صفقة عملاقة من السلاح الأمريكي للرياض تمنح الرياض تقدماً حاسماً تجاه دول المنطقة

الجمعة 17 سبتمبر-أيلول 2010 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - فرانس برس
عدد القراءات 16179

أفاد محللون ان صفقة التسلح الضخمة التي تنوي السعودية ابرامها مع الولايات المتحدة تهدف إلى تعزيز التفوق الجوي للمملكة ازاء ايران، فضلا عن سد بعض الثغرات الدفاعية التي ظهرت خلال حرب القوات السعودية مع المتمردين الحوثيين على الحدود مع اليمن.

وبموجب الصفقة التي تبلغ قيمتها 60 مليار دولار على عشر سنوات، سيسمح للسعوديين بشراء 84 مقاتلة جديدة من طراز «اف 15» فضلا عن تحديث 70 مقاتلة اخرى من الطراز نفسه تملكها السعودية، اضافة إلى شراء 178 مروحية هجومية وعدد من الصواريخ المتنوعة.

وبحسب المحللين، تمنح هذه الصفقة السعودية تقدما حاسما تجاه ايران وباقي دول المنطقة باستثناء اسرائيل.

وقال خبير سعودي في مجال الدفاع ان الصفقة التي كشف عنها مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية الاثنين ستمثل نقلة نوعية في قدرات السعودية العسكرية، مع العلم انه يمكن ان تضاف إلى هذه الصفقة صفقة اخرى تشمل شراء عدد من السفن الحربية وانظمة الدفاع الصاروخية بقيمة تتراوح بين 24 و27 مليار دولار.

واكد الخبير السعودي «انها صفقة ضخمة جدا لاننا بكل بساطة بحاجة إلى اجراء عملية تحديث شاملة لقواتنا المسلحة».

وتشمل الصفقة المنتظرة التي يجب ان تحصل على موافقة الكونغرس الأميركي، 70 مروحية اباتشي و72 مروحية «بلاك هوك» و36 مروحية «ليتل بيرد» ونظام «اتش ايه ار ام» للرادارات المضادة للصواريخ، وقنابل «جي دي ايه ام» الذكية، اضافة إلى صواريخ «هيل فاير» وخوذ متطورة جدا لطياري المقاتلات.

ويرى المحللون العسكريون ان هدف هذه الصفقة هو تكريس تفوق عسكري نوعي للسعوديين مقابل جيرانهم، بما في ذلك مقابل حلفائهم العرب.

وقال الخبير السعودي الذي لم يكشف عن اسمه «نحتاج إلى ضمان امننا وامن حلفائنا».

الا ان تفوق السعودية الجوي موجود اصلا بفضل مقاتلات «اف 15» السبعين التي تنوي المملكة تحديثها إلى جانب حوالي 80 مقاتلة «تورنادو» الاوروبية تملكها و72 مقاتلة «تايفون يوروفايتر» تتسلمها حاليا تدريجيا، وذلك بحسب تيودور كاراسيك المحلل في معهد الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري الذي مقره دبي.

وقال كاراسيك «ان الطيران الايراني لا يتمتع بقدرات كبيرة. انا اعتقد ان السعوديين او الاماراتيين يمكنهم القضاء على هذا الطيران بسرعة».

واي نزاع مسلح مع ايران سيشكل خطرا على المنشآت النفطية السعودية، وصفقة التسلح المنتظرة ستعزز قدرات المملكة الدفاعية فضلا عن قدراتها على شن هجمات مضادة.

وقال كاراسيكك ان الصفقة تهدف ايضا إلى سد بعض الثغرات الدفاعية التي تبينت خلال حرب القوات السعودية مع الحوثيين الزيديين على الحدود مع اليمن نهاية العام 2009 وبداية العام 2010. وبالرغم من تفوق كبير بالقدرات العسكرية، خسرت المملكة 109 رجال في هذه المعارك التي اتخذت طابع حرب العصابات في مناطق جبلية وعرة، واستمرت اكثر بكثير من المتوقع.

وقال كاراسيك ان «القوات السعودية لم تكن مستعدة لهذا النوع من الحروب. لقد عانت كما عانت القوات السوفياتية في افغانستان».

وبحسب المحلل، فان تزويد القوات السعودية بالمروحيات الهجومية وبالقنابل الذكية وبتقنيات متطورة للرؤية الليلية سيعزز قدراتها في سيناريوهات مشابهة للحرب مع الحوثيين.

وذكر محلل عسكري آخر طلب عدم الكشف عن اسمه ان السعوديين ارادوا الحصول ايضا على طائرات من دون طيار قادرة على حمل صواريخ شبيهة بطائرات «بريداتور» التي تستخدمها القوات الأميركية في افغانستان، الا ان من غير المرجح بحسب الخبير ان يحصلوا عليها.

وتعود جذور هذه الصفقة إلى عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن الذي وضع عام 2007 الاسس لصفقات تسلح ضخمة لحلفاء أميركا في الخليج، وذلك لمواجهة تنامي النفوذ الايراني ولتعزيز الروابط بين واشنطن والخليجيين.

وقال الخبير العسكري السعودي «ان هذه الصفقة تتوج 15 سنة من التعاون العسكري الوثيق» مع واشنطن.

ولا يرى الخبراء خطرا على اسرائيل من هذه الصفقة، ويرى بعضهم حتى ان تعزيز العلاقات الأميركية السعودية يصب في مصلحة الدولة العبرية.

وقال الخبير العسكري في معهد دراسات الامن الوطني بجامعة تل ابيب يفتاح شابير ان القادة الاسرائيليين اعتادوا على انتقاد هذا النوع من الصفقات.

واضاف «لكن في هذه الحالة فان الصفقة لا تشكل خطرا على اسرائيل. علينا بالواقع ان ننظر اليها على انها موجهة ضد ايران، وفي هذا السياق، فان اسرائيل والسعودية في مقلب واحد، والدولتان غير معتادتين على ذلك».

وبحسب الخبير السعودي، فان جزءا اساسيا من الصفقة، وهو نظام رادار متطور لمقاتلات «اف 15»، لم يحسم بعد.

ولم تشر وزارة الدفاع الأميركية إلى اي تفاصيل حول هذه النقطة. الا ان نشرة «افييشن ويك وسبيس تكنولوجي» اشارت في اغسطس إلى ان السعودية تسعى إلى شراء نظام استشعار «اكتيف الكترونيكلي سكاند اراي» الذي يسمح للطيارين برصد نقاط متحركة صغيرة، كالمقاتلين مثلا، على بعد 278 كيلومترا.

وبحسب النشرة، فان الرادارات المعتمدة حاليا لا ترصد على هذه المسافة الا الكتل الكبيرة كالطائرات.

«فرانس برس»

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن