الصليب الأحمر: ارتفاع موجة العنف في اليمن بعد توقيع المبادرة الخليجية وتزايد الإحتياجات الإنسانية العامة للسكان

الخميس 09 فبراير-شباط 2012 الساعة 07 مساءً / مأرب برس – خاص:
عدد القراءات 2786
 

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن اليمن شهد“ ارتفاع موجة عنف في مناطق عدة من البلاد، لاسيما في صعدة وحجة وأبين وعدن تسبب في مقتل مئات المدنيين”، على الرغم من الهدوء النسبي الذي شهدته البلاد بعد توقيع اتفاق “المبادرة الخليجية” موضحة أن “بداية المرحلة الانتقالية لم تؤد بعد إلى تحسن في الوضع الاقتصادي”، خصوصا في ظل “تزايد الاحتياجات الإنسانية العامة للسكان”.

وأشارت المنظمة - في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني- إلى أن موجة الاحتجاجات في اليمن، المتواصلة منذ يناير 2011، تسبب بـ”إصابة الاقتصاد بكامله بأضرار فادحة وتعطيل البنى التحتية التي ستحتاج إلى أشهر بل سنوات عدة لتعود إلى العمل بشكل كامل”، واوضح التقرير أن “عشرات الآلاف من العائلات التي اضطرت إلى الهرب من العنف في مناطق الشمال والوسط والجنوب” لا تزال “تعيش في المخيمات والجوامع والمدارس وتعتمد على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة”.

وأكد تقرير اللجنة الدولية- حصل مأرب برس على نسخة منه- أن “استمرار المواجهات والتفجيرات اليومية يعطل حياة السكان المدنيين في محافظتي أبين وعدن”، الجنوبيتين، حيث تشهد الأولى معارك دائرة بين قوات الجيش النظامي ومسلحي تنظيم القاعدة المتطرف، منذ أواخر مايو الماضي.

ولفت التقرير إلى أن “عدن كانت مسرحا لهجمات مركزة ولا يزال آلاف الأشخاص النازحين من أبين موجودين في عدن ولحج ويعيشون في ظروف عسيرة غير قادرين على العودة إلى منازلهم”.

ومن جانبه اكد رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن، إن الاحتجاجات الإنسانية تزايدت “خلال الشهور القليلة الماضية” ليس في محافظة صعدة (شمال) فحسب، “وإنما أيضاً في العديد من الأماكن الأخرى في البلاد”، لافتا إلى “قلق بالغ” تثيرها قضايا كثيرة منها “انقطاع الكهرباء وغيرها من مصادر الطاقة، وإمدادات المياه غير الكافية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، والافتقار إلى الفرص الملائمة للحصول على الرعاية الصحية والأدوية”.

وثال "إيريك ماركلي": “دون اتخاذ إجراءات إنسانية قوية وتأمين الدعم الاقتصادي، يمكن أن تتردى أوضاع آلاف الأشخاص خلال الأسابيع المقبلة”، مؤكدا أن الأولوية التي حددتها منظمته تمكن في “نقل المساعدات إلى الأماكن التي هي بأمس الحاجة إليها، وتوفير إمكانيات الوصول” إلى المناطق المضطربة مثل بلدة “أرحب” شمالي صنعاء، وبلدة “كتاف” بمحافظة صعدة، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الشيعية المسلحة، المتمردة على الحكومة المركزية في صنعاء منذ العام 2004.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية الفرعية في صعدة، إشفاق خان: “يؤدي التدهور الأمني إلى آثار مدمرة على الوضع الإنساني. ويشكل توفير فرص الحصول على الرعاية الصحية والمياه موضع قلق رئيسي”، موضحا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكنت “بصعوبة” في ديسمبر الماضي، “من الوصول إلى أغلب المناطق التي تقلقنا أوضاعها مثل دماج”، المركز الرئيس للجماعة السلفية، والتي تبعد 2 كم جنوب مدينة صعدة، معقل جماعة الحوثي.

وأكد أن “حال العنف تجعل من الصعب جدا على موظفي اللجنة الدولية الوصول إلى مناطق أخرى مثل منطقة كتاف “التي تشهد قتالا متقطعا، منذ أواخر نوفمبر، بين “الحوثيين” ورجال قبائل مناصرين للجماعة السلفية.

وتسببت موجة الاحتجاجات المناهضة لصالح في إضعاف سيطرة الحكومة المركزية في صنعاء، مقابل اتساع نفوذ الجماعات المسلحة المناهضة للنظام، كجماعة الحوثي وتنظيم القاعدة، إضافة إلى قوى “الحراك الجنوبي”، التي تطالب، منذ مارس 2007، بانفصال الشطر الجنوبي عن الشمالي، اللذين كانا قد توحدا في مايو 1990.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن