اعلن الرئيس السوداني عمر البشير الاثنين اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، في ظل تراجع التوتر بين السودان والجنوب بعد التوصل الى اتفاقات مؤخرا بينهما.
وقال البشير في كلمة القاها لدى افتتاح دورة للمجلس الوطني (البرلمان) "نعلن اليوم قرارا باطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ونجدد التزامنا بتهيئة المناخ لبقية القوى السياسية للحوار"، ذلك عقب التوصل الى اتفاق مع الجنوب لتنفيذ الاتفاق الامني والاقتصادي الموقع بينهما في ايلول/سبتمبر 2012.
وتابع "ادعو القوى السياسية لتنظيم اليات الحوار وارجو ان يكون حوارا للجميع ونؤكد استمرار اتصالاتنا مع جميع القوى السياسية والاجتماعية بدون عزل لاحد بما فيها المجموعات من حملة السلاح من اجل حوار وطني شامل ومن اجل وضع معالجات للقضايا الكلية".
وينسجم اعلان البشير مع ما اعلنه نائبه والرجل القوي في النظام السوداني علي عثمان محمد طه ودعوته للقوى السياسية المعارضة والمتمردين في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق للمشاركة في صياغة دستور السودان الجديد.
في مؤتمره الصحافي الاول منذ عامين المح طه الذي يقدم غالبا كخليفة البشير المحتمل الى ان تحسن العلاقات مع جنوب السودان اجاز الانفتاح على المتمردين في الفرع الشمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان، التي اتهمت الخرطوم جوبا بدعمها.
ويحتاج السودان الى دستور جديد بدلا من ذلك الذي اقر في 2005 استنادا الى اتفاق السلام الذي اجاز استقلال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011 بعد 23 عاما من الحرب الاهلية بين الشماليين والجنوبيين.
لكن تحالف احزاب المعارضة ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان فرع الشمال اعلنوا رفضهم دعوة طه.
وقال فاروق ابو عيسى القيادي في تحالف الاحزاب المعارضة "دعوته للحوار تمضي في ذات الخط ". وافاد المسؤول في حزب المؤتمر الشعبي (المعارض) بشير ادم رحمة ان "الطغمة لديها تاريخ في الدعوة للحوار وفقا لتعبيراتها الخاصة" فيما وحدها حكومة انتقالية تشمل المعارضة كفيلة بانتاج حوار.
واعتبر رئيس متمردي الحركة الشعبية لشمال السودان مالك عقار ان طه وجه دعوته الى الحوار "لاغراض سياسية داخلية" وان النداء "يخدع السودانيين والى حد ما المجتمع الدولي".
ويتواجه الجيش السوداني والجيش الشعبي لتحرير السودان فرع الشمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق المتاخمتين لجنوب السودان حيث تسعى الخرطوم الى تثبيت سلطتها منذ انفصال الجنوب في تموز/يوليو 2011 في اعقاب حرب اهلية استمرت عقدين.