلاً عن المواجهات المتقطعة مع عناصر القاعدة في الجنوب وجماعة الحوثيين في الشمال.
وفيما يعتقد البعض أن روسيا وهي إحدى الدول المشرفة على تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وتشرف تحديداً على ملف الحوار الوطني الشامل الذي انطلق في الـ18 من مارس الماضي، ستتلخص زيارة هادي في محاولة إقناع القيادة الروسية بضرورة التدخل لدى إيران وهي حليفتها الأقوى في المنطقة، التوقف عن التدخل السلبي في الشأن اليمني. غير أن كثيرين لا يستبعدون أن يكون من ضمن أهداف الزيارة عقد صفقة أسلحة روسية جديدة، وربما تأتي تكملة لنوايا النظام اليمني السابق في شراء مباشر للأسلحة بعيداً عن الوسطاء.
وفي 2007 تحدثت صحف عديدة عن أن نظام صالح قرر أن يشتري حاجاته من الأسلحة من المصانع بشكل مباشر وأن حكومته لن تتعامل مع الوسطاء خلافا لما كان يحدث في السابق حيث كانت الصفقات تتم عبر "تجار سلاح".
وتحدثت مصادر إعلامية تقيم في روسيا حينها، أن قائد الحرس الخاص بالرئيس صالح وصل إلى العاصمة الروسية في زيارة وصفت بالسرية لم تتحدث عنها وسائل الإعلام الروسية إلا أن مصادر خاصة قالت إنها تهدف إلى عقد صفقة أسلحة لتزويد القوات اليمنية في صعد. وذكرت وسائل إعلامية حينها أيضاً، أنه سيتم عقد صفقة صواريخ ووسائل دفاع جوي وطائرات عسكرية منها العمودية والمقاتلة وكذلك إمدادات عسكرية سريعة.
وكانت اليمن قد تعاقدت مع روسيا في العام 2006 على شراء 30 مقاتلة من طراز سوخوي 29. وكانت مصادر روسية رسمية قالت أواخر أيلول "سبتمبر" من العام ذاته، أن وزارة الدفاع اليمنية تقدمت إلى الحكومة الروسية قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت آنذاك بقائمة جديدة من طلبياتها من الأسلحة والتقنيات العسكرية بما في ذلك طائرات "ميغ-29" ، مشيرة إلى أن هذا الطراز من الطائرات الروسية "ميغ-29" أعجبت اليمنيين لأنهم طلبوا هذه المرة شراء أكثر من 30 طائرة من هذا الطراز.
وبحسب وكالة الأنباء الروسية الرسمية "نوفوستي" فقد صدرت روسيا إلى اليمن العام الماضي 2005م ما لا يقل عن 20 طائرة حربية حديثة من طراز "ميغ-29". كما تجدر الإشارة إلى أن قيمة الأسلحة التي قامت اليمن بشرائها من روسيا منذ حرب صيف 1994 وحتى العام الماضي بحوالي 12 مليار دولار أميركي، ويعتبر اليمن مع ليبيا من أكبر زبائن شراء الأسلحة من روسيا في العالم العربي.
في فبراير 2009 كان الرئيس السابق علي عبد الله صالح حرر زيارة إلى روسيا أيضاً، غير أن مهمتها كما تناولت وسائل الإعلام، شطب الدين اليمني لروسيا الاتحادية والبالغ 1.2 مليار دولار مقابل منح موسكو الحق بتطبيق البرنامج الواسع النطاق، الخاص بتحديث الجيش اليمني.
ويقدر البرنامج بقيمة 4 مليارات دولار. بالإضافة إلى ذلك فإن علي عبد الله صالح أعرب عن استعداده لضمان مشاركة المؤسسات الروسية في تحقيق مشاريع مدنية كبرى. وتكمن المشكلة في ان اليمن تحاول المراهنة على نيل تسهيلات كبيرة فيما يتعلق بشراء الاسلحة الروسية في الوقت الذي لا تجد موسكو نفسها مستعدة لها، بشكل كامل في ظروف الازمة الاقتصادية.
وكان علي عبد الله صالح منذ فترة يبدى رغبته في زيارة روسيا. لكن موسكو كانت طيلة السنة المنصرمة تؤخر الزيارة بحجة وجود جدول أعمال المكثف لدى القيادة الروسية.
ونشرت صحيفة روسية تقريرا صحفيا حينها مفاده: في واقع الأمر وبحسب المعلومات المتوفرة لدى صحيفة "كوميرسانت" الروسية فإن ثمة عاملاً آخر كان يحول دون وصول الرئيس علي عبد الله صالح الى موسكو، وهو عدم وجود اتفاقات جادة في مجال التعاون العسكري التقني.
وتعتبر اليمن مستوردا تقليديا للسلاح الروسي، إلا ان التعاون العسكري التقني مع هذا البلد انتهى تقريبا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. ومن جانب آخر يحتاج الجيش اليمني في هذا الوقت بالذات الى التحديث وإعادة التسليح. وبهذا الصدد أعد في صنعاء مشروع كبير يقدر حجمه الإجمالي بقيمة 4 مليارات دولار. وتعول اليمن على اهتمام موسكو بهذا المشروع.
وبحسب المعلومات الواردة من مصادر لصحيفة "كوميرسانت" فإن الوفد العسكري اليمني الرفيع المستوى، الذي يضم أيضا وزير المالية كان قد زار موسكو قبل زيارة الرئيس اليمني بأسبوعين. وطرح اليمنيون قائمة بالأسلحة التي يهتم بها الجانب اليمني. ويدور الحديث بصورة خاصة حول المقاتلات " ميغ-29" والمروحيات والدبابات وعربات المشاة القتالية وناقلات الأفراد المدرعة ووسائل الدفاع الجوي وراجمات الصواريخ والزوارق القتالية والرادارات.
وتفيد معلومات صحفية بأن صالح ذهب إلى موسكو حينها بخطة تقضي بشطب الدين اليمني لروسيا بمقدار لا يقل عن 2.5 مليار دولار. وبالإضافة إلى ذلك فإن الشركات الروسية ستحصل على امتيازات في تحقيق مشاريع مدنية يمنية. ويدور الحديث بصورة خاصة حول إنشاء المحطات الكهروحرارية ومصافي البترول وخطوط أنابيب النفط والغاز التي كانت قد أبدت اهتماما بها شركة "ستروي ترانس غاز" الروسية.
ويبدو ان الرئيس اليمني السابق كان يعول لدى طرح فكرته على المسؤولين في القيادة الروسية الذين يتولون الإشراف على القوات المسلحة. ويعطى العسكريون الروس اهمية بالغة لليمن، التي تحتل موقعا استراتيجيا هاما في الجزيرة العربية يسمح لها بالسيطرة على أحد أكثر المسارات البحرية حيوية الذي يربط أوروبا بآسيا، عن طريق قناة السويس. فيما تعول القوة البحرية الروسية على استعادة قاعدة بحرية لها في جزيرة سقطرى اليمنية، الأمر الذي يتيح لها إمكانية السيطرة على قسم من المحيط الهندي، بما في ذلك حركة ناقلات البترول الكبرى القادمة من الخليج العربي.
ويقول العسكريون في موسكو انه من المستحسن الإسراع في ابرام عقود مع اليمن، علما بأن هناك دولاً أخرى تحاول التمسك بسوق الاسلحة اليمنية. وذلك بحسب المعلومات الواردة من مصدر لصحيفة "كوميرسانت" في مجمع الصناعات الحربية الروسية. ويقول المصدر على وجه الخصوص ان الولايات المتحدة كانت قد اقترحت على صنعاء مشروعا لتحديث الجيش اليمني على حساب الاسلحة التي استغنى عنها الجيش الامريكي. وهناك اوكرانيا التي تبدي ايضا اهتماما بإعادة تسليح اليمن.
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن