اليمن يطالب الدول الاسلامية برؤية موحدة لتعزيز التضامن والعمل الإسلامي

الخميس 07 فبراير-شباط 2013 الساعة 08 مساءً / مأرب برس ـ صنعاء:
عدد القراءات 2718

دعت اليمن إلى بلورة رؤية عملية وموحدة تضمن تعزيز وتفعيل التضامن والعمل الإسلامي المشترك وتطوير آلياته عبر دعم أدوار منظمة التعاون الإسلامي والارتقاء بأساليب عملها وأنشطتها بما يعزز من قدرة أمتنا العربية والإسلامية في مواجهة التحديات والأخطار التي تحدق بها.

وقال وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي في كلمة اليمن التي القاها ختام اعمال القمة الـ" 12 " لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي اليوم بالقاهرة " أن هذه القمة تنعقد في ظل تغييرات وتحولات جذرية حصلت في العالمين العربي والإسلامي بعد هبوب رياح التغيير في المنطقة ، مما أدى إلى انشغال الكثير من الدول بالمتغيرات والأحداث المحلية عن التحديات والأخطار التي تواجه الأمة العربية الإسلامية".

وقال الدكتور القربي "لم يعد هناك مجال للتسويف في مجابة التحديات والأخطار التي تواجه الأمة أو اهمالها " .. مضيفا " إنه لأمرٌ محزن أن تنعقد قمتنا هذه وأشقاؤنا في العديد من الأقطار العربية والإسلامية يعانون أشد المعاناة ويعيشون أوضاعاً مأساوية ويتطلعون إلى نجدتهم والتخفيف من معاناتهم ".

واستطرد الدكتور القربي قائلا:" إن مشاهدُ القتل والدمار تتكرر في العديد من البقاع العربية والإسلامية سواء في فلسطين ، أو في ميانمار التي يتعرض المسلمون فيها لحملة إبادة ، أو سوريا التي تعيش حالة حرب أهلية حقيقية تهدد حاضر ومستقبل هذا البلد الشقيق الذي مازال نزيف الدم يجري فيه بشكل يومي ".

ولفت إلى إنه من غير اللائق بأمتنا العربية والإسلامية عدم التحرك الجاد من خلال هذه القمة لإيقاف كل ذلك النزيف في أقرب وقت ممكن.

وتطرق وزير الخارجية في كلمة اليمن أمام القمة إلى تطورات الاحداث على الساحة الفلسطينية ، وقال " إن ما يحدث في فلسطين من الاستمرار في تدهور الأوضاع واستمرار التوسع الاستيطاني وفرض سياسة الأمر الواقع نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ممارساته غير الإنسانية وتحديه السافر لقرارات الشرعية الدولية مما يستوجب وقفة إسلامية جادة مسؤولة في المحافل الدولية بخصوص هذه القضية المركزية" .. مؤكدا أن ما يجري حالياً في فلسطين لا يخدم أبداً خيار السلام العادل الذي يعتبر الضمان الحقيقي لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأشار الدكتور القربي الى ما يتعرض له ديننا الإسلامي الحنيف في هذه الآونة من حملة ظالمة واتساع موجة الكراهية والتعصب والتشهير وإثارة مشاعر العداء والحقد ضد الإسلام والمسلمين يأتي انطلاقاً من مفاهيم خاطئة وجهل بحقيقة الدين الإسلامي الحنيف الذي ينبذ التطرف والإرهاب ويدعو إلى الاعتدال والوسطية واحترام الأديان الأخرى والحث على السلام والتعايش مع الثقافات والأديان والأمم الأخرى.

ودعا الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى التصدي الحازم للإساءات المتكررة لديننا الإسلامي ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام واتخاذ موقف موحد ضد تلك الممارسات غير اللأخلاقية التي تستهين بمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم عبر إعداد برنامجٍ عملي منظم تتولى تنفيذه لجنة تُشكل من الدول الأعضاء تكون مهمتها نشر الصورة الصحيحة للإسلام وإبراز مبادئه العظيمة ووسطيته واعتداله و مرتكزاته الإنسانية التي تنطلق من المساواة والعدالة والسلام والمحبة والإخاء.

وأكد وزير الخارجية ضرورة اخلاص النوايا لخدمة ديننا وأمتنا .. معتبرا أن أعظم خدمة تقدم للأمة في ظل هذه الظروف الدولية المعقدة والمتغيرات الجذرية التي حصلت في المنطقة تكمن في الحفاظ على وحدة الكلمة وإزالة الخلافات بين أقطارها والعمل على وقف الفتنة المذهبية والطائفية التي بدأت مؤشراتها القوية تظهر على السطح بفعل المخاضات العسيرة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية في الفترة الراهنة.

ولفت الى وجود مؤشرات خطيرة في اتجاه تحويل الأنظار عن مخاطر الصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة إلى تغذية نقاط الخلاف السني الشيعي وتشجيع الفتن الطائفية والمذهبية على مستوى كل قطر عربي.

وحذر وزير الخارجية من ظاهرة الإرهاب التي تعد إحدى الظواهر الخطيرة التي تعاني منها الأمة الإسلامية والمجتمع الدولي بشكل عام ، في ضوء بروز جماعات مسلحة لديها نزوع إلى العنف والإرهاب ، وأصبحت تشكل إحدى التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة الإسلامية.

وقال "إن الدين الإسلامي الحنيف قد حرم قتل النفس البشرية بشكل عام واعتبر ذلك من أكبر المحرمات لأنه دينٌ يدعو إلى التسامح والتعاون والمحبة والتآلف بين الشعوب ".

وطالب الدكتور القربي في كلمة اليمن أمام القمة منظمة التعاون الإسلامي والمجموعة الدولية بالتصدي للجماعات الإرهابية عبر إستراتيجية مكافحة شاملة متضامنة وفعالة من خلال الاهتمام بتعليم النشء قيم الدين الإسلامي وتوجيه الخطاب الديني نحو الوسطية والتسامح والاهتمام بالتنمية والنمو الاقتصادي للحد من البطالة والفقر اللذين يمثلان حاضنة للتطرف والإرهاب.

وأكد أن النهوض بالأمة الإسلامية لن يتحقق إلا بالمزيد من التضامن والعمل المشترك الذي يستدعي تحديد أولويات دقيقة في خطة عمل المنظمة المستقبلي وتعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات بين دول منظمة التعاون الإسلامي وزيادة مستوى التبادل التجاري والاستثماري وتعزيز جهود مكافحة الفقر وتحسين الأوضاع المعيشية للمسلمين.

وتطرق وزير الخارجية إلى التطورات على الساحة اليمنية .. موضحا أن الجمهورية اليمنية مرت بأزمة سياسية وصعوبات اقتصادية وحراك شعبي في سيبل التغيير ، الأمر الذي دفع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى تبني المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة فضلا عن الرعاية التي أبداها المجتمع الدولي لهذه المبادرة التي كان لها دورا فاعلا وكبيرا في نزع فتيل الاقتتال والعنف.

وأكد تصميم المجتمعُ الدولي على إنجاح هذه التجربة الفريدة في المنطقة والتي توجت مؤخرا بزيارة رئيس وأعضاء مجلس الأمن لصنعاء الأسبوع الماضي.

واستعرض الدكتور القربي ما قدمته الأطراف اليمنية من تنازلات كبيرة للوصول إلى وفاق وطني يحقن الدماء ويمهد الطريق لحوار وطني جامع توضع فيه الأسس الراسخة للحكم الرشيد ودولة النظام والقانون.

وخلص الى القول:"نحن على ثقة ان الشعب اليمني سيصل من خلال الحوار الى بناء دولة مدنية حديثة تتعزز فيها الحريات والديمقراطية والعدالة لكل أبناء اليمن ".

سبأ

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن