تصريحات قديمة لحسن نصر الله تثير نعرات عنصرية فارسية مُعادية للعرب

الأحد 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - العربية نت
عدد القراءات 6247
 
 

قامت جهات إيرانية مجهولة بإعادة بث تصريحات قديمة لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله بين الأوساط الإعلامية الإيرانية في الأيام القليلة الماضية متهمة إياه بمعادة الحضارة الفارسية، وذلك من خلال تسليط الأضواء على خطابه المتلفز في شهر حزيران/يونيو 2009 عندما أنكر النزعة الفارسية للحكومة الإيرانية ونفى ممارسة سياسة التفريس في إيران، معتبراً المرشد الأعلى الإيراني قرشياً عربياً.

واليوم وكأن الإعلام الإيراني يصحو من سباته ويحدث موجة من النعرات المعادية للعرب، حيث جلب الانتشار الواسع لهذه التصريحات تعليقات قراء مختلف المواقع من الفرس الإيرانيين الذين نعتوا العرب بأبشع المسميات من قبيل: (أكلة السحالي، وشاربة حليب النوق، والهائمين في البوادي والصحاري، والفاقدين للحضارة).

وكان زعيم حزب قد حاول في خطابه المتلفز ذاك تبرير علاقات تنظيمه بإيران للجماهير العربية عندما تساءل: "هل اللبنانيون في المعارضة عرب أم غير عرب؟". فطرح السؤال بصيغة أكثر تحديداً عندما قال: "هل نحن عرب في المعارضة أم غير عرب؟". فرد على السؤال قائلاً: "إذا كان المقصود سوريا فسوريا عربية، وإذا كان لبنان سواء يقيم علاقة مميزة مع دولة عربية أم يرتبط بمحور عربي آخر ولن أدخل في الأسماء وتأثيره واضح على الساحة اللبنانية وبالاستحقاقات المقبلة، فهل هذا وجه عربي وذاك غير وجه عربي؟ يمكن أن يكون المقصود إيران، مع أنّه اليوم في إيران لا يوجد شيء اسمه تفريس ولا حضارة فارسية، الموجود في إيران الحضارة الإسلامية، الموجود في إيران هو دين محمد العربي الهاشمي المكي القَرَشِي التُّهامي المُضَري، ومؤسس الجمهورية الإسلامية هو عربي بن عربي بن رسول الله محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، والمرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية اليوم سماحة الإمام السيد الخامنئي قَرَشِي هاشمي بن رسول الله بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء وهؤلاء عرب".

يُذكر أن التصريحات تلك تزامنت مع نزول المعارضة الإيرانية إلى شوارع العاصمة والمدن الإيرانية الكبرى للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية المثيرة للجدل، واتهمت السلطات بممارسة تزوير ممنهج بهدف تصعيد أحمدي نجاد لدورة رئاسية ثانية.

واليوم وبعد مضيّ هذه الفترة الطويلة نسبياً على تلك التصريحات امتلأت وسائل الإعلام المعارضة والموالاة بردود أفعال أغلبها غاضبة تجاه أقوال حسن نصر الله، وتم توظيفها لصالح النزعة القومية الفارسية التي تعبر عن نفسها عادة من خلال معاداة العرب تارة أو جعلهم الآخر تارة أخرى. وبلغ الأمر درجة من الشدة أصبح الموضوع على رأس قائمة الأنباء الأكثر سخونة خلال الأيام القليلة الماضية.

وفي مقابلة مع "العربية.نت" علّق الكاتب والصحافي العربي الإيراني يوسف عزيزي، أمين عام مركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في ايران، قائلاً إن تصريحات حسن نصر الله جاءت في فترة الانتخابات النيابية اللبنانية قبل عام ونيف ولأهداف سياسية حزبية محضة، وذلك لإظهار حزب الله بمظهر عربي وتبرير صلاته بإيران نتيجة للضغوط الجماهيرية العربية واللبنانية.

ورداً على سؤال بخصوص إنكار وجود سياسة التفريس في إيران من قبل حسن نصر الله أردف عزيزي قائلاً: "في الواقع مرتكز حديث نصر الله كان حول إنكار سياسة التفريس والحضارة الفارسية الأمر الذي يصطدم بالواقع المعاش، فالشعوب غير الفارسية لاسيما عرب الأهواز ينتقدون نصر الله قبل القوميين الفرس، حيث ما يعنون منه على هذا الصعيد يعرفه العالم والكثير من المؤسسات الدولية، فالشعب العربي الأهوازي - على سبيل المثال - يعيش حالة أن يكون أو لا يكون ولكن نصرالله إما يجهل ما يحدث في إيران أو يبرر ذلك".