ما الذي يعنيه رحيل الامير سلطان للاسرة الحاكمة السعودية

الإثنين 24 أكتوبر-تشرين الأول 2011 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس – BBC - يل بارتريك خبير في شؤون الخليج
عدد القراءات 14566
 
  

ما اصبح مرجحا هو ان تكون وفاة الامير سلطان بن عبد العزيز مفتاحا لان يكون وريثه في المنصب شقيقه الامير نايف بن عبد العزيز.

الا ان الامير نايف (77 عاما) ليس هو الآخر بصحة جيدة، ويكرس معظم وقته لادارة الشؤون اليومية لوزارة الداخلية، ولاثنين من ابنائه.

لكن مع الاعتقاد السائد بان الملك الحالي، البالغ من العمر 88 عاما، لن يستمر طويلا في العرش، سيكون الاستنتاج ان الامير نايف هو الذي سيتولى العرش، لكنه هل يستمر على الحالة التي وسمت حال المُلك في السعودية خلال العقدين الماضين، وهي الافتقار للحركة والنشاط والديناميكية.

الامير نايف ينظر اليه بريبة من قبل النخبة من خارج الاسرة المالكة في البلاد الراغبة في الاصلاح، كما انه معروف بعقده الائتلافات والتحالفات مع الجناح المحافظ، وعلى الاخص المؤسسة الدينية، بهدف تحسين ودعم موقفه.

تحول الاجيال

ورغم ان موضوع "تحول الاجيال" سيكون مطروحا مع رحيل الامير سلطان، من غير المرجح ان يتم التعامل معه على الفور.

الامير نايف، الملك الذي سيكون، سيكون ملحوقا بظل شقيقه الاصغر، الامير سلمان، امير منطقة الرياض، وهو منصب قضى فيه فترة طويلة من الزمن.

 "عندما يحدث تحول الاجيال سيكون للامير نايف شأن ورأي فيه، وفي تقديري ان الريح ستهب باتجاه ابنيه الاثنين، الامير محمد وشقيقه الاكبر منه الامير سعود."

والامير سلمان، المرشح القوي لتولي وزارة الدفاع التي شغلها الامير الراحل لنحو خمسين عاما، سيبقي عينيه هو الآخر على احتمالات توليه عرش المملكة السعودية يوما ما.

وكان الملك عبد الله قد شكل ما عرف بـ "هيئة البيعة" بمرسوم ملكي في أكتوبر/ تشرين الاول من عام 2006، اوكل اليها مهمة التأكد من اهلية الملك وولي عهده لادارة الحكم.

وبموجب القرار يعرض الملك على "هيئة البيعة" اسما او اسمين او ثلاثة اسماء لمنصب ولي العهد.

ويمكن للجنة أن ترفض هذه الأسماء وتعين مرشحا لم يقترحه الملك. وفي حال لم يحصل مرشح الهيئة على موافقة الملك فان "هيئة البيعة" تحسم الأمر بأغلبية الأصوات من خلال عملية تصويت يشارك فيها مرشحها ومرشح يعينه الملك في غضون شهر.

الا ان هيئة البيعة ينظر اليها على انها ستضع ختمها على قرارات الملك من دون مناقشة، ولن تدخل في جدل حول من سيخلف الامير سلمان في اخذ دوره في طابور المنتظرين من باقي الامراء.

وخلف الكواليس سيكون القرار عائدا الى الامير سلمان، كما هو حال التقاليد الملكية في البلاد.

وبعد الامير سلمان هناك مجموعة من الامراء المرشحين ينتمون الى جيل جديد ربما سيكونون قريبين من الترشح لاخذ دورهم، لكن هؤلاء ليسوا راسخين على الارض. اما من يفضلهم الملك عبد الله حاليا قد لن يجدوا حظوظهم كبيرة بعد رحيله.

من الناحية الفنية يعد اولاد الملك فيصل من هذا الجيل، لكنهم ليسوا من المرشحين الاقوياء، فخالد مثلا، وهو امير مكة، ويبلغ من العمر 70 عاما، هو احدهم، لكن "آل فيصل" ليسوا من المرغوبين عند نايف.

عندما يحدث تحول الاجيال سيكون للامير نايف شأن ورأي فيه، وفي تقديري ان الريح ستهب باتجاه ابنيه الاثنين، والاقوى منهما هو الامير محمد بن نايف، وهو شاب متحمس، وعمليا هو القائد الفعلي للامن السعودي.

هناك ايضا شقيقه الاكبر منه الامير سعود، الذي عاد اخيرا من نفي دبلوماسي في اسبانيا ليتولى شؤون العلاقات العامة في وزارة الداخلية، وهذان هما الرجلان اللذان يستحق ان يركز عليهما.