استطلاع للرأي: شبح الإرهاب فوق اوروبا فبركة اعلامية لشن حرب جديدة في الشرق الاوسط

الثلاثاء 19 أكتوبر-تشرين الأول 2010 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - باريس
عدد القراءات 3830

أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز «الدراسات العربي الأوروبي» في باريس ان عودة شبح الإرهاب ليخيم مجدداً فوق اوروبا ليس سوى حرب اعلامية كمقدمة لتداعيات شن حرب جديدة في الشرق الاوسط . وذكر المركز في بيان أنّ 47.5 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع قالوا انه رأوا ان هذه الحرب الإعلامية الشرسة التي تخوضها الدول الاوروبية لتبرير سياستها في المنطقة ولتهيئة الرأي العام المحلي والدولي لما سيأتي في الأفق ولكسب تأييده ، ولنا في العراق و أفغانستان العبرة والنموذج لدور الماكينة الإعلامية الغربية في الطمس و التعتيم للحقائق وتضليل الرأي العام. 

كما ذكر الاستطلاع أن 34.7 في المئة رأوا ان شبح الإرهاب الوهمي فوق اوروبا تم اختلاقه لتضييق النطاق على المسلمين في أوروبا وتبرير السياسات المتشددة تجاه المهاجرين خاصة وأن الوضع في اوروبا مسيطر عليه ولا خوف هناك، وان الارهابيين يسهل مراقبتهم واصطيادهم.

فيما 17.8 في المئة رأوا ان شبح الارهاب فوق اوروبا دعاية امريكية لابتزاز اوروبا حتى لا تبقى الولايات المتحدة وحدها في مواجهة ما يسمى بالارهاب . وخلص المركز الى نتيجة مفادها : بداية شهر اكتوبر / تشرين الأول 2010 تم في اوروبا وعلى وجه الخصوص في فرنسا وبريطانيا وألمانيا استنفار الأجهزة الأمنية أثر تلقيها معلومات من الولايات المتحدة الأميركية ومن المملكة العربية السعودية تفيد ان تنظيم " القاعدة " بصدد الإعداد لتنفيذ اعمال ارهابية قد تستهدف بالدرجة الأولى مراكز سياحية شهيرة . وخلقت هذه الحالة نوعاً من الرعب في اوساط المواطنين الذين ظنوا انهم قد تخلصوا من التهديدات الإرهابية ، كما خلقت نوعاً من الأضطراب لدى السلطة السياسية حيث حاولت كل دولة ان تؤكد لمواطنيها انهم بمنأى عن أي مخاطر وأن الدول الأوروبية الأخرى هي المهددة الأمر الذي كشف الى أي حد ان التنسيق الأمني بين الدول الأوروبية كان هشاً ودون مستوى التحديات المحدقة . وترددت معلومات ان تنظيم القاعدة قد اعاد هيكلة خلاياه في الخارج وأنه قد وحد قيادته في اوروبا وجزيرة العرب وأفريقيا والمغرب العربي ولهذا بات يمتلك قدرة اكبر على تهديد الأمن الأوروبي وعلى العودة لخطف رهائن اوروبيين ممن كانوا في رحلات سياحية او ممن ينشط في منظمات انسانية فاعلة في افريقيا .ويبدو ان الأوروبيين قد اعطوا التهديدات التي وصلتهم اكبر من حجمها في محاولة منهم لإستغلال هذا الواقع سياسياً على المستوى المحلي وعلى المستوى الدولي .على المستوى المحلي حاولت السلطات الأمنية الأوروبية في كل دولة على حدة ان تبرز مدى قدرتها على ضبط الأوضاع وحفظ الأمن بغية نيل ثقة المواطنين وكسب تأييدهم لرأس الدولة بعد ان تبين ان زعماء الدول الأوروبية المهددة هم ممن يعاني من ضعف شعبيته . كما ان التهديدات الإرهابية استخدمت من قبل السلطات الأمنية للرد غير المباشر على من ينتقد سياسة مكافحة الهجرة وتقييد الشعائر الدينية الإسلامية في اوروبا .وعلى المستوى الدولي ارادت الدول الأوروبية ان ترد على الحملات التي تشكك بفعالية ارسال جنود اوروبيين الى الخارج وتحديداً الى افغانستان محاولة من وراء ذلك تبرير اهمية خطوة دعمها مكافحة الإرهاب خارج الحدود لطالما ان الإرهاب لا زال قائماً ولطالما ان هناك ادوات لا زالت قادرة على التهديد والتنفيذ .في شتى الأحوال وأياً يكن التوظيف السياسي الذي جرى في اوروبا فإننا لا ننكر وجود تهديد إرهابي كما لا ننكر ان كل الإجراءات التي تم اتخاذها دولياً لمكافحة الإرهاب لم تكن بالمستوى المطلوب بسبب غياب التنسيق الدولي وعدم صياغة تعريفات واضحة تحدد ماهية الإرهاب والإرهابيين .