خليجي 20 بعد الدور الأول: الازرق مؤهل للقب عاشر والابيض تقمص دور حصان أسود

الثلاثاء 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس - دواس العقيلي
عدد القراءات 6076

بعد انقضاء الدور الاول (دور المجموعات) في خليجي 20 تبقت اربع منتخبات وغادرت مثلها البطولة التي نجحت اليمن باستضافتها في مدينتي عدن وابين.

ابرز ماحمله الدور الاول للبطولة هو الخروج المبكر للمستضيف (اليمن) وحامل اللقب المنتخب العماني بنتائج لم تلب طموحات جمهورهما.. في الوقت الذي فاجأ الابيض الاماراتي المتابعين بتصدر مجموعته رغم غياب العديد من نجومه، وقدمت الكويت جيلاً جديدأ من الموهوبين.

هنا نلقي نظرة على احوال منتخبات خليجي 20 بعد انقضاء الدور الاول:

الازرق مؤهل للقب عاشر

سجل المنتخب الكويتي حضوراً ملفتا في خليجي 20 وقدم لاعبوه الصاعدين أداءا عالياً تميز بالروح العالية والثبات في لقاءات الدور الاول خولاه لأن يكون الفريق الوحيد في البطولة الذي وصل لأعلى رصيد نقطي متصدراً مجموعته بكل جدارة..

المنتخب الكويتي جاء للبطولة مرشحا للحصول على اللقب خصوصاً بعد الاداء والنتائج التي توجته بطلاً لبطولة غرب اسيا سبتمبر الماضي متخطياً المنتخب الايراني في النهائي.. تلك البطولة كشفت عن مواهب كويتية صاعدة( كفهد العنزي، ومحمد ناصر) شكلت فريقاً متجانساً يلعب بصورة جماعية وحديثة وهو مادعا النقاد والمتابعين الرياضيين للاستبشار بظهور جيل جديد قادر على اعادة امجاد كرة القدم الكويتية بعد ابتعاد واعتزال آخر الاجيال الذهبية التي ظهرت في منتصف تسعينيات القرن المنصرم جيل (عبدالله وبران وبشار عبدالله وجاسم الهويدي وفواز بخيت).

ثلاث مباريات خاضها الازرق الكويتي في خليجي 20 كشفت اصرارا عجيباً لدى لاعبي الكويت وروحهم المغلفة بأداء قتالي ورغبتهم الجامحة في تسطير اسمائهم على هامة انجاز جديد لبلادهم خاصة وهم يعرفون مدى العلاقة الحميمية بين الازرق و كأس الخليج في تسع مناسبات، والجيل الحالي قادر حالياً واقرب من اي وقت مضى ليتمها عشراً.

الابيض ..تقمص دور حصان أسود

رغم ان المنتخب الاماراتي لكرة القدم جاء الى خليجي 20 بهدف المشاركة وليس المنافسة حسب اعلان مسؤوليه بسبب غياب عدد من اللاعبين المشاركين في بطولة الآسيان المتزامنة مع خليجي 20 اضافة الى غياب لاعبي فريق الوحدة بطل الدوري بقيادة النجم اسماعيل مطر، بسبب استعداد الفريق لاستضافة بطولة العالم للاندية، الا ان اللاعبين الاماراتيين فاجأوا الجميع بإنهاء الدور الاول وهم على قمة مجموعتهم بفوز وتعادلين.

عزا النقاد مفاجأة الابيض الاماراتي في خليجي 20 الى الضغوط التي انعدمت على اللاعبين من خلال تصريحات مسؤوليهم وتفهم جماهيرهم لحدود المشاركة مما اتاح للاعبين الحاضرين فرصة اظهار القدرات واثبات الذات، ساعدهم على ذلك الانضباط التكتيكي والتزامهم باملاءات الجهاز الفني التي عبرت بهم لقاءي العراق وعمان بتفادي الخسارة قبل ان يضربوا بقوة في مباراة العبور الاخيرة، وهو لقاء كان من فئة لقاءات اكون او لا اكون، فكانوا فريقاً انهى آمال المنافس البحريني الاكثر خبرة بالضربة القاضية.

انجاز منتخب الرديف الاماراتي جاء في وقت كان لاعبوهم الاولمبيون يقتنصون فضية كرة القدم في اولمبياد اسيا في الصين بعد تفوقهم الميداني على منتخبات شرق القارة.وذلك مبلغ منى اي اتحاد كرة قدم يستطيع تكوين منتخبات تنافس على اكثر من صعيد. كما انه عنوان نجاح للاتحاد الاماراتي الحالي الذي اعاد الوهج للكرة الاماراتية التي تعرضت لانتكاسات على مستوى المنتخبات والفرق في مشاركتها الخارجية منذ بضع سنوات.

الاخضر: بداية نارية وحظوظ قوية

اوهم الاتحاد السعودي الفرق الشماركة في خليجي 20 بمشاركته باالمنتخب الاساسي حيث اعلن عن 36 لاعباً لدخول معسكر اعدادي للبطولة في دبي بينهم قوام الفريق الاساسي باستثناء القحطاني والسهلاوي والحارثي، وقبل التوجه الى عدن اعلن المدرب استبعادا 10 لاعبين من المعسكر اتضح انهم عماد الفريق الاساسي، تاركاً الفرصة للاعبين يمثلون دعامة جديدة للكرة السعودية وتطعيمهم بخبرات كالشلهوب والمولد ومحمد عيد.

موهبة اللاعبين السعوديين كانت رصيدهم في خليجي 20 ، واستطاعوا الوصول للدور الثاني بعد تقديمهم اداءاً متوازناً في لقاءات الدور الاول تجازوا من خلاله المضيف واجبروا الكويت وقطر على الخروج بنتيجة التعادل وهو ماقادهم الى الحلول بالمرتبة الثانية والعبور نحو نصف النهائي.

اعتمد مدرب السعودي من خلال الدور الاول على خطط اغلاق المناطق الخلفية خصوصا في الاشواط الاولى والاعتماد على الهجوم المرتد، في الشوط الثاني يعتمد على فتح اللعب نوعاً ما وحسب مجريات اللقاء.

الاعلام السعودي غير راض عن المدرب بيسيرو الذي يتهمونه بالتخبط وعدم الثبات على تشكيلة واحدة وميله لاسلوب الدفاع وهو ماكان ان يؤدي لخروجهم المبكر في اللحظات الاخيرة امام منتخب قطر.

ربما ان القدر كان لطيفاً بالاخضر حينما قاده لمواجهة الابيض الاماراتي الاشبه بالحصان الاسود للبطولة الحالية في نصف النهائي.

اين سترسو الخبرة العراقية؟

المنتخب العراقي هو الفريق الاكثر خبرة عناصرياً بين الفرق التي وصلت لنصف النهائي ووصل لهذا الدور لأول مرة منذ عودته الى المنافسة الخليجية في خليجي 17، لكنه سيصدم بمنتخب عنيد هو الازرق الكويتي الذي التقاه ودياً قبل انطلاق البطولة وتعادل معه بهدف لمثله.

في الدور الاول تفوق المنتخب العراقي نسبياً على منافسيه بفضل خبرته وقدم اداءا متوازناً امام حامل اللقب المنتخب العماني في اللقاء الاخير ليتأهل كثاني المجموعة بخمس نقاط وبفارق الاهداف عن المنتخب الاماراتي الذي حل اولاً.

ستمثل مواجهة الكويت والعراق بنصف النهائي نهائياً مبكرا لأفضل فريقين اداءاً في الدورة الحالية، وهي مباراة عنوانها الخبرة العراقية في مواجهة الروح الكويتية ويصعب التكهن بنتيجتها.

المباراة ستعيد للاذهان التنافس العراقي الكويتي في بطولات الخليج حيث ان المنتخب العراقي كان اول من كسر احتكار الكرة الكويتية لبطولات الخليج وتحديدا عام 1979 واستمرا في تبادل ادوار البطل حتى ابعاد الكرة العراقية عن بطولات الخليج مطلع التسعينيات.

وسيكون المنتخب الكويتي في حالة تجاوز نظيره العراقي اقرب لحصد البطولة منذ اخر لقب حصده في خليجي 14 عام 1998. بالمقابل سيكون المنتخب العراقي الاقرب للقب منذ اخر لقب ارتبط به في خليجي 9 العام 1988.

العنابي ضحية لسوء الحظ!

في المقابل ودع المنتخب القطري البطولة بصورة درامية رغم تقديمه اداء مقنعا في لقاءاته بالدور الاول وربما كان المنتخب القطري يتسحق تسمية الفريق (الأسوأ حظا) بين فرق البطولة حيث عانده التحكيم في لقاء الكويت وصادر عليه هدفاً صحيحاً، وتدخلت قدم احد لاعبيه بهدف عكسي لتبخر آمال بدت قريبة في لقاء السعودية الاخير ليخرج برصيد اربع نقاط من فوز وتعادل.

استسلام البطل

من جانبه لم يظهر المنتخب العماني بصورة البطل المدافع عن لقبه واستسلم لفرض منافسيه نتيجة التعادل عليه، ورغم ان الفرق العماني كان احدا لفرق المشاركة الأكثر خبرة عناصرياً واستقراراً فنياً وبلوغهم الدور النهائي في آخر ثلاث نسخ الا انهم في هذ البطولة بدوا فاقدين للروح.. ضالين دروب التفوق.

هل كان الاحمر بحاجة لمدرب؟

حال المنتخب البحريني لم يكن بافضل من العماني رغم مشاركة الاحمر البحريني بفريق متمرس ولاعبين ذوي خبرة الا انهم ربما افتقدوا مدرباً ذو خبرة ، مع التقدير للمدرب الوطني الذي قادهم في البطولة الحالية. لان هؤلاء اللاعبين لم يغيبوا عن الادوار النهائية للبطولة منذ خليجي 17.

 المنتخب البحريني رغم تلقيه خسارتين الا انها لم تعبر عن ماقدمه الاحمر ميدانياً بفضل خبرة لاعبيه الذين هرب مدربهم النمساوي في وقت ضيق قبل البطولة.

نتائج المنتخب.. كممر للاصلاح

نأتي اخيراً لمشاركة منتخبنا الوطني مستضيف البطولة والمشارك فيها للمرة الخامسة ، وقبل ان نخوض كثيراً في مشاركة الكرة اليمنية مع نظيراتها الخليجية علينا ان نضع في الاعتبار الفارق الجوهري بين الكرة القائمة على الهواية لدينا ونظيرتها القائمة على الاحتراف بكل ماتحمله هذه العبارة من فوارق مادية وبدنية ومعنوية وفكرية..لاننا بالتعرف على هذه الحالة سنقف امام امور ابلغ من الحكم القائم على الربح والخسارة.

وبالنظر الى الادء الذي قدمه المنتخب خصوصا في لقاءي السعودية وقطر وتقارب خطوطه وجماعيته في الاداء التي فرض بها هوية له.. يعتبر تقدماً ملحوظاً اثمره المعسكر الطويل الذي قضاه قبل البطولة وقدرة المدرب الكرواتي على صياغة فريق بالاستفادة من العناصر المتاحة امامه والتي قدمت جهداً مضاعفاً في محاولة لصنع الفرح على محيا الجماهير، ولا ننسى ان هذا المنتخب كان قاب قوسين من بلوغ نهائي بطولة غرب اسيا سبتمبر الماضي.

المهم الان بعد انقضاء المشاركة في خليجي 20 الابقاء على نفس الاهتمام بالمنتخب بنفس الزخم وامداده بين وقت وآخر بالعناصر الكفؤة، ومن الخطأ تسريح اللاعبين او خفض مستوى الاهتمام والمتابعة.. فيكفي اهمال المنتخب الذي قدم اداءً راقياً في خليجي 18 بابوظبي بقيادة المصري محسن صالح..لان النتائج لاتأتي عبر الاهتمام اللحظي..علينا ان نجعل من هذه النتائج المؤلمة مفتاحاً للنجاح.. وكل ذلك بحاجة الى توجهات عليا في الدولة لاصلاح مسار الرياضة اليمنية عموماً بعد مارأت تأثيرها السحري على الباب الجماهير الباحثة عن ابتسامة على شفاه مثقلة بالهموم، وضرورة تسليم مقاليد الرياضة لسلطة نافذة همها الأول الرقي بها.

لقطات من الدور الأول:

- الجمهور اليمني المتشوق كان ملح البطولة.

- شهدت الجولة الاولى تسجيل 24 هدفاً في 12 مباراة..

- احتسب خلال مبارايات الجولة االولى 6 ركلات جزاء سجل عبرها اربع اهداف.

- اخرج الحكام خلال الدور الاول 3 بطاقات حمراء.

- اربع لقاءات انتهت بالتعادل السلبي منها 3 لقاءت في المجموعة الثانية.

- بعض اللاعبين تحدثوا عن عدم تأقلمهم مع العشب الصناعي الذي اقيمت عليه المباريات.