صحيفة الرياض: القذافي فاقد للاهلية.. رئيس تحرير صحيفة الجماهيرية: مقال الرياض تشويش ونباح كلاب

الثلاثاء 03 إبريل-نيسان 2007 الساعة 01 مساءً / مأرب برس - الملف
عدد القراءات 12109

انتقد كاتب وإعلامي ليبي ما ورد في افتتاحية صحيفة "الرياض" السعودية اليوم من انتقاد للزعيم الليبي معمر القذافي ووصفه بأنه "تشويش ونبح كلاب"، على حد قوله .

وقال عبد الرزاق الداهش رئيس المؤسسة العامة للصحافة ورئيس تحرير صحيفة "الجماهيرية" في تصريحات خاصة نقلتها وكالة ل "قدس برس": "القائد الليبي معمر القذافي لا يحتاج إلى شهادة من أحد، ولا من الصحفيين المرتزقة، فهو قائد كبير ويقوم بدور تاريخي ".

واعتبر الداهش أن ما ورد في صحيفة "الرياض" يعكس غيرة من النجاحات التي تحققها سياسات القائد الليبي، وقال: "ليبيا معروفة بنجاحاتها على مستوى القارة الإفريقية وبعض المأجورين تغيظهم هذه النجاحات، لكن هذا لا يهم لأن العرب يدركون هذه الحقيقة جيدا ".

ووصف رئيس تحرير صحيفة "الجماهيرية" الأكثر توزيعا في ليبيا، انتقادات افتتاحية صحيفة "الرياض" السعودية للزعيم الليبي بأنها "نبح كلاب"، وقال: "لا أعتقد أن نبح الكلاب يمكنه أن يرد السحاب ".

وأشار المسؤول الإعلامي الليبي إلى أن الهدف من هذه المهاترات الإعلامية، تخريب العلاقات الليبية ـ السعودية، وقال: "العلاقات الليبية ـ السعودية علاقات جيدة، وهناك تبادل ديبلوماسي وتبادل للزيارات الرسمية، وهذه المهاترات المقصود منها تخريب العلاقات بين البلدين ".

وتعليقا على ما أوردته الصحيفة من سيناريو مؤامرة مزعومة كانت تستهدف العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، قال عبد الرزاق الداهش: "هذا أيضا كلام تافه ولا أساس له من الصحة، في شيء المقصود منه الإساءة إلى الرجال الكبار ".

لكن الإعلامي الليبي أشار إلى أنه يمكن فهم هذه الاتهامات التي وصفها بأنها للتشويش في سياق مسيرة العظماء الفاعلين في التاريخ، وقال: "يمكن فهم هذا الكلام في سياق أن الرجال الكبار ينقسم الناس حولهم بين قادح ومادح، فهذه ضريبة الدور الكبير الذي يلعبه القائد الليبي، وهذه مسألة طبيعية، ولكن المسيرة أكبر من التشويش في الشارع وإشاعة الكلام السخيف

وأشار الداهش إلى أن ما يؤكد كلامه هو ما انتهت إليه القمة العربية التي قاطعتها ليبيا، وقال: "يمكن التأكد من ذلك من خلال نتائج قمة الرياض التي خرجت بوثيقة تحرير فلسطين، التي يمكن أن تجد أسرارها وخباياه عند وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس"، وفق تعبيره .

مقال صحيفة الرياض السعودية

وشنت صحيفة "الرياض" السعودية في عدد الصادر اليوم الاثنين هجوما شديد اللهجة على الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، ووصفته بأنه شخصية تقع بين التهور والاستسلام .

وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها التي حملت عنوان: "الزعيم الجماهيري.. الأممي!!" في ركن "كلمة الرياض" أن خيار الاستسلام الذي انتهجه العقيد القذافي بعد سقوط نظام صدام حسين لم يكن خيارا سليما، وقالت: "القذافي شخصية تقع بين التهور والاستسلام، حيث أقدم على أكثر من فعل سقط من خلاله بالهزيمة في تشاد، وأصدر مراسيمه بطرد كل من الفلسطينيين والسودانيين والمصريين وغيرهم، ثم كانت فاجعة إسقاط الطائرة على لوكربي التي انتهت بمحاكمة نظامه، مما استدعى، بعد سقوط نظام صدام أن يختار بين الاستسلام، أو الزوال، فاختار الأولى ليكشف كل الأقنعة التي غلفت تلك الشخصية التي كتبت فصول إنقاذ العالم من خلال سطور الكتاب الأخضر والأحمر، وبقية الألوان كما توهم ".

وقللت الصحيفة من أهمية اتجاه العقيد الليبي إلى الفضاء الإفريقي بعد فشل خيار دعم الحركات الانفصالية في العالم، على اعتبار اختلاف الأولويات بين القيادة الليبية والقيادات الإفريقية، وقالت: "عزلة الخيمة التي نسجت التعاون مع الإرهاب العالمي، ودعم الحركات الانفصالية وجدت نفسها معزولة، إذ لم ينقد العرب للطيش فاعتبرهم القذافي انهزاميين مفلسين، ثم لبس الأثواب الأفريقية، ووضع شعار القارة على صدره الأيمن باعتباره ينتمي لجغرافيا أكثر اتساعاً وعمقاً ليقدم لها هداياه مبشراً بوحدة عظمى تشكل نمطاً جديداً في المسارات الاقتصادية والسياسية، لكن أصحاب القارة وجدوه مجرد وعاء فارغ لا يسد جوعهم، ولا ينقذهم من المجاعات والحروب فصار رقماً صغيراً في جدول اهتماماتهم البعيدة ".

واعتبرت الصحيفة أن انتقادات العقيد الليبي للقادة العرب وللقمة العربية التي قرر بمقتضاها مقاطعة قمة الرياض العربية، لا أساس واقعي لها، وذكرت الصحيفة بالسيناريو القديم الذي قيل بأن العقيد الليبي كان قد أعده لاغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقالت: "القذافي الذي لم يعجبه العرب، ولا المسلمون، معتبراً نفسه خارج تصنيفاتهم بقدراته الخارقة، أعطى لنفسه المبرر بالهجوم على كل من لا يلتقي مع أفكاره وتهيؤاته، وبالتالي لم يكن استثناء أن يهاجم المملكة ويتآمر على زعيمها، ثم يأتي ليتحدث عن جملة أوهام ".

وفي تصعيد هجومي واضح، وصفت صحيفة الرياض السعودية العقيد الليبي معمر القذافي بأنه فاقد للأهلية، وقالت: "لا نستطيع أن نلومه إذا ما فقد أهلية الإنسان الذي تتوافق سلوكياته مع أعماله، حيث الرجل يعيش بياتاً تاريخياً لم يفهم من العالم إلا شعارات مرحلة صراع الغرب مع الشرق وانقسام العالم بينهما، ولذلك يقع تصنيفه للدول والشعوب ضمن ذلك الفكر الذي تجاوزه الزمن، والدليل أن الإمكانات الليبية المهدرة بالعبث السياسي، لم توصل هذا البلد لنموذج جارته تونس التي حققت بإمكانات أقل من عادية ما تجاوز ليبيا بعشرات السنين، كذلك لم يعد له بالشارع من يهتم به لأنه مجرد صوت بلا صد ".

وأوضحت افتتاحية الصحيفة أن مستجدات الواقع العربي والدولي قد أفقدت كثيرا من القيادات أهميتها وصنفتها ضمن ابتلاءات الشعوب، في إشارة إلى القيادة الليبية، وقالت: "هناك زعامات صار وجودها ضرورة لرؤية تاريخ من التخبط العربي وخاصة من أولئك الذين جاءت بهم مصادفات الانقلابات العسكرية من قاع المجتمع إلى كرسي الرئاسة، وهي أزمة تاريخ وظروف، وبلاء للشعوب والمواطني ".

وكان العقيد الليبي معمر القذافي قد قاطع قمة الرياض العربية ورفض الاشتراك في تمرير قرارات قال بأنها طبخت في العاصمة الأمريكية واشنطن، ووجه القائد الليبي في حوار مطول أجرته معه قناة "الجزيرة" الفضائية غداة انعقاد القمة العربية في العاصمة السعودية الرياض، ودعا القادة العرب إلى عدم الاشتراك في التآمر على العرب. وهي انتقادات اختارت القيادة السعودية أن تواجهها بالصمت ولم ترد عليها لا قبل القمة ولا أثناءها ولا حتى في المؤتمر الصحفي الذي جمع بين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأمين العام لجامعة الدول العربية، وبدأت الآن في الرد عبر التصريحات الإعلامية وكتابات بعض الصحف .