صحيفة إماراتية تستفز الجماهير السعودية بإساءتها لياسر القحطاني وترفض الاعتذار

الأحد 18 سبتمبر-أيلول 2011 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - العربية نت
عدد القراءات 14374
 
 

استفزت صحيفة إماراتية جماهير الهلال ومشجعي الكرة السعودية، بعد أن وجهت فجر السبت نقداً لاذعاً وجارحاً في الوقت ذاته لمهاجم الهلال السابق والعين الحالي ياسر القحطاني، عقب خسارة العين أمام غريمه التقليدي الوحدة بهدفين لهدف، في أول ظهور رسمي للاعب مع زعيم الكرة الإماراتية في أولى جولات بطولة كأس الاتصالات على استاد راشد بالنادي الأهلي أمس.

وعنونت صحيفة "الإمارات اليوم" خبرها عن المباراة على موقعها الإلكتروني بـ"العين يصاب بمرض الوحدة ويخسر 2-1.. والقحطاني في الاستراحة".

ولم تكتف بذلك، بل زادت في ثنايا الخبر: "وزاد جمهور الوحدة من معاناة القحطاني أمام المرمى بترديد الأهزوجة الشهيرة: ياسر وينه؟ في الاستراحة!، والتي كانت الجماهير السعودية، التي تشجع أنديتها أمام الهلال، ترددها، وذلك في عدة مناسبات في الشوطين الأول والثاني".

تلك العبارات كانت كفيلة بإحداث موجة غضب عارمة في الوسطين الجماهيري والإعلامي السعوديين، فقد طالبت الجماهير السعودية عامة، والهلالية خاصة عبر مواقع إلكترونية، أبرزها موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الصحيفة بحذف العنوان، والاعتذار للاعب.

فيما تناول برنامج "كورة" الذي يعرض في ساعة متأخرة يومياً على قناة روتانا خليجية الموضوع، وانتقد من خلاله البارحة الصحافي عبدالكريم الفالح مسؤول التحرير في صحيفة "الاقتصادية" الصحيفة الإماراتية واصفا إياها بالباحثة عن الإثارة الصفراء على طبيعة صحف التابلويد، واستغرب إجازة مثل هذا العنوان، وكتابة مثل هذه الجمل في محتوى الخبر، معتبرا أن الصحيفة بحثت عن إثارة رخيصة كعادتها، على حد قوله بدليل تعرضها للوقف.

ومع تنامي الحنق الجماهيري، وتزايد التعليقات المنتقدة للصحيفة على موقعها الإلكتروني، اضطر مسؤولو التحرير فيها قبل ظهر اليوم إلى استبدال العنوان المذكور إلى عنوان جديد جاء مقتضبا هذه المرة: "العين يخسر أمام الوحدة بهدفين"، وحذف الجمل المسيئة للاعب من محتوى الخبر.

ويدافع رئيس تحرير (الإمارات اليوم) الصحافي سامي الريامي عن موقف صحيفته بقوله لـ"العربية.نت" إنهم لم يخطئوا، ولم يسيئوا إلى ياسر القحطاني، واستخدموا كلمة "الاستراحة" في العنوان الرئيسي كنوع من المجاز لهبوط مستوى ياسر في المباراة، ولأنه لم يظهر بالمستوى المتوقع.

وعندما سألته أن ثنايا الخبر حمل كلمات مسيئة ورد فيها لفظ "الاستراحة"، في إشارة إلى العنوان الذي لم يأت وفق ما يدعيه مجازيا فأجاب: "تقصد أن داخل الخبر ورد فيه الأهزوجة التي رددها جمهور الوحدة؟".

وعن سبب تغيير العنوان قال إن الخبر لم ينشر في النسخة الورقية ابتداء، وتم نشره في الموقع الإلكتروني أولا فور نهاية المباراة من قبل الفريق الأول المناوب إشرافيا على الموقع، وعندما جاء الفريق الثاني في الصباح، ومع تزايد التعليقات التي وردت إلى الموقع ارتأينا أنه من الأفضل تغييره".

ووصف الأمر بالعادي الذي لا يستحق تضخيمه، وأكد أن النسخة الورقية لم ينشر فيها العنوان السابق، ونافيا في الوقت ذاته تهمة الإساءة أو التشهير باللاعب، ومتسائلا: "إذا الجمهور يحاسبنا على مثل هذه الأمور يحق لنا أن نتساءل أين هي الحرية الصحافية؟".

وكان لأهل الاختصاص رأي يختلف عن دفاع رئيس تحرير الصحيفة الإماراتية، إذ يقول عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، ورئيس القسم الرياضي بصحيفة (الرياض) السعودية عائض الحربي المتخصص في التنظيمات والتشريعات الإعلامية، إن ما فعلته الصحيفة الإماراتية يعد إساءة وتشهيراً فاضحين باللاعب السعودي ياسر القحطاني.

وأضاف: "هذا تشهير واضح، ويجب معاقبة الصحيفة، ويجب عليها الاعتذار للاعب ولنادي العين الإماراتي".

وأشار إلى أن الأشياء المسيئة يجب ألا تظهر على مداد الصحف، وقال: "هناك مسؤولية اجتماعية يجب أن يضطلع بها الصحافي أو المؤسسة الإعلامية ترتكز على عدم تعويد الشباب أو النشء الجديد على هكذا إساءات على كافة الأصعدة، سواء دينيا أو اجتماعيا أو علميا وثقافيا".

وتابع: "كما أن هناك أطرا لتنظم السياسات الإعلامية في كل دولة، وحتى صحف التابلويد التي تقوم على نشر الخصوصيات لها أطر لا تخرج عنها، ولا تنشر فضائح أو ما يقصد فيه التشهير، ومثل هذه التشريعات تقابلها عقوبات وإجراءات تقع على من يتجاوزها، وهذه الصحيفة يجب أن تحاسب".

وشاطره الرأي رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي سالم الحبسي من عمان، إذ قال لـ"العربية.نت" إن الصحيفة الإماراتية نزلت في لغتها إلى مستوى المدرج، بينما في الأصل والواجب أن ترتقي المؤسسة الإعلامية بمن يجلس بالمدرج وتسمو به من خلال طرح راق، أو تمارس تثقيفه بما يفيد، بل رددت عبارات تقال في المدرجات أساءت وشهرت بلاعب.

وزاد الحبسي: "على الصحافي أن يمارس مع ذاته النقد لكي يميز بين ما يصلح للنشر من غيره، فالخطاب الإعلامي مؤثر، ويجب أن يكون أرقى، ولكن الصحيفة الإماراتية وقعت في خطأ واضح قصدت به الإساءة والتشهير، وأبلغ دليل على خطئها أنها قامت بتغيير العنوان السابق، وهذا برأيي غير كاف ويلزمها الاعتذار".

من جانبه، أعرب الإعلامي راشد الزعابي الصحفي في جريدة الاتحاد التي تصدر من العاصمة أبوظبي عن بالغ أسفه للعنوان المسيء الذي ظهر في صحيفة "الإمارات اليوم" بحق نجم الهلال السابق والعين الحالي ياسر القحطاني.

وقال على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت "تويتر": "كإعلامي ينتمي لصحافة الإمارات، أعتذر للأشقاء في السعودية على العنوان الذي ظهر في صحيفة الإمارات اليوم، والذي لا أجده لائقا في حق ياسر القحطاني".

وأضاف: "ياسر القحطاني لاعب خليجي يسري عليه ما يسري على لاعبي الإمارات، وأخلاقياتنا كمواطنين إماراتيين قبل أن نكون إعلاميين تمنعنا من إساءة كهذه".

وتمنى الزعابي من إدارة نادي العين أن يكون لها موقف قوي تجاه الصحيفة والتي صدر بحقها قرار بالإيقاف منذ عامين لمدة 20 يوما بسبب الإساءة الشخصية لبعض الشيوخ.

وأردف الزعابي قائلا: "لا أنتمي لهذه الصحيفة، ولا حكم لي عليهم وأقصى ما أستطيع فعله هو الاعتذار لأشقائنا في السعودية، ونحن كلنا أبناء خليج واحد، أنا ابن السعودية، والسعوديون أبناء الإمارات ولا تسمحوا لأفراد لا يمثلون إلا أنفسهم أن يعكروا صفو العلاقة الأخوية".

وبالعودة إلى رئيس تحرير صحيفة "الإمارات اليوم"، فقد رفض الاعتذار للاعب ياسر القحطاني عندما نقلنا له رأي الإعلاميين السعودي عائض الحربي، والعماني سالم الحبسي، بل قال: "لا تضخموا الأمور، ولا تصعدوا القضية، علاقتنا مميزة كسعوديين وإماراتيين".

من جهته، استغرب أحمد أبو الشايب، رئيس القسم الرياضي في صحيفة "الإمارات اليوم" كل هذا الاهتمام بالموضوع، وقال إن العنوان الذي وضعوه كان صادرا من المدرجات، وليس منهم، مشيراً إلى أنه سبق للجماهير السعودية أن رددته كثيراً في السابق.

ووصف أبو الشايب في اتصال هاتفي مع قناة "العربية" السبت، العنوان الذي وضعوه على الموضوع بأنه عادي، وغير مسيء للاعب ياسر القحطاني، وأن تعديله لاحقا، جاء بسبب اتصالات من جماهير كثيرة، منهم من وافقنا ومنهم من عارضنا.

وقال إن التعديل جاء استجابه للجماهير التي رأت أنه قد يسيء للاعب. وأردف: لو أردنا أن نسيء للاعب لكنا تركنا الموضوع كما هو.

وحرصنا في "العربية.نت" أن نسمع تعليقا لطرف يمثل اللاعب ياسر القحطاني على الحادثة، وأجرينا اتصالا بوالده سعيد القحطاني، إلا أنه اعتذر عن التعليق.

وقال بالحرف: "شكرا لكم، ولن أخوض في هذه القضية، ولن أصرح بكلمة واحدة، ومن له الحق في التعليق، أو الرد، أو إقامة الحجة، ياسر أو وكيل أعماله".