د. الحمادي : 600 ألف يتيم باليمن .. و500 ألف طفل مهددون بالموت

الخميس 09 فبراير-شباط 2012 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - الراية
عدد القراءات 5135
 
من الارشيف
 

أقامت جمعية قطر الخيرية احتفالية تراثية في حديقة فندق شيراتون الدوحة مساء أمس الأول على هامش حملتها لإغاثة الشعب اليمني ، تخللها بعض الأناشيد والفقرات التي تحض على الصدقة وإغاثة المنكوب، كما تضمنت معرضًا للصور الفوتوغرافية أقامه المصور الفوتوغرافي اليمني أمين عبدالرحمن الغابري جسد فيه جانبًا من المعاناة الحقيقية التي يعيشها هذا الشعب الشقيق.

حضر الحفل السيد يوسف أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية والدكتور أحمد الحمادي والشيخ عبدالله البوعينين والمنشدان أسامة الصافي من دولة الإمارات العربية المتحدة وأمين حميم من اليمن، كما حضره جمع كبير من المواطنين والمقيمين من أهل الخير الذين حرصوا على الحضور للمشاركة في إنجاح حملة إغاثة الأشقاء في اليمن.. بدأ الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم ثم قدم عريف الحفل تقريرًا موجزًا عن المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني استعرض فيه بعضًا من جوانب المأساة العظيمة التي يعانيها ذلك الشعب الشقيق.

وقدم المنشد اليمني أمين حميم بعض الأناشيد التي تحض على البذل والعطاء، كما قدم أنشودة رائعة في حب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، لقيت استحسانًا كبيرًا من الحضور. وألقى الشيخ عبدالله البوعينين كلمة حث فيها المسلمين على التصدق، كاشفًا عن الجزاء والثواب العظيم الذي أعده لله للمتصدقين سواء كان ذلك الثواب في الدنيا أو الآخرة والفرق بين الصدقة والزكاة.

واستهل الشيخ البوعينين حديثه برواية قصة الصحابي الجليل سعيد بن عامر الذي شهد مصرع الصحابي خبيب بن عدي عندما قطعت قريش جسده وصلبت جثته على جزع نخلة، وقد شهد سعيد بن عامر ذلك قبل دخوله في الإسلام، غير أنه لم يساعد خبيب بن عدي حينئذ وقد تركت تلك الواقعة أثرًا بالغًا في نفس سعيد بن عامر بعد إسلامه حتى أنه عندما ولاه الخليفة عمر بن الخطاب على حمص شكا منه أهل حمص للخليفة بأنه "يغيظ الغنظة بين الأيام"، يعني تأخذه موتة فيغيب عن الناس، فقال سعيد للخليفة عمر : شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة، وقد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعة، فما ذكرت ذلك اليوم وتركي نصرته في تلك الحال وأنا مشرك لا أؤمن بالله العظيم إلا ظننت أن الله عز وجل لا يغفر لي بذلك الذنب أبدًا، قال : فتصيبني تلك الغنظة .. ونوه بالأهمية والقيمة الكبيرة للإنفاق في سبيل الله.. وأكد أن أهل قطر أهل خير ومروءة .. داعيًا الجميع إلى مد يد العون إلى أشقائهم الذين يعيشون أحوالاً تُدمي القلوب. وقال إن الله منّ علينا بالكثير ولا ينبغي أن نبخل عليهم بالقليل منه.

وتحدث عن الصدقة والحكمة منها .. مشيرًا إلى أن الصدقة تطفئ غضب الله عز وجل، كما أنها وسيلة لعلاج المرض. وأوضح أن الصدقة هي إقراض لله تعالى وأن من يقرض الله قرضًا حسنًا في الدنيا فإنه سوف يجد ثواب ذلك عظيمًا عنده في الآخرة.

بدوره دعا الدكتور أحمد الحمادي إلى البذل والعطاء والإسراع بمد يد العون إلى الأشقاء في اليمن .. مشيرًا إلى أن السفينة الواحدة تضم 50 حاوية وأن كل حاوية تكلفتها 120 ألف ريال. وعرض لجانب من حجم المأساة التي يعيشها الأشقاء في اليمن .. مشيرًا إلى أن هناك 600 ألف يتيم في اليمن و500 ألف طفل مهددون بالموت بسبب سوء التغذية وأن هناك أمراضًا كثيرة متفشية.

وقال السيد يوسف أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية في تصريحات صحفية، إن الحملة الخاصة لإغاثة الشعب اليمني وجدت تجاوبًا كبيرًا من قبل المحسنين القطريين، مشيدًا بالمبادرات الطيبة التي أعلن عنها بعض المتبرعين خاصة في جانب كفالة الأيتام والمسنين. وقال إن قطر الخيرية بدأت في التواصل مع المحسنين قبل إطلاق الحملة بوقت كافٍ، وقد وجدت ترحيبًا كبيرًا بفكرة إطلاق الحملة التي جاءت استجابة لطلبات العديد من أبناء الشعب القطري لدعم إخوانهم من أبناء الشعب اليمني.

وأشار إلى أن أبواب الجمعية مفتوحة لاستقبال المزيد من التبرعات للشعب اليمني من خلال مقرها الرئيس وفروعها ومحصليها بالمجمعات التجارية.

وقال إن الفريق الميداني لقطر الخيرية بدأ في مباشرة مهامه في مختلف مناطق اليمن حيث يقوم بتقديم المساعدات العينية والمادية للأسر الفقيرة والمتضررة بالتعاون مع الجمعيات الخيرية المحلية. وحث الداعمين والمتبرعين على المبادرة بمد يد العون والمساعدة للشعب اليمني الذي يعاني ظروفًا مأساوية صعبة خاصة كبار السن والأيتام والمرضى والنازحين من مناطقهم بسبب الأحداث التي شهدها اليمن خلال الفترة الماضية.

وحول موعد وصول سفن المواد التموينية إلى اليمن، قال الكواري إن تجهيز أولى السفن سوف يبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، ونتوقع وصولها إلى اليمن في غضون أسبوعين.

وعبر المنشد أسامة الصافي عن سعادته بالمشاركة في الاحتفالية التي أقامتها قطر الخيرية لإغاثة الأشقاء في اليمن .. مثمنًا الدور الذي تلعبه دولة قطر في المجال الخيري والإغاثي على مستوى العالم. وقال إن دور قطر في هذا الشأن يعلمه القاصي والداني .. مؤكدًا أن هذه الحملة خير دليل على ذلك. وقال أنشد بعض الأناشيد اليمنية القديمة التي يعود تاريخها إلى نحو 200 عام.

من جانبه أوضح المصور الفوتوغرافي أمين عبدالرحمن الغابري صاحب معظم اللقطات التي يضمها معرض الصور المصاحب للاحتفالية، أن المعرض يضم 30 صورة، مشيرًا إلى أن كل صورة تبعث برسالة إنسانية واجتماعية للعالم عن أحوال الشعب اليمني جراء الأحداث الأخيرة وما قبلها، كما أن كل صورة تحكي قصة عن شخوصها والمنطقة التي التقطت فيها.

وأضاف : ركزنا في اختيار الصور على الحالات التي تحكي معاناة الشعب اليمني خاصة المسنين والأيتام والنازحين جراء الثورة اليمنية التي شهدها اليمن بداية من العام الماضي .. مبينًا أن الصور تعبر عن مختلف مناطق اليمن حيث حرص المنظمون على اختيار الصور من مناطق متعددة من اليمن، فهناك صور من جنوب اليمن وأخرى من الشمال خاصة المناطق التي شهدت أحداثًا كبيرة خلال الثورة.

وقال الغابري إن المعرض تضمن بورتريهات لشخصيات حقيقية تعيش وتعايش ما يجري على أرض اليمن من معاناة ومآسٍ بسبب الفقر والجهل والمرض، خاصة الفئات الفقيرة والمحتاجة التي تحتاج لأبسط مقومات الحياة.. مشيرًا إلى أنه حرص على اختيار الصور بعناية. وقال إن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها بمعرض مصور في الدوحة، مبينًا أنه أقام العديد من معارض الصور داخل وخارج اليمن، كما أن صوره عرضت في معرض بأمريكا.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن