للأصابع الزرقاء غلبتها الساحقة في ساحة التغيير بصنعاء

الأربعاء 22 فبراير-شباط 2012 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس - معاذ المقطري
عدد القراءات 4281
 
 

في الـ11من صباح الـ21 فبراير/2012, كانت كروت التصويت للرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي, قد نفذت كمياتها في العديد من مراكز الاقتراع في كلا من صنعاء وتعز, كان على اللجان الانتخابية أن تلجأ إلى نسخ كميات أخرى كافية.

ففي أمانة العاصمة صنعاء, لجأت اللجنة العليا للانتخابات,إلى استحداث مراكز انتخابية جديدة في جامعة صنعاء, جراء الضغط الانتخابي الهائل على المراكز المعتادة..

ساحة التغيير في العاصمة صنعاء التي شكلت قلب الثورة الشبابية الشعبية على مدى أكثر من عام, بدت هي الأخرى صانعا فعليا ليوم الـ"21" من فبراير الذي أظهر قدرة اليمنيين الفائقة على صياغة عقد اجتماعي جديد, يفضي إلى دولة مدنية حديثة.

حتى الساعة الواحدة من ظهر يوم الاقتراع, كانت أصابع الإبهام المطلية بالمداد الأزرق قد شكلت ملمحا غالبا في أيادي الثوار والثائرات بالساحة, فيما قام البعض منهم بغمس أصابعه الخمس بالمداد الأزرق الدال على إتمام التصويت.

في الساحة الأم, اتخذت التحركات الانتخابية شكلا من أشكال العمل الثوري, حيث كانت سرايا الثوار تتحرك باتجاه المراكز الانتخابية بصورة مماثلة للمسيرات الثورية الحاشدة.

ابو حاتم: على هادي خفض رتبته العسكرية

في تعليقه حول التوجه الايجابي لساحة التغيير, في منحى المشاركة الانتخابية الفاعلة,يقول المهندس طيار حاتم أبو حاتم, الذي بات وجها مألوفا في الساحة, ان الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي حظي بالتأييد الشعبي الذي لم يحظى به رئيس يمني من قبل.

ويرى حاتم أن ساحة التغيير شكلت دعما استثنائيا لهادي, وهو الدعم الذي يشكل أساسا للتوافق الوطني والإجماع الإقليمي الدولي الذي بدأ مرتبطا بثورة الشباب, كصانع للحدث الثوري الذي أنتج بدوره هذا التحول الفارق في تاريخ شعبنا.

متطلبات الدولة التي أنتجها"21" فبراير, ترتبط بالتطلعات الشعبية التي عبرت عنها ثورة الـ 11 من فبراير 2011, وهي متطلبات يختصرها أبو حاتم, بالمفهوم الحقيقي للدولة المدنية الحديثة.

وفي توقعات أبو حاتم, سيكون الرئيس هادي ميسرا لمشروع الدولة المدنية الحديثة على ضوء المهام المحددة سلفا في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المسنودة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014.

على أن هناك تعديلات هامة تتعلق بالخيارات الشخصية لهادي ذاته,حيث يرى أبو حاتم, ومن واقع خبرته في الجيش اليمني أن على الرئيس هادي "خفض رتبته العسكرية إلى رتبة عقيد, بدلا عن رتبته الحالية كمشير" ذلك أن الجيش اليمني "غير مؤهل بعد للرتب العسكرية الكبيرة".

استقالة هادي من حزب المؤتمر الشعبي العام, يري أبو حاتم وهو القيادي الناصري البارز,أنها ضرورية, بحيث يكون هادي ممثلا لكل القوى السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني.

ونقلت "اللجنة الاعلامية للانتخابات الرئاسية" عن أبو حاتم قوله: ان من أهم أسرار القوة الخاصة التي يمتلكها هادي,هو شعور اليمنيين بأن الرجل لم يكن مرضي عنه من قبل النظام السابق, الأمر الذي يجعل من استمراره في الرتب العسكرية والمواقع الحزبية في ظل هذا النظام,أشياء غير مهمة بالنسبة لهذا الشعب.

السقاف: أن يدرك هادي انه صاحب القرار

وبهذا المعنى أيضا يأتي جانب من حديث الشاعر الثوري, عبد الناصر السقاف, فهو يرى أن الرئيس هادي, لن يتصرف بعد اليوم بذات الطريقة التي كان يتصرف بها حين كان نائبا للرئيس.

يضيف السقاف لـ"اللجنة الاعلامية العليا للانتخابات الرئاسية":" أصبح هادي صاحب القرار الأول في الدولة" حيث ستنطلق قراراته ملبية لمقاصد الثورة وأهدافها السامية.

وفيما يقر السقاف وهو واحد من أوائل الثوار البارزين في الساحة, أن هادي سيؤدي مهامه وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية, إلا أنه سيكون جامعا بين تنفيذه لبنود المبادرة ومقاصد الثورة,مشيرا الى التوائم بين المسارين في المحصلة النهائية.

توافق قناعات

يوافقه الرأي المهندس على عبدالملك الشيباني, الذي لا يشك بأن هادي يوافق الثوار في الساحات في ذات القناعة التي ترى أن اليمن بحاجة إلى مشروع وطني كبير متجاوزا للانقسامات.

يقول الشيباني وهو كاتب صحفي معروف "إن التأييد الذي ناله هادي ينطلق من الموقف العام للناس من ضرورة قيام دولة مدنية حديثة تذوب في إطارها كل الولاءات الضيقة، فضلا عن المشاريع السياسية والاجتماعية الصغيرة".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن