تتجه أنظار العالم مساء اليوم الجمعة الى لندن لمتابعة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2012، إذ من المقرر أن يعرض حفل الافتتاح لوحة مبسطة عن تاريخ بريطانيا في شتى المجالات بجانب بعض العروض الفنية، ثم طابور عرض للدول المشاركة إلى جانب دخول الشعلة الأولمبية وإشعالها في الملعب الرئيسي للأولمبياد إيذاناً ببدء الدورة التي تستضيفها لندن خلال الفترة من 27 يوليو حتى 12 أغسطس المقبل.

ولم يعكر صفو هذا الانتظار.. وترقب الإبهار سوى تحليق مقاتلة بريطانية في سماء لندن لاعتراض طائرة ركاب انقطع الاتصال معها (كانت في رحلة من تونس إلى غلاسكو في اسكتلندا)، قبل ان يتم استئناف الاتصال بين الطائرة وبرج المراقبة بعد لحظات من إقلاع المقاتلة من طراز «تايفون».

ويتوقع ان يشهد الاستاد حضور نحو 62 ألف متفرج إضافة إلى مليار مشاهد في كل أنحاء العالم سيتابعون حفل الافتتاح من خلال شاشات التلفزيون. وستبلغ تكلفة المعرض الفني نحو 27 مليون جنيه استرليني (42 مليون دولار). هذا وقد أعلن نجم السينما الهندية (بوليوود) أميتاب باتشان المشاركة في حمل الشعلة الأولمبية، وقال انه «شرف لا يصدق» ان يدعوني رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن سيباستيان كو لحمل الشعلة.

وقد اختيرت لندن كمدينة منظمة يوم 6 يوليو 2005 خلال اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية السابع بعد المائة في سنغافورة، بعد أن تغلبت على موسكو ونيويورك ومدريد وباريس بعد ثلاث جولات من التصويت، وترأس اللجنة المنظمة للبطولة البطل الأولمبي السابق سيباستيان كو.

وللمرة الأولى في تاريخ الدورات الأولمبية تصل نسبة التمثيل النسائي في المسابقات المختلفة إلى 44 % من نسبة المشاركين، حيث يبلغ إجمالي عدد النساء المشاركات أولمبياد لندن 4847 امرأة، كما يسجل الأولمبياد اللندني أكثر من ظاهرة نسائية للمرة الأولى في التاريخ، أهمها أن جميع الدول المشاركة سوف يكون لها تمثيل نسائي، حيث كانت قطر والسعودية وبروناي آخر الدول التي وافقت على المشاركة النسائية في الحدث الرياضي الكبير.

ويضاف إلى ذلك أن النساء سوف يقتحمن آخر حصون الرجال، والذي يتمثل في رياضة الملاكمة، مما ينهي عصر “للرجال فقط”، حيث تشهد الدور الأولمبية في لندن دخول النساء عالم الملاكمة للمرة الأولى أيضاً.

سيكون التنافس على اشده بين المعسكرين الاميركي والصيني في اولمبياد لندن 2012, الاول يريد استعادة الزعامة, والثاني يأمل بالتمسك بها بعد ان افرز اولمبياد بكين 2008 متصدرا جديدا لجدول الميداليات.فقبل 4 اعوام, حيث احسنت الصين الاستفادة من استضافة عاصمتها بكين للالعاب وظفر رياضيوها بالمركز الاول للمرة الاولى تاركين الولايات المتحدة "زعيمة" الالعاب السابقة في المركز الثاني.وحصدت الصين في بكين 100 ميدالية (51 ذهبية و21 فضية و28 برونزية) مقابل 110 ميداليات للولايات المتحدة (36 ذهبية و38 فضية و36 برونزية), وجاءت روسيا ثالثة ولها 72 ميدالية (23 ذهبية و21 فضية و28 برونزية).

تقسيم لندن إلى 3 نطاقات

وقد قسمت مدينة لندن الكبرى إلى ثلاثة نطاقات: أولها النطاق الأولمبي، حيث تم إنشاء المقر الأولمبي في منطقة ستراتفورد شرقي لندن، ويتضمن هذا المقر الاستاد الأولمبي ومركز الألعاب المائية والقرية الأولمبية، وهي مقر إقامة الرياضيين ومسؤولي الفرق.

وثانيا النطاق النهري، ويتضمن خمسة مواقع رئيسة على امتداد نهر التايمز تشمل صالة 2 التي عرفت سابقا باسم قبة الألفية، وأيضا مركز إكسل للمعارض، وثالثا نطاق وسط لندن، حيث توجد فيه المواقع بشكل رئيس في وسط وغرب مدينة لندن مثل ملعب ويمبلي وهايد بارك.

ويضم مركز الألعاب المائية حمامي سباحة بطول 50 مترا لكل منهما، وحوض غطس بطول 25 مترا تحتوي جميعها على أكثر من 10 ملايين ليتر من الماء، ومبطنة بـ 180 ألف قطعة من البلاط المصقول. والسقف يرتكز على ثلاث دعامات اسمنتية فقط.

ويستوعب مضمار سباق الدراجات 6 آلاف شخص - و500.3 حول المضمار و500.2 في المدرجات العلوية المعلقة داخل منحنيات السقف الذي يتكون من هيكل منحني من الصلب مكون من أكثر من 500.2 قطعة من الصلب.

وقد صمم شكل المضمار ليعكس هندسة مضمار الدراجات، مرتفعا 12 مترا من أقل نقطة عمقا إلى أعلى نقطة، ووزن السطح لا يزيد على نصف وزن سطح أي مضمار سباق دراجات مغطى آخر، حيث يبلغ 30 كيلوغراما لكل متر مربع. ويبلغ عدد المواقع المقرر لها استضافة فعاليات الدورة ثلاثين موقعا، منها مبان تاريخية، كملاعب «أول إنغلاند لون» للتنس، التي تستضيف فعاليات بطولة ويمبلدون منذ عشرات السنين، ويستضيف ملعب ويمبلي منافسات الريشة الطائرة، و«إيرلز كورت» ستستضيف الملاكمة ورفع الأثقال وغيرها، وهو الموقع الذي استضاف فعاليات أولمبياد لندن 1948.