مصطفى الشميري : وجدت زوجتي وابنتيِ جثة واحدة بعد ان حاولت حمايتهما بحضنها

الخميس 21 فبراير-شباط 2013 الساعة 04 مساءً / صحيفة مأرب بر س - أيمن مهدي:
عدد القراءات 9099
قال مصطفى الشميري الذي فقد زوجته وابنتيه في حادثة سقوط الطائرة العسكرية أول من أمس, إنه لم يكن يعلم بحادثة سقوط الطائرة على منزله إلا من صديق اتصل به يسأله عن خبر الطائرة التي سقطت بجولة القادسية بصنعاء.
الشميري كان أمس بقاعة العزاء يستقبل المعزين في وفاة زوجته انتصار وابنتيه لمى وشيماء.
خرجتُ من العمل مسرعًا, يقول مصطفى, وعندما وصلت إلى مكان الحادث صُدمت بما رأيت. النيران تلتهم منزلي من كل اتجاه. كانت زوجتي وابنتاي لمى وشيماء جثة واحدة؛ أمهما حاولت حمايتهما في حضنها, لكن الحمد لله على كل حال. [يقول المسلمون عبارة «الحمد لله على كل حال / "شيء"» تقبلًا لقدر الله].
يواصل الأب المكلوم على أسرته الحديث لـصحيفة «مأرب برس». سألته عن أبنائه أنس وإيناس وأحمد وأصالة, قال: يبكون ويصيحون يا أماه وينك؟ يسألونني عنها: فين ماما يابابا؟ وين شيماء ولمى؟ وسكتَ؛ حشرجة بدأت تظهر في كلامه تسابق الدموع العبرات ويطفو الحزن.
وسألته: أين هم الآن؟ أجابني عادل الشميري, أخو مصطفى: في البيت عندي يبكون: نريد أمنا وشيماء ولمى.
وسألته: هل من صورة للطفلتين؟ قال بصوت يغلب عليه البكاء: نعم موجودة؛ أنت إلى الآن أول شخص يحصل عليها.
أراني ألبوم الصور من جواله وأنا أحدّق في عينيه وأدعو في نفسي: اللهم ألهمه الصبر. فتحتُ جهازي ليرسل إليّ صورتيهما. استرقتُ النظر إليه. وصلتني؛ لم أعرف أيًا منهما شيماء وأيًا منهما لمى. سألته على مضض من أمري, لكن الدموع انهمرتْ, وأخبرني.
أحسست بثقل أسئلتي عليه. انحرفتُ إلى أخيه؛ عن يميني. بدأت أتمتم له: أين الجثث الآن؟ لكن مصطفى سمعني, قال الأخير: موجودة في المستشفى العسكري وسندفنها في شمير بمحافظة تعز.
هل تريد أن تضيف شيئًا يا مصطفى؟ قال: نعم. أطالب الدولة بالتحقيق في الحادثة وكشف الحقائق للرأي العام.
ظننتُ أنه انتهى من كلامه. أضاف: وأطالب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بسرعة فحص الطائرات حتى لا تتكرر مأساتنا عند أسرة أخرى, وكذلك عدم إجراء التدريبات فوق المدن وعواصم المحافظات وسرعة حصر الأضرار والتعويض عنها تعويضًا عادلًا, وإعادة فحص الوثائق المتعلقة بشهادات الطيارين وتأهيلهم تأهيلًا يمكنهم من سرعة التصرف في مثل هذه الحالات؛ حتى لا تتكرر حوادث السقوط في الأحياء السكنية. وقدّم شكره لأمين العاصمة ومحافظ صنعاء وأمين المجلس المحلي الذين شاركوه العزاء.
انتقلتُ إلى مكان الحادثة. وجدنا أناسًا يجلسون على بقايا حطام تبقى من منازلهم. الدكتور/ عبدالرحمن الرفاعي, صاحب مركز أمان لطب الأسنان, دخل جناح الطائرة إلى عيادته؛ مما أدى إلى إتلاف جميع الأجهزة الطبية دون أضرار بشرية.
ويجلس العم أحمد اليمني, وكيل يحيى تاج الدين صاحب العمارة المتضررة لا يريد أن يتكلم. حاولتُ معه, قال: "ايش من طائرات خرده هذي"؟ وضحتُ له بحسب المصادر أنها جديدة ومستوردة قريبًا؛ صاح وأدخل يده إلى جيبه وأخرج بعضًا من حطام الطائرة يغطيها لاصق, قال: "هذي الجديدة يكذبوا على خلق الله ليش؟" أخذتُ صورة للحطام في يده, قال: "هذي اللي بتحفظ لي حقي القانوني".
واخترقت الطائرة المنكوبة عمارة تاج الدين قبل أن تستقر في بيت الشميري. وسقط في العمارة قتلى وجرحى.
سامي الأشول, صاحب أبو شهاب للانترنت, يفترش الأرض أمام محله, يقول: خلاص ما فيش حاجة الأمر بينتهي كسابقاتها.
المُلاحظ: أن الدفاع المدني متواجد مع عدد من الخبراء والعسكريين الذين يمنعون الناس من التجمهر الفائض عن المعقول. ويجمع بعضهم كل صغيرة وكبيرة في المكان. بينما البعض الآخر يجمع ما تبقى من أثاث بيوت ومساكن المتضررين!!