والد الليبية إيمان:إبنتي إختفى أثرها..والدتها:لو رأيت القذافي لخنقته

الأحد 03 إبريل-نيسان 2011 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - متابعات - CNN
عدد القراءات 6340

قال عتيق العبيدي، والد الليبية التي انتزعتها عناصر النظام الليبي أمام كاميرات وسائل إعلام دولية إثر اتهامها لأتباع العقيد معمر القذافي، باغتصابها، منذ أكثر من أسبوع، إن ابنته اختفى إثرها من ذلك الوقت، رغم إعلان الحكومة الليبية سابقاً بالإفراج عنها.

وأعرب العبيدي في حديث لـ CNN عن بالغ قلقه على أبنته، قائلاً: نأمل أنها مازالت على قيد الحياة.. نصلي من أجل سلامتها.. أعتقد أنها مسجونة في مكان ما."

واختفى أثر إيمان منذ 26 مارس/آذار المنصرم، بعدما اقتحمت بهو فندق للصحفيين الأجانب في العاصمة، طرابلس، لتعلن للمتواجدين أنها احتجزت رغم إرادتها لمدة يومين، وتعرضت لاغتصاب جماعي بواسطة 15 من العناصر الموالية للزعيم الليبي.

وعرضت للصحفيين كدمات تطابق مزاعم تعرضها للاغتصاب، إلا أنه لم يتسن لـ CNN التأكد بصورة مستقلة من تلك الراوية.

ويأتي "إختفاء" العبيدي رغم تأكيد موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية، الخميس إنها ستظهر أمام الإعلام خلال الأيام القليلة المقبلة.وقال إبراهيم إن العبيدي يمكنها، كما يأمل، أن تستقبل صحفيتين أو ثلاثة بحلول السبت المقبل.

وأضاف موسى إبراهيم أنه لا دراية له أين كانت الخميس، مشيراً إلى أن المكان الوحيد الذي يمكنها أن تكون فيه غير منزل عائلتها هو ملجأ للنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب أو الاختطاف أو ضحايا أنواع أخرى من العنف.. وقال: "ربما تكون هناك."

وشكك الوالد في مزاعم الحكومة الليبية بالسماح للصحفيين الحديث لأبنته، وأضاف: "نحن مثل الجميع متسمرون أمام التلفزيون لعلنا نسمع شيئا عنها."

وسبق أن أعلنت الحكومة الإفراج عنها بيد أنه لم يراها أحد منذ أن جرها عناصر الأمن وأدخلوها في سيارة بيضاء كانت تنتظر خارج الفندق في 26 الشهر الماضي.

وقال موسى إبراهيم، في المؤتمر الصحفي شبه اليومي الذي يعقده في طرابلس حول قضية العبيدي: "لقد أفرجنا عنها، هناك أربعة موقوفين، وهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وبينهم نجل أحد المسؤولين الكبار.. ونحن نعتبر الأمر قضية جنائية."

وتابع إبراهيم بالقول إن التحقيقات مع الموقفين جارية، مشيراً إلى أن لديهم "كامل الحقوق القانونية، كما السيدة العبيدي، التي تنتمي إلى قبيلة كبيرة ولديها الكثير من المعارف."

وأضاف: "لقد عرضنا على عائلة العبيدي إمكانية مقابلة صحفيين، القضية هي جنائية وجريمة شرف، وهي أخطأت بذكر أسماء أمام الجميع لأن الموضوع خطير جداً ويتعلق بالقيم."

وكانت إيمان تعيش برفقة شقيقتها في طرابلس عندما احتجزت ليومين ضد رغبتها وتعرضت للضرب والاغتصاب على أيدي عناصر تابعة للقذافي.

وفي البداية وصفها نظام القذافي بأنها مختلة عقلياً، ثم بأنها "ثملة" واتهموها بأنها "عاهرة".. وأخيراً، غير النظام روايته، وقال الناطق باسم الحكومة إن الرجال الذين اتهموا باغتصاب إيمان يخضعون للتحقيق، غير أن المتهمين المشتبه بهم تقدموا بدعوى مضادة يتهمون إيمان بـ"الافتراء وتشويه السمعة."

والدة إيمان لم ترى ابنتها ولم تسمع منها أي كلمة

وسبق أن قالت والدة إيمان، عائشة أحمد لـ CNN إنها لم تر ابنتها ولم تسمع منها أي كلمة.. وتحدت القذافي أن يعرض شريط فيديو لها على التلفزيون الحكومي لإثبات أنها بخير، مضيفة أن أسرتها تشعر بالقلق عليها.وأضافت أنها ستخنق الزعيم الليبي معمر القذافي بيديها جراء ما وقع لابنتها.

وسبق لوالدة العبيدي، أن فندت في حديث سابق لقناة "الجزيرة" إدعاءات الإفراج عن ابنتها، وزعمت تلقيها اتصال من "باب العزيزية"، جرت فيه مقايضة إطلاق سراحها فوراً بتغيير تصريحاتها السابقة.

وقالت الأم: "قالوا لي اقنعي ابنتك إيمان بتغير تصريحها، وسندفع لك ما شئت، سواء أموال أو شقة جديدة أو دخل مادي مضمون لك ولأطفالك، لكن عليك إقناع إيمان بتغير روايتها."

تهديد بخنق القذافي

ويذكر أن والدة الفتاة الليبية، إيمان العبيدي، قد سبق وأن صرحت بأنها ستخنق الزعيم الليبي معمر القذافي بيديها جراء ما وقع لابنتها.

وقال موقع شبكة السي إن إن الأمريكية الناطق بالعربية أن عائشة قبل أسبوع من تعرض ابنتها للإغتصاب الجماعي على يد كتائب القذافي ، ربما كانت ستبكي بصمتـ ولكنها الآن لم تعد تخشى القذافي أو تخاف منه مع تواصل الثورة ضد نظام العقيد.

وقالت عائشة في مقابلة سابقة مع CNN بمنزلها المتواضع في مدينة طبرق، شرقي ليبيا: "لو رأيت وجهه لخنقته."

وتتذكر عائشة قائلة: "في هذا المنزل نشأت إيمان إلى جانب إخوتها التسعة ووالدها، موظف الجمارك المتقاعد.. وهي صغيرة.. كانت إيمان تنادي على ناقلات النفط في البحر المتوسط وتطلب منها نقلها إلى فرنسا بعيداً عن وطنها.. كانت تعش اللغات واللغة الفرنسية على وجه الخصوص."

كما تتذكر ابنتها وهي تنتظر لكي تصبح صحفية، ولكن نظراً لانعدام حرية الإعلام في ظل نظام القذافي، فضلت أن تدرس القانون وتصبح محامية في طرابلس وتحظى بحياة أفضل.وكانت إيمان تعيش برفقة شقيقتها في طرابلس عندما احتجزت ليومين ضد رغبتها وتعرضت للضرب والاغتصاب على ايدي عناصر تابعة للقذافي.وتقول عائشة إنها تصدق كل كلمة قالتها ابنتها، رغم محاولات نظام القذافي المتعددة لتكذيبها.

في البداية وصفها نظام القذافي بأنها مختلة عقلياً، ثم بأنها سكرانة واتهموها بأنها "عاهرة".. وأخيراً، غير النظام روايته وقال الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم إن الرجال الذين اتهموا باغتصاب إيمان يخضعون للتحقيق، غير أن المتهمين المشتبه بهم تقدموا بدعوى مضادة لدعوى إيمان، بحجة الافتراء وتشويه السمعة.

وقالت الكاتبة المصرية في قضايا عربية وإسلامية، منى الطحاوي، قالت إنه لا يمكن للمرأة أن تقول ذلك ما لم تكن قد تعرضت للاغتصاب فعلاً، ذلك أن تزعم فتاة ذلك ليس أمراً سهلاً أو يسيراً.

وأضافت الطحاوي إن الطريقة التي أعلنت فيها إيمان العبيدي ذلك أمراً غير مسبوق وباتت رمزاً في المواقع الاجتماعية على الإنترنت.

وقالت عائشة إنها تلقت اتصالاً من رجل الأحد عرض عليها رشوة لنبذ مزاعم ابنتها وإقناع ابنتها بتغيير روايتها، غير أنها رفضت، ووقفت بجانب ابنتها وكذلك فعلت أسرتها وقبيلتها.ولإظهار دعمها لإيمان، اقامت حفلا لها في غياب إيمان.. فلا أحد يعتقد أنها فقدت شرفها.