المدينة الأكثر أمنا أضحت مسرحاً لعمليات الاغتيال والسطو .. والسلطة تبدو عاجزة عن تأمينها

السبت 29 أكتوبر-تشرين الأول 2011 الساعة 08 مساءً / مارب برس- خاص
عدد القراءات 11906

غازي علي أحمد مدير أمن عدن

أثارت التطورات الامنية المتلاحقة في مدينة عدن خلال الأشهر الماضية حالة من الاستفهام والاستغراب عند سكان المدينة وزوارها خاصة وأن مدينة عدن كانت المدينة الأكثر أماناً واستقراراً على الإطلاق كما أنها المدينة الأكثر مدنية وسكانها الأكثر تحضراً .

فجر اليوم السبت وفي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ألقى مجهولون قنبلة يدوية على مبنى إدارة أمن محافظة عدن الكائن في مديرية خورمكسر ما ادى إلى إصابة أربعة جنود بإصابات مختلفة اثنان منهم حالتهما خطرة حسب تتأكيدات مصادر طبية .

وقبل ذلك بساعات وتحديداً ظهر الجمعة كان أحد كبار الضباط في أمن المحافظة على موعد مع الموت بعد أن فجر مجهولون بعبوة ناسفة سيارة العقيد علي العجي رئيس وحدة مكافحة الإرهاب وقائد أحد كتائب الأمن المركزي بعدن أثناء مروره في خط المملاح بحي العريش بخورمكسر .

لم يكن العقيد العجي أول من قيادي أمني يقتل بهذه الطريقة سبقه إلى ذلك الكثير ، بدءاً بالعقيد مطيع السيّاني مسئول الإمداد والتموين باللواء 31 مدرع، التابع للمنطقة الجنوبية جراء انفجار سيارته بعبوة ناسفة، لدى مروره، في مديرية البريقة في الـ13 من يونيو الجاري .

عصر الخميس 23 يونيو الفائت حاول مجهولون اغتيال اللواء مهدي مقولة, قائد المنطقة العسكرية الجنوبية عبر استهداف موكبه بقذيفة ( ار بي جي ) أثناء مروره في حي العريش بمديرية خورمكسر – المديرية الأكثر أمنا والتي يقع فيها مبنى إدارة أمن المحافظة – وفي اليوم التالي الجمعة 24 يونيو استهدف انفجار سيارة مفخخة تجمعًا للدبابات والآليات العسكرية في جولة كالتكس .

بعد أربعة أيام من ذلك التفجير في مساء الثلاثاء 28 يونيو كان قائد عسكري آخر على موعد مع الموت المجهول إنه العقيد خالد الحبيشي - وهو قائد كتيبة المشاة في اللواء 31 مدرع - اثر انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته من قبل مجهولين بمدينة المنصورة, ، في حين حالف الحظ اثنين من القادة العسكريين وهما كلا من العقيد ناجي عيضة قائد إحدى كتائب اللواء 31 مدرع الذي نجا من محاولة اغتيال عصر الأحد 11 سبتمبر بعد انفجار سيارته في مديرية البريقة بمحافظة عدن والعقيد محمد مرشد – ضابط في البحث الجنائي بعدن – الذي نجا من انفجار اسهدف سيارته فجر الأربعاء الماضي في المعلا   .قبل يومين وتحديداً ظهر الأربعاء الماضي عثر رجال شرطة القلوعة على عبوة ناسفة كانت مزروعة قرب قسم الشرطة وتم إبطالها قبل انفجارها .. لم يصب بأحد بتلك العبوة لكن عبوة سابقة في الثامن من شهر أكتوبر الجاري كانت قد هزت نفس قسم الشرطة ( شرطة القلوعة ) وأودت بحياة جندي وإصابة 6 آخرين .

في وقت مبكر من صباح الاحد 24 يوليو قتل تسعة بينهم ثمانية جنود وجرح 23 آخرين في انفجار سيارة مفخخة استهدف بوابة معسكر القاعدة الجوية التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية بمنطقة بئر فضل بعدن في الساعة الثامنة وأربعين دقيقة صباحا . 

وقالت مصادر عسكرية إن الهجوم الذي قتل منفذه استهدف ناقلة دبابات وأرتالا عسكرية كانت في طريقها للتوجه إلى منطقة دوفس بمحافظة أبين للمشاركة في العمليات التي تخوضها القوات الحكومية ضد عناصر مفترضة من القاعدة هناك.

 ليست المقرات الأمنية وحدها التي أضحت مستباحة في ظل الانفلات الامني الحاصل في المدينة ، فمساء أمس الأول أحرق مجهولون سيارة مدير عام مكتب التربية والتعليم بمديرية المنصورة "عوض نبهان" أثناء وقوفه أمام منزل في المديرية ليضاف إلى قوائم عشرات السيارات الحكومية والخاصة التي تم إحراقها خلال الأشهر الماضي في مدينة عدن .

ويوم الأربعاء الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي احتجز مسلحون ملثمون في مدينة المعلا بعدن عربة إطفاء تابعة لمصلحة الدفاع المدني بعدن بعد قيامها بإطفاء حريق هائل اندلع في معمل تصوير فوتوغرافي في المديرية

المسلحون احتجزوا عربة الإطفاء عقب اتمام السيطرة على الحريق واقتادوها إلى منطقة مجهولة في مديرية المعلا التي تخلو تماما من التواجد الأمني بعد إجبار سائقها على النزول منها تحت قوة السلاح .

غالبية المحلات والمعامل التي تقع في شارع المعلا الرئيسي أغلقت أبوابها عقب انتشار المظاهر المسلحة فيه منذ أكثر من ستة أشهر في حين يتهم مواطنو المديرية الجهات الأمنية بافتعال الانفلات الأمني في المديرية .

وفي الرابع عشر من سبتمبر الماضي سطا مسلحون في المعلا أيضا على مبلغ ( 25 مليون ريال ) كانت في طريقها للتوريد إلى البنك المركزي بعد اعتراضهم لسيارة تابعة للمؤسسة العامة للكهرباء ، وقبل بشهر وتحديداً مساء الأحد العشرين من يونيو استولى مسلحون في عدن على ما يقارب السبعة مليون ريال لدى تقطعهم لحافلة تنقل أموالا لشركة النفط اليمنية  في المعلا .. كما شهدت المديرية عدة حوادث سرقة ونهب وتقطع للسيارات خللا الفترة الماضية .

ما جرى استعراضه هو غيض من فيض الحالة الأمنية المتدهورة في محافظة عدن بعد فشل الإدارة الحالية لأمن عدن – بحسب السكان – في توفير الحد الادنى من الامان لسكان المدينة التي عرفت سابقاً بأنها المدينة الأكثر أمناً ، في حين يرى آخرون من ابناء المدينة أن الانفلات الأمني متعمد لأسباب لا يعلمها سوى أرباب السياسة .

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن