صالح يدعو إلى صلح عام في صعدة وإزالة مخلفات الصراعات الموروثة من عهود الإمامة والاستعمار والتشطير

الخميس 09 سبتمبر-أيلول 2010 الساعة 11 مساءً / مأرب برس- صنعاء
عدد القراءات 8324

دعا الرئيس صالح إلى عقد صلح عام في محافظة صعدة و غيرها من محافظات الجمهورية من أجل ترسيخ الاستقرار والسلام وإزالة كافة مخلفات الصراعات الموروثة من عهود الإمامة والاستعمار والتشطير بما يكفل تفرغ جهود الجميع للبناء والتطوير وتعزيز الاستقرار الذي يهيئ المناخات للاستثمار والإنتاج ويؤمن شروط نهوض وطني شامل في مختلف المجالات.

جاء ذلك في خطاب وجهه مساء بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك .

وأكد صالح أن وطننا أحرز خلال مسيرته النضالية الكثير من التحولات والنجاحات وجابه العديد من التحديات والصعاب بفضل تلاحم أبنائه وتضافر جهودهم من مختلف القوى والاتجاهات.

وقال :" إن شعبنا اليمني الذي ظل معدنه الأصيل يبرز في كل الملمات والمنعطفات من خلال تعاضده مع بعضه البعض واصطفافه في جبهة واحدة لمواجهة الخطوب والتحديات والانتصار لإرادته.. هو اليوم أكثر قدرة وإصراراً على مجابهة التحديات بثقة المؤمن وجسارة الثائر وحكمة المختبر والمجرب الذي ظل ينحاز لخياراته ولكل ما يحقق للوطن مصالحه العليا ويصون مكاسبه وانجازاته".

وأضاف :" ولهذا فإننا على ثقة بأن شعبنا وخلال هذه المرحلة سيكون السند القوي لتعزيز روح الحوار والوفاق وتوسيع نطاقه بين مختلف أطيافه السياسية والاجتماعية باعتبار الحوار هو النهج الحضاري الذي يمكن من خلاله معالجة كافة القضايا التي تهم الوطن ومستقبل أجياله ".

وأردف رئيس الجمهورية قائلا :"ولهذا فان على الجميع أن يجعلوا من الحوار الذي دعونا إليه ورعيناه بين جميع الأطراف السياسية والأطياف المدنية وسيلة للحفاظ على مكاسب الثورة اليمنية 26 سبتمبر والـ14 من أكتوبر والـ22 من مايو العظيم, والحفاظ على بيئة العمل السياسي والديمقراطي وتعزيزها وتطويرها وتجسيد مفهوم الشراكة الوطنية المسؤولة الحريصة على صنع التحولات ومجابهة التحديات التي تواجه الوطن وتعزيز دور المؤسسات الدستورية والحفاظ عليها وعدم المساس بها أو ابتكار أشكال تفرغها من محتواها لان أي شخص أو جهة تفكر في النيل من تلك المؤسسات أو تجاوزها أو إقحامها في صراعات أو إضعافها وتحت أي لافته كانت إنما تخطأ في تقديراتها وحساباتها فهذه المؤسسات ليست ملك لشخص أو حزب أو جماعة بل هي مؤسسات الوطن ومكسب لأبنائه تتوارثها الأجيال القادمة" .

وشدد على أهمية أن تتضافر جهود كل أبناء الوطن من أجل التصدي لثلة العناصر الإرهابية المتطرفة والضالة من تنظيم القاعدة التي انحرفت عن تعاليم الدين الحنيف والإجماع الوطني وظلت تمارس القتل لمجرد القتل وأضرت بمصالح الوطن والأمة وأساءت إلى صورة الإسلام والمسلمين .. موضحا أن تلك العناصر الإرهابية, عناصر جاهلة وعميلة تمسحت برداء الدين وهو منها براء لأنها لا تفقه شيئاً من معانيه السامية وقيمة الإنسانية النبيلة وتشيع الفتنة داخل الأمة والانقسام في روحها وعقلها وتحيد بها عن أهدافها وبدلاً من العمل على البناء وتنمية القدرات الاقتصادية, فإنها تفرض على الوطن خوض مواجهات تستنزف القدرات والطاقة.

وقال :" ولهذا فان مواجهتهم والتصدي لهم بحزم وقوة هي مسؤولية الجميع وبصورة مستمرة وبكل الوسائل المتاحة من الإرشاد والتوجيه والتنوير والإصلاح وصولاً إلى تجفيف منابعهم الفكرية والمالية وتفكيك شبكاتهم الإرهابية وملاحقة عناصرهم في كل مناطق تواجدهم باعتبارها مهمة كل اليمنيين وكل الوطنيين وليس فقط مهمة رجال الأمن والقوات المسلحة".

وأكد صالح أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين الوسطية والاعتدال والتسامح والرحمة ينحاز للخير والبر والتعاون ويدعو إلى إعلاء شأن المحبة والتآخي والسلام ونبذ ثقافة الكراهية والأحقاد والفوضى كون هذه الثقافة منبوذة وغير مسؤولة وليس من ورائها سوى تدمير أواصر الإخاء والمحبة والثقة بين أبناء الوطن الواحد والعقيدة الواحدة ولا تورث سوى البغضاء في النفوس والفوضى في المجتمع وتُحيِّد بمن يلجئون إليها عن جادة الصواب وسواء السبيل مستغلين مناخات الحرية والديمقراطية التي مكنت كل أبناء شعبنا من التمتع بحق حرية الرأي والتعبير.

وقال :" إن تلك الحرية التي ظلت هي غاية الإنسان وأصبحت مبدأ من مبادئ نظامنا السياسي الذي كفل لكل أبناء الوطن حق التعبير عن أرائهم بحرية، ولكن للأسف فان البعض قد أساء لتلك الحرية وجعل منها وسيلة لبث سموم الكراهية والأحقاد وبث الفتن التي لا تصب سوى في مصلحة أعداء الوطن وتنال من مبادئ قيمنا السامية وتعكر صفو السلم العام .

وقال :" إننا ونحن نهنئ كل من صام وصلى وتهجد وتعبد وقام خير أيام وإذ نشكر كل من ساهم في أعمال البر والإحسان نذكر أن عصب الإيمان ونقاء التقوى وجسر الإحسان وعلامة طاعة رب الأكوان يقوم على إيتاء الزكاة التي هي فريضة وركن من أركان الإٍسلام وواجب تسليمها إلى الدولة باعتبارها الراعية للمواطنين وهي المخولة و المؤتمنة شرعا بصرفها في مصارفها وهذا ما تقوم به الدولة من خلال شبكة الرعاية الاجتماعية فضلا عن مسؤوليتها في إنجاز المشاريع الخدمية والإنمائية لصالح المواطنين من طرقات ومدارس ومستشفيات وكهرباء واتصالات ومواصلات ومياه وسدود وموانئ ومطارات وغيرها".

ومضى قائلا :" كما أن توظيف هذا المورد الاقتصادي في جوهره ومحتواه في مصارفه من قبل الدولة إنما يخدم حاجات الإنسان المعيشية والتنموية وكذلك نغلق باباً من أبواب الشر الذي يفتح إذا ما تسربت الزكاة إلى أيدي غير أمينة خارج نطاق الدولة سواء باسم جماعات أو أفراد يعملون على الإثراء أو تمويل أعمال تضر بمصلحة الوطن وتقلق سكينته ويكون ذلك من سوء طالع المؤمن أن يحمل نفسه مسؤولية تحويل الخير إلى أداة للشر.. و على الذين يحتالون على دفع الزكاة للدولة بدعوى إنفاقها في فعل الخير فإن عليهم أن يتصدقوا لذلك من حر أموالهم وتقديم زكاتهم للدولة ".

ووجه الرئيس صالح السلطة المحلية في المحافظات بمتابعة المتهربين من دفع الزكاة والضرائب المستحقة عليهم واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم .

وحث في ذات الوقت جهات الاختصاص على ابتكار آليات جديد لتحصيل الزكاة والضرائب ووضع خطط عملية لتفعيل استخدامها بما يخدم مسيرة الإنماء والمشاريع الخدمية التي تلبي حاجات المواطنين ومصالحهم .

كما وجه فخامته الحكومة بمواصلة جهود الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت تؤتي ثمارها الطيبة والمتمثلة في تعزيز قيمة العملة الوطنية وتحسين الأداء الاقتصادي .. مؤكدا أن الجبهة الاقتصادية ستظل هي الجبهة الأهم ومحور اهتمامنا في المرحلة الراهنة والقادمة.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن