الملك عبدالله: سوريا بين خيارين لا ثالث لهما: إما الحكمة أو الانجراف إلى أعماق الفوضى والضياع

الإثنين 08 أغسطس-آب 2011 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس – متابعة خاصة:
عدد القراءات 11814
 
صورة ارشيفية للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز - رويترز
 

أعلنت المملكة العربية السعودية استدعاء سفيرها في سوريا للتشاور حول الأحداث الجارية هناك. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن الجامعة تشعر «بقلق متزايد» بشأن التطورات في سوريا ودعا السلطات إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف ضد المحتجين.

وقال الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز آل سعود إن مستقبل سوريا «بين خيارين لا ثالث لهما، إما ان تختار بإرادتها الحكمة أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع».

وأضاف آل سعود في رسالة وجهها إلى الشعب السوري, الأحد 7/8/2011, «إن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، بل يمكن للقيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة سريعة، فمستقبل سوريا».

ولا تزال سوريا تشهد حركة احتجاجات واسعة, هي الأعنف بين الثورات العربية, للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد, منذ مارس المنصرم. وسقط خلالها آلاف القتلى والجرحى وعدد كبير من المعتقلين والمخفيين ومجهولي المصير.

وقال الملك عبدالله, طبقًا لرسالته التي بثتها قناة «العربية»: «إن تداعيات الأحداث التي تمر بها الشقيقة سوريا والتي نتج عنها تساقط أعداد كبيرة من الشهداء الذين أريقت دماؤهم وأعداد أخرى من الجرحى والمصابين، ويعلم الجميع أن كل عاقل عربياً ومسلما او غيرهما يدرك أن ذلك ليس من الدين ولا من القيم والأخلاق».

فإراقة دماء الأبرياء لأي أسباب ومبررات كانت, طبقًا للعاهل السعودي, لن تجد لها مدخلاً مطمئناً يستطيع فيه العرب والمسلمون والعالم أجمع ان يروا من خلالها بارقة أمل إلا بتفعيل الحكمة لدى القيادة السورية وتصديها لدورها التاريخي في مفترق طرق الله أعلم أين تؤدي إليه.

وقال في رسالته إن «سوريا الشقيقة شعبا وحكومة تعلم مواقف المملكة معها في الماضي، واليوم تقف المملكة تجاه مسؤولياتها التاريخية نحو أشقائها مطالبة بإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الأوان. وطرح وتفعيل إصلاحات لا تغلّفها الوعود، بل يحققها الواقع ليستشعرها إخوتنا المواطنون في سوريا في حياتهم كرامة وعزة وكبرياء».

ونقلت وكالة الانباء القطرية عن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قوله ان الجامعة تشعر «بقلق متزايد» بشأن التطورات في سوريا ودعا السلطات الى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف ضد المحتجين.

وقالت الوكالة إن العربي أصدر بيانا نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية أيضا عبر فيه عن «قلقه المتزايد وانزعاجه الشديد من تدهور الاوضاع الامنية في سوريا من جراء تصاعد العنف والاعمال العسكرية الدائرة في حماة ودير الزور وأنحاء مختلفة من سوريا».

وبيان العربي, طبقًا لـ«رويترز», هو أحد أقوى البيانات العربية منذ بداية الانتفاضة السورية. وبقيت معظم الحكومات العربية صامتة خشية أن تنتقل الاحتجاجات الشعبية الى أراضيها.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن بيان العربي تضمن أن «الفرصة ما زالت سانحة لانجاز الاصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بشار الاسد استجابة لطموحات الشعب السوري ومطالبه المشروعة في الحرية والتغيير».

وأضافت أن البيان دعا الى «الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والحملات الامنية والاسراع باتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الاتجاه حفاظا على الوحدة الوطنية للشعب السوري وحقنا لدماء المدنيين والعسكريين ودرءا للتدخلات الخارجية المغرضة».

ويشير موقف الجامعة العربية الذي يبدو متحفظا من أحداث سوريا الى انقسام عربي بشأنها. وكان الامين العام السابق عمرو موسى قد عبر فقط عن القلق ازاء ما يحدث, حسب «رويترز».

وزار العربي دمشق في الثالث عشر من يوليو تموز بعد أقل من أسبوعين من شغله المنصب رسميا حيث أجرى محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد لمناقشة ما وصفه لاحقا بأنه "ضرورة" الاصلاح.

وقال الامين العام للجامعة العربية للصحفيين يوم 19 يوليو انه لا يستطيع الادلاء بتفاصيل عن محادثاته مع الاسد.

وأوردت وكالة «رويترز» عن نشطاء سوريين قولهم إن خسائر كبيرة في الارواح حدثت بين المدنيين السوريين بعد أن شنت قوات الجيش هجمات جديدة, الاحد 7/8/2011, على مدينة دير الزور التي تقع في شرق البلاد ومدن أخرى لسحق الانتفاضة المستمرة منذ خمسة أشهر.

وجاء ارسال قوات الجيش الى دير الزور وهي عاصمة لمحافظة نفطية بعد أسبوع من بدء عملية عسكرية في حماه وهي مركز للاحتجاجات التي تطالب باسقاط الاسد.

وتقول سوريا ان مسلحين قتلوا 500 رجل شرطة وجندي منذ مارس آذار المنصرم.