لليوم الرابع على التوالي تعيش مديرية المنصورة بمحافظة عدن وضعاً صعباً غابت عنه مظاهر الحياة وقطعت المواصلات وأغلقت المحلات التجارية أبوابها في حين لم تتوقف الاشتباكات على خلفية قرار محافظ عدن بتسيير قوة أمنية لفتح شارع المنصورة الرئيسي المغلق منذ أكثر من عام واقتحام ساحة الشهداء التي يخيم فيها أنصار الحراك الجنوبي .

وصباح اليوم الاثنين لقي الناشط محمود الزعيم مصرعه برصاص قوات الأمن ليكون رابع ناشط يقتل خلال أربعة أيام في حين سجلت أكثر من عشرين حالة إصابة بينهم مدنيين وجنود .

ومنذ اقتحام ساحة الشهداء بالمنصورة يوم الجمعة الماضي تحولت مديرية المنصورة إلى مدينة أشباح خالية من كل أماكن الخدمات بما فيها المحلات والمطاعم وتبدو الشوارع خالية من المارة في حين لا تهدأ لعلعة الرصاص لدقيقة واحدة خصوصا في أوقات المساء التي يحبس فيها السكان أنفاسهم خشية من أن يصيبهم مكروه ، خاصة بعد تضرر عدد من المنازل .

صباح أمس الأحد قتل طفل في الثانية عشر من عمره وهو يشتري رغيفا لأسرته من مخبز في المنصورة ، وفي المساء كان مستشفى النقيب بالمنصورة يستقبل حالات إصابة أخرى لم تتوقف منذ اقتحام الساحة .

وعلى العكس من الحملة التي كان يراد لها أن تفتح الشارع الرئيسي المغلق منذ أكثر من عام فقد أدت الحملة العسكرية إلى قيام محتجين بإغلاق الشوارع الفرعية وبقية منافذ المديرية الداخلية ، كما أن الشارع الرئيسي يخلو من حركة المرور بفعل أصوات الاشتباكات التي لا تتوقف .

وصباح اليوم قال سكان محليون في شارع القصر القريب أن الامن طلب منهم إخلاء المنازل استعدادا لهجوم عسكري الأمر الذي لا يوحي بحل للموضوع بل بتصعيد قد يزيد الازمة تعقيداً .

وكانت السلطات المحلية قد فتحت شارع المعلا الرئيسي قبل أسابيع بعد مفاوضات مع الأهالي افضت الى تعويض اسر شهداء الاحتجاجات ومعالجة الجرحى والمصابين وبعدها تم فتح الشارع بشكل سلس .

أما في المنصورة فقد تعثر التفاوض مع الأهالي والناشطين الامر الذي دفع بمحافظ عدن إلى تسيير حملة أمنية يرى مراقبون أنها زادت الوضع تعقيداً وزادت معاناة السكان في المديرية المنكوبة .

ويخيم ناشطو الحراك الجنوبي في ساحة الشهداء بالمنصورة في حين أن شارع المنصورة قطعه محتجون منذ أكثر من عام احتجاجا على مقتل متظاهرين على أيدي قوات الامن في فبراير 2011 م .