الوفد الطبي التركي: الإصابات التي وقفنا عليها في اليمن تؤكد وجود فجائع والجرحى أظهروا مقاومة عجيبة

الإثنين 02 يناير-كانون الثاني 2012 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 3682
 
 

كشف الوفد الطبي التركي الذي يزور اليمن حالياً عن حالات إصابة شديدة ومزمنة لمحتجين تم معالجتها في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا ومستشفى الثورة العام، معتبراً ذلك مؤشراً على وجود فجائع كثيرة.

وقال رئيس الوفد الطبي التركي البروفسور أوهان عالم أوغلو خلال لقاء جمعهم بالقيادات الصحية والتنموية اليمنية مساء أمس بصنعاء:" لقد رأينا في الجرحى صمود ومقاومة عجيبة وقدرة على تحمل الألم أثناء المجارحة بصورة لم نشاهدها في أي جريح من قبل".

وأشار أوهان إلى أن الفريق أنجز حتى اللحظة جزء لا باس به من العمليات الجراحية الصعبة التي جاء من أجلها وسيعمل خلال ما تبقى له فترة زيارته على معالجة ما أمكن من الإصابات الخطيرة التي صار التعامل معها ليس بالأمر السهل – حسب قوله.

حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال

وفي كلمة الضيوف التي ألقاها خلال اللقاء التعارفي الذي نظمه المنتدى الصحي بشبكة نماء اليمنية للجمعيات الأهلية بالتعاون مع المؤسسة الخيرية لرعاية أسر الشهداء والجرحى (وفا) والمستشفى الميداني في ساحة التغيير، عبر أوهان عن شكرهم الجزيل على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال الذي لاقوه ، مؤكدين بأن تواجدهم في اليمن أنساهم أهلهم وجعلهم يحسون بمشاعر لا يحسون بها إلا في الأراضي المقدسة.

وأضاف:"نعتقد أن اليمن بلد مهم ونحبها كثيراً وكل الأتراك يتحدثون بايجابية عنها وقد سجلنا بعض الملاحظات عن ما تتطلبه اليمن في جانب التعاون الطبي والصحي وسنرفعها للهيئات العليا في منظمة أطباء حول العالم حتى يتم النظر بشأنها".

من جانبه رحب كبير الجراحين اليمنيين الدكتور طارق نعمان بالوفد الطبي التركي الذي قال بأنه أول فريق طبي يزور اليمن منذ اندلاع ثورة الشعب السلمية في فبراير من العام المنصرم والتي ترتب عليها سقوط أكثر من 1200 شهيد و 30 ألف جريح إصابة معظمهم بالغة.

ونوه نعمان إلى أن الأطباء اليمنيين بذلوا جهود مضنية لإنقاذ بعض الحالات غير أن الكثير منها ظلت مستعصية أمام قدراتهم وإمكاناتهم المحدودة خصوصاً وأنهم يفتقدون- حسب قوله- للتأهيل والتدريب في جوانب مهمة منها جراحة العظام.

 دورات تدريبية للأطباء اليمنيين

وتمنى الدكتور طارق على الوفد التركي أن يخصص جزء من وقته لإقامة دورات تدريبية للكادر الطبي المحلي أسوة بالوفد الذي زار غزة نهاية العام 2009م وأقام ثلاثة مراكز تدريب هناك للأطباء الفلسطينيين.

وتطرق نعمان إلى معاناة جرحى ومعاقي الثورة اليمنية والحالة النفسية التي يعيشونها لدرجة أن البعض ممن تم زيارتهم إلى منازلهم – حد تعبيره- وجدوهم يبكون ويتمنون لو أنهم استشهدوا ولا يراهم أولادهم وأهاليهم في هكذا حالة.

إلى ذلك تقدم المهندس خالد طه مصطفى، رئيس المؤسسة الخيرية لرعاية أسر الشهداء والجرحى (وفا) بالشكر الجزيل للحكومة التركية ومنظمة أطباء حول العالم التي ينتمي إليها الوفد الطبي التركي على سرعة تجاوبها وتفاعلها مع هموم ومشاكل الشعب اليمني .

دور المستشفيات الخاصة في اليمن

كما ثمن طه جهود المستشفيات الخاصة في اليمن التي فتحت أبوابها لكل جرحى الثورة السلمية خلال العشرة الماضية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وفي الوقت الذي انحازت فيه المستشفيات العامة للنظام العائلي المستبد- حسب تعبيره.

وقال في كلمة ألقاها خلال اللقاء التعارفي:"نحن في مؤسسة وفاء سنبذل ما بوسعنا لكفالة اسر الشهداء وتوفير الرعاية الطبية الشاملة لجرحى الثورة الشعبية السلمية ونأمل من الحكومة التركية والمنظمات الصحية هناك إرسال المزيد من الوفود الطبية كوننا في أمس الحاجة إليهم".

وعلى الصعيد ذاته ثمن الدكتور يحيى الثور،رئيس مجلس إدارة المستشفى الألماني الحديث، الموقف التاريخي لتركيا حكومة وشعباً ومنظمات مجتمع مدني بما فيها منظمة أطباء حول العالم تجاه إخوانهم اليمنيين، داعياً إلى مزيد من التعاون الصحي والتنموي بين البلدين.

وقال :"نحن على استعداد كامل لفتح مستشفياتنا أمام أي فريق طبي قادم من تركيا أو أي دولة عربية أو أوربية لإنقاذ الوضع الصحي في اليمن ومعالجة الحالات الحرجة والمستعصية التي يعاني منها مئات اليمنيين بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلد".