المستوطنون يبنون كنيساً من أربعة طبقات بهدف تغطية قبة الصخرة المشرفة ،ويرتكبون مذبحة حضارية في القدس المحتلة لتغيير هويتها

الأحد 21 يناير-كانون الثاني 2007 الساعة 12 صباحاً / فلسطين / القدس المحتله/ مأرب برس / خاص / رندة عود الطيب
عدد القراءات 3904

قال الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان ، مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية " خليل التفكجي " : انه لم يتفاجأ بإعلان الجمعية الاستيطانية الصهيونية " عطيرت كوهنيم " نيتها بناء عدد من المساكن في حي رأس العامود القريب من المسجد الأقصى المبارك ، وبناء كنيس يهودي قرب المسجد الأقصى المبارك، وهذا المشروع الإسرائيلي يأتي وفق سياسة إسرائيلية لتهويد الحي الإسلامي ، وتريد إسرائيل أن تثبت من خلال بناء الكنيس أن القدس القديمة هي تحت السيطرة الإسرائيلية  

وقال الخبير الفلسطيني لـ" مأرب برس" : إن الجمعية الاستيطانية الصهيونية أجرت مفاوضات مع وزارة الشرطة الإسرائيلية ، مقابل نقل مركز الشرطة ، و بدأت الجمعية الاستيطانية بتنفيذ المشروع لإقامة 300 وحدة سكنية استيطانية ، وتم إنشاء 205 وحدة سكنية استيطانية في حي رأس العامود.

وتابع الخبير الفلسطيني القول: إن بناء الوحدات السكنية الاستيطانية في منطقة كانت تستخدم للدائر الحكومية الأردنية قبل الاحتلال الإسرائيلي ؛ موضحا ان إسرائيل أعلنت مؤخرا عن بدئها بإجراء حفريات في مدينة القدس خاصة تحت أسوار المسجد الأقصى بهدف إقامة منطقة سياحية ، وهناك مشروع إسرائيلي كبير لإقامة مركز هيكل ما بين الأقصى والصخرة .

وتابع " خليل التفكجي " يقول : إن النشاط الاستيطاني اليهودي ازداد في المرحلة الأخيرة بشكل ملحوظ في مستوطنة " معاليه ادوميم " ، وإقامة مستوطنة جديدة في حي رأس العامود ، وبناء كنيس يهودي قرب المسجد الأقصى وحفريات تحت المسجد .

وقال الخبير الفلسطيني : إن إسرائيل تريد إرسال رسالة للعالم من خلال هذه الأعمال الاستيطانية ، خاصة بعد حصولها على ضوء اخضر من الولايات المتحدة الأمريكية ، بأنها ستأخذ بعين الاعتبار الحقائق على الأرض في مفاوضات المرحلة النهائية ؛ موضحا أن الإجماع الصهيوني حول مدينة القدس بأنها عاصمتهم الأبدية ، دفع الإسرائيليين إلى وضع تصور لمدينة القدس في عام 2020 ، أغلبية يهودية وأقلية عربية ..

وضمت دولة الاحتلال الصهيوني القدس الشرقية بعد احتلالها خلال حرب حزيران/يونيو 1967. ويبلغ عدد سكان مدينة القدس حاليا حوالي 700 الف نسمة ثلثيهم من اليهود والثلث الأخر من الفلسطينيين.. ويقيم حوالي 200 ألف إسرائيلي في 12 حيا استيطانيا في الشطر العربي من مدينة القدس المحتلة .

حفر نفق جديد تحت أساسات أسوار المسجد الأقصى يهدد بانهياره

وكانت مؤسسة الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية قد كشفت النقاب عن قيام سلطات الاحتلال الصهيوني في هذه الأيام بحفر نفق جديد وخطير في مكان مخفي عن الأنظار تحت أساسات أسوار المسجد الأقصى الأمر الذي يهددها بالانهيار.

وفي بيان صحافي وصل " مأرب برس" أفاد مدير مؤسسة الأقصى الشيخ ،فريد الحاج يحيى أن أعضاء من المؤسسة استطاعوا تصوير النفق وبحوزتهم صور واثباتات بالصوت والصورة وسيتم الكشف عن هذه الصور وتوزيعها على وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة في مؤتمر صحافي سيعقد في الأيام القريبة.

يذكر أن هذه الأعمال تتم عن طريق ما يسمى مصلحة الآثار الإسرائيلية التي استطاعت عن طريق السماسرة شراء دكان صغير يقع في شارع الواد تتم عملية الحفر بداخله بصورة سرية وسريعة.

واعتبرت مؤسسة الأقصى أن السلطات الإسرائيلية تعمل على المس بالمسجد الأقصى من خلال دعمها لجهات يهودية متطرفة مستغلة انشغال العالم بالمشاكل المحلية والإقليمية.

ودعت مؤسسة الأقصى الدول العربية والإسلامية للعمل على وقف الحفريات في النفق وغيره فورا بدون أي تأجيل علما أن حفر الأنفاق يرمى لتنفيذ المخططات الإسرائيلية التي تهدف للنيل من المسجد الأقصى ولتهويد مدينة القدس ..

المستوطنون يبنون كنيسا من أربعة طوابق يهدف تغطية قبة الصخرة المشرفة

هذا ويقوم مستوطنون يهود ببناء كنيس يهودي في الحي الإسلامي قبالة الصخرة المشرفة في القدس الشرقية العربية , مبرزين رخص بناء كنيس من أربعة طبقات معلنين أنهم يريدون تغيير معالم القدس , وبناء كنيس من أربعة طوابق يهدف إلى تغطية قبة الصخرة المشرفة التي لا تبعد عن المكان أكثر من مئة وخمسين مترا.

ويقوم المستوطنون بترخيص من بلدية القدس اليهودية ببناء كنيس يهودي في الحي الإسلامي قبالة الصخرة المشرفة في القدس الشرقية العربية, هو الأول منذ الاحتلال الإسرائيلي للمدينة في 1967.

وبدأ بناء الكنيس الذي تشيده "جمعية عطيرت كوهانيم اليهودية " قرب باب القطانين احد مداخل الحرم الشريف, حيث غطت الموقع " شوادر " وأغلقت أبواب دكاكين في المكان ؛ ورفعت لافتات كتب عليها باللغة العبرية "موقع بناء. الاقتراب خطر".

 وتؤكد مديرية أوقاف القدس أن المستوطنين ابرزوا رخص بناء كنيس من أربعة طوابق صادرة عن بلدية القدس وحفروا تحت الأرض انفاقا وفرغوا مياه بئر وقفي واستولوا عليها.

ويؤكد الأهالي المقدسيين القريبين من المكان أن "المستوطنون بدأوا منذ حوالي شهر تشييد جدران الكنيس وقاموا باعمال بناء في قطعة الأرض الوقفية التي تبلغ مساحتها سبعين مترا مربعا" ؛ وقد بدا واضحا أن الباب الرئيسي للكنيس اليهودي هو من جهة الأرض الوقفية, حسبما رأينا على مخطط البناء.

الاحتلال يرتكب مذبحة حضارية في القدس لتغيير هويتها

وبعد توارد هذا الأنباء الخطيرة والممارسات الصهيونية المحدقة بالمسجد الأقصى " قبلة المسلمين الأولى " ، دعا قاضي قضاة فلسطين ، الشيخ تيسير رجب التميمي، في خطبة يوم الجمعة الماضي (19/1/2007) التي ألقاها في الحرم الإبراهيمي الشريف، دعا منظمة المؤتمر الإسلامي "التي أنشئت بعد حريق المسجد الأقصى المبارك عام 1979 " لحماية المسجد الأقصى والدفاع عنه ، كما ودعاها أيضا إلى عقد مؤتمر قمة إسلامي عاجل لمواجهة أخطار الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحت أساسات وأسوار المسجد الأقصى المبارك على نطاق واسع ، بهدف النيل منه وتهويد مدينة القدس.

وأكد التميمي أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب الآن في المدينة المقدسة مذبحة حضارية لطمس معالمها الحضارية ولتغيير هويتها العربية والإسلامية ، وتعزلها عن محيطها الفلسطيني بجدار الفصل العنصري وبحزام المستوطنات الإسرائيلية ، وتعمل على تفريغها من أهلها المقدسيين وهدم بيوتهم ومصادرة أراضيهم واستمرار إغلاق المؤسسات الفلسطينية فيها ومنع المصلين من الصلاة في مسجدها ، مستغلة الوضع الراهن على الساحة الفلسطينية وانشغال المجتمع الدولي بقضايا أخرى.

وأشار قاضي القضاة إلى أن الخطر الذي يهدد المسجد الأقصى المبارك أصبح الآن أكبر من أي وقت مضى ، مما يوجب على الأمتين العربية والإسلامية العمل الفوري الجاد لإنقاذ مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من الأخطار الحقيقية المحدقة به

وناشد التميمي الفصائل الفلسطينية ضرورة التوحد والمسارعة في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لمواجهة خطر الانهيار الذي يتهدد المسجد الأقصى المبارك ومخططات التهويد التي تنفذ في مدينة القدس ؛ حيث إنها مركز الصراع بيننا وبين الاحتلال الصهيوني الغاشم.