موتى على ابواب غرف العمليات

وصل الشاب احمد من مدينة يريم - يوم 21/01/2012 م - الى هيئة مستشفى ذمار العام وهو في حالة مستقرة، إلا انه و نتيجة للإهمال الذي أصاب الهيئة في جميع مرافقها ، وعدم وجود طبيب مختص في المستشفى يومها ، فقد ظل ينزف حتى دخل في غيبوبة تامة، فيما أهله يجوبون مرافق المستشفى بحثا عن الطبيب المختص، ويقول مصدر بالمستشفى أنه "وبعد قرابة ساعتين وصل الطبيب وقرر اجراء عملية للمرض غير أن غياب المساعدين أو المناوبين في قسم العمليات، أعاق إجرائه للعملية، الأمر الذي تسبب في تفاقم حالة المريض الذي بقي في حالة احتضار"- وفق المصدر .

 ويضيف المصدر:"ليس المريض " احمد" وحدة ، عانى من هذه المأساه، وإنما هناك الكثير من المرضى يموتون على أبواب غرف العمليات المغلقة، دون أن يتمكنوا من الحصول على طبيب أو فرصة للعلاج في المستشفى ..

مكتب رئيس الهيئة داخل قسم الولادة

يقول احد الموظفين ويدعى سامي ان محمد الانسي - رئيس هيئة المستشفى قام بتحويل مكتبه من الدور الثالث الى الدور الثاني في مبنى المستشفى ووضعه في زاوية بعيدة حتى يكون بعيدا عن المرضى و المراجعين او من لديهم شكاوي ، ويضيف:"وبعدها ب6 اشهر قام بنقل مكتبة من الدور الثاني الى داخل قسم الولادة .

واعتبر سامي ان هذا الامر يتنافى مع قيم واخلاق اليمنيين وطبيعة مهامه الإدارية، إذا ان المكتب يتوافد اليه المرافقين المدججين بالاسلحة وكذلك الموظفين والامراض ومن لهم علاقة بإدارة المستشفى. مؤكدا إصراره على الدوام في قسم النساء والولادة وتجاهل نصائح كل من نصحه بعدم الدوام في قسم الولادة .

منع صرف الوجبات للمرضى .. بسبب رحلات سياحية

وعن الفساد المالي يقول سامي لـ(مارب برس) ان شركة التغذية التي تقوم بصرف الوجبات الغذائية الخاصة بالمرضى والاطباء والفنيين والممرضين منعت صرف تلك الوجبات نتيجة المديونية التي لدى المستشفى للشركة والتي تجاوزت 30 (مليون ريال ) .

ونقل مراسل مارب برس عن مسئولين في شركة التغذية قولهم:" ان الشركة غير قادرة على تحمل المسؤولية وأنه قد تم ابلاغ ادارة المستشفى بهذا الامر ، غير أن ادارة المستشفى ماتزال تتجاهل كل شئ فيما يواصل رئيس الهيئة محمد الانسي قضاء رحلتة السياحية متنقلا بين دبي والاردن .

  فساد .. ومواصفات مغشوشة

من جانبة يتهم أحد موظفي المستشفى يدعى "محمد" مدير المستشفى بنهب ( 85 الف دولار) من قيمة الاشعة المقطعية التي تم شرائها قبل 3 اشهر ، مشيرا إلى ان هذا المبلغ المسروق تم عبر اتفاق مع الشركة الموردة (امتاك يمن) حيث تم توريد الجها-ز بمواصفات غير متطابقة، للاتفاقية التي تنص على أن الجهاز المطلوب توريده هو32 مقطع وليس جهاز 8 مقطع الذي وصل الفا رق إلى 85 الف دولار ،اضافة الى ان الاتفاق مع الشركة كان ينص على تجهيز غرفة الاشعة المقطعية للمستشفى" قبل أن يتم بعد ذلك صرف مبلغ اثنين مليون ريال يمني اضافية، بحجة تجهيز غرفة الاشعة". وفق الموظف. مشيرا الى ان مبلغ الـ2 المليون ذهبت في طريقها الى جيب رئيس الهيئة الخاص .

منح دراسية للاقارب بدلاً عن الموظفين

واشارت مصادر طبية أخرى لـ(مأرب برس) الى ان رئيس هيئة مستشفى ذمار العام قام باعتماد منح دراسية لطلاب وموظفين لا يعملون بالاصل في مستشفى ذمار العام، فيما أن تلك المنح تعتمد لمنتسبي المستشفى وتدفع الرسوم من حساب الهيئة علاوة على رسوم الجامعات .

وأكدت المصادر أن تلك المصاريف الخاصة تدفع اليوم للطلاب الدارسين كونهم اصدقاء او ابناء الاصدقاء لرئيس الهيئة لا أكثر، فيما الموظفين داخل الهيئة سواء( الاطباء أوالفنيين) فيتم حرمانهم من مواصلة التعليم والتاهيل بل يصل الامر الى قطع مرتبات الموظفين ومنعهم من العمل في أحايين كثيرة حتى الدارسين منهم على حسابهم الخاص" وفق المصادر .

سيارة للمدير ورواتب وهمية

وتفيد معلومات حصل عليها مراسل مارب برس في المستشفى عن امتناع الاستاذ / داحض مجلي - مدير عام الشؤون المالية في المستشفى عن العمل بسبب خلافات بينه وبين رئيس الهيئة (الانسي)، بعد رفض الاخير صرف مبلغ 9 مليون ريال الموجهة من رئيس الهيئة لشراء سيارة له وايضا صرف 19 راتبا وهميا لمقربين من رئيس الهيئة الانسي، الأمر الذي دفع بالانسي إلى التحريض على مدير الشؤون المالية واتهامه بعرقلة العمل، رغم أن مجلي لم يتجاوز شهر منذ تعيينه باعتباره رجل مشهود ل بالكفاءة والنزاهة، وتؤكد المعلومات أن الأنسي سبق وان استخدم نفس الاسلوب مع المدير المالي السابق خالد الضرافي، بعد أن مكث في بيته واستمر الانسي بصرف ميزانية 2011 البالغة قرابة "مليار ونصف المليار ريال" على ما يريده ويقره واعوانه .

توظيف الأقارب والزوجات

  وتحدث احد الموظفين بالمستشفى قائلا من الغريب أن بعض الفاسدين في محافظة ذمار يقومون بتوظيف اقاربهم من الاخوة والابناء واولاد العم وابناء الاخوة ، في حين وصل الأمر إلى قيام فاسدين آخرين نافذين بتوظيف زوجاتهم وكأن هذه المؤسسات اصبحت ملكا لهم ولعائلتهم ، وفق تساؤل الموظف، مشيرا إلى وجود بعض مدراء وادارييين في شؤون الموظفين يعملون على مساعدتهم على ذلك مقابل حفنة من المال، ياتي في مقدتهم "الانسي" وفق قوله .

هبر الملايين .. في الأدوية فقط

وحول الادوية وميزانياتها المالة، قال الموظف ان رئيس هيئة مستشفى ذمار العام يشتري 6000 فيالة هيدروكيرتزون هندي للهيئة، بسعر 300 ريال للفيالة الواحدة، حيث يصل اجمالي قيمتها إلى( 1800000 ) أي مليون وثمان مائة الف ريال مع العلم أن سعر الفيالة تباع في الصيدليلات خارج المستشفى بــ 150 ريال للفيالة الواحدة، بمعنى أم القيمة الإجمالية للكمية لايزيد عن( 900000 ) -تسعمائة الف ريال وهذا يعني ان الفارق اكثر من مليون ريال اذا ما حسبنا سعر البيع في الصيدليات خارج المستشفى". معتبرا أن هذا المبلغ الفارق يأتي في صنف واحد فقط .

وقال:" اذا كانت السرقة مليون في كل صنف على حساب انه يتم شراء مائة صنف من الادوية فقط يكون اجمالي ماتم سرقه اكثر من مائة مليون ريال وهذا في الادوية فقط" وفق تقديراته .

الم ومعاناة و 10 الآف مرتب المتعاقدين

من جانبة يقول أحد المتعاقدين في العمل بالمستشفى يدعى "عبدالله فرحان البحري" :"كلنا نصيح ونتالم من فساد ادارة مستشفى ذمار العام ولكن دون جدوى، مشيرا الى انه متعاقد منذ اكثر من خمس سنوات بمؤهل بكلاريوس في حين أن راتبه وكل زملاءه المتعاقدين لايزيد عن عشره الف ريال يمني.وطالب البحري وزير الصحة بسرعة انقاذ مستشفى ذمار العام من الفساد وتفعيل دوره الصحي .

مساع لخصخصة المختبرات

واتهمت مصادر أخرى مدير هيئة المستشفى" محمد عبد الفتاح الانسي" بالقيام بعرض خصخصة قسم المختبرات لاحد الموظفين داخل المستشفى بميلغ مليون ريال مع العلم بأن ايرادات المختبر تتجاوز 3 ملايين ريال شهريا، في حين يمتنع عن صرف مستحقات العاملين داخل المختبر من شهر سبتمبر الماضي وحتى اليوم.