اتهم علي سالم البيض نائب الرئيس الأسبق، المجتمع العربي والدولي بالتحيز لصالح النظام في صنعاء، معللا ذلك بوجود اختلال في موازين القوى، ودعم لامحدود لدولة نظام صنعاء من قبل الدول الغربية كافة، وتوفير الغطاء له للاستمرار في ارتكاب ماوصفها بجرائمه بحق من أسماهم "شعبنا في الجنوب" والذين قال انهم يواجهون اليوم مظاهر حصار خانق واستهداف على جميع المستويات".

معتبرا في بلاغ صحفي صادر عنه بذكرى 7يوليو "إن ذلك الصمت دعماً لنظام صنعاء وتحيزاً فاضحاً وتكريساً لمنطق الهيمنة وتجاوزاً للأعراف والقوانين الدولية"، والتي قال انها "تأتي في الوقت الذي يعاني فيه شعبنا من مصادرة حقه في تقرير مصيره".

ورغم التذمر والإستياء الكبيرين اللذاني أبداهما البيض إزاء موقف العالم العربي والدولي من الحراك القائم في المحافظات الجنوبية ومطالبه، إلا أنه أكد " ان القضية الجنوبية استعصت على كل محاولات الطمس والتصفية، واستمرت حية قوية في نفوس أبنائها. في حين أعلن فشل كل محاولات إجهاض الحراك الوطني الجنوبي السلمي"، الذي قال "أن أحداث السنة الماضية أكدت على ان شعب الجنوب أكثر استعصاءً، ولن يخضع لسياسة التطويع ، وأن نظام الدولة القائم ظل منبوذا، لدى كل الشرائح والأوساط الشعبية"-حسب قوله.

وقال البيض في بلاغه- تلقى مأرب برس نسخة منه- "تمر اليوم ذكرى السابع من يوليو المشؤومة لنذكر أنه في مثل هذا اليوم قبل 16 عاما سيطرت قوات نظام صنعاء على بلادنا وأخذتها غنيمة حرب"، بعد أن قال انها "نهبت ودمرت دولة الجنوب، التي بناها شعبنا الجنوبي بالتضحيات الجسام،وسوّرها بالآمال والأحلام الكبيرة"- وفق تعبيره.

وأضاف البيض في بلاغ صحفي صادر عن مكتبه في منفاه بألمانيا "إنني إذ أخاطبكم اليوم ليس من أجل الوقوف على الأطلال،بل من أجل تذكير العالم بهذا اليوم الأسود، الذي حل على شعب الجنوب فغير مسار حياته، بعد ان جاءت جحافل نظام صنعاء لتهدم المنارة الجنوبية،وتقتل أحلام شعبنا، وتقوض مشروعه في البناء والتحديث، وتحرمه من نعمة العيش الكريم"- وفق قوله.

وأشار البيض رئيس ماكانت تعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية قبل توقيع وحدة22مايو 1990م مع الجمهورية العربية اليمنية يومها، إلى أن النظام قد أساء الضن حينما إعتقد أن الدبابات والمدافع والصواريخ تستطيع قتل الروح المعنوية للجنوبيين،وتقهر ارادتهم في الحرية والاستقلال".

معتبرا ان فترة الـ16 عاما من حرب صيف عام 1994م قد بينت له العكس،فهاهو شعب الجنوب يضرب منذ ثلاث سنوات موعدا جديدا مع التاريخ، الذي قال انه يتكرر اليوم بذلك اليوم الذي طرد فيه اعتى امبراطورية في التاريخ، وبعد أن عقد اليوم العزم مجددا على طرد من وصفهم بـ"سماسرة الموت والجريمة ممن قال انهم قد ضنوا أن تقادم الزمن كفيل بإسقاط الحقوق الأصيلة لشعب الجنوب، والتسليم بالأمر الواقع والخضوع لإملاءات منطق القوة وسيف الإرهاب، والتسليم بمعادلة الاختلال بموازين القوى، والانصياع لإرادة الطغاة والمتجبرين".

موضحا أن مرحلة الـ16 عاما التي مرت على حرب صيف 1994م أظهرت لدى من يصفهم بشعبنا بالجنوب أن كل شئ تغير منذ ذلك اليوم المشؤوم ، الذي قال أن خير دليلا على ذلك ما يتضح من خلال"ما يعبَّر عنه الشيوخ والكبار والعجائز والأطفال والشباب وهم ينخرطون في صفوف الحراك الوطني السلمي وفعالياته" .

ولفت البيض الإنتباه في نص بلاغه الصادر بمناسبة الذكرى الـ16 ليوم 7يوليو الذي يصفه باليوم المشؤوم إلى "إن ثقافة المقاومة والممانعة السلمية ازدادت انتشاراً وتأييداً في كافة الأوساط الشعبية، وأن راية النضال ظلت خفاقة، مجددا تأكيده على أهمية تواصل نضال المقاومة في تنشئة جيل جنوبي جديد قال انه "حفظ العهود، ووفى بالوعود، وتسلم الدفة، وقاد المسيرة المباركة نحو استعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن الأبية"- وفق تعبيره.

وقال بلاغ البيض :" إن خيار الوحدة الوطنية يتعزز كل يوم،وهو أمر لا يمكن لأحد أن يمنعه أو يقف في طريقه،كما انه لا بديل عنه".

مضيفا :"ليس هذا الكلام تنظيراً أو مواساة للنفس، لكنه حقيقة نشهد تجلياتها وعظمتها في الصمود الفذ لشعبنا منذ 16 عاما"، معتبرا ان صبره ونضاله وتمسكه بحقوقه كان بمثابة شريان الحياة لهذه القضية"

واتهم البيض المجتمع العربي والدولي بالتحيز والإسهام في تشجيع النظام القائم

وأشاد البيض بمن أسماهم "أبناء شعبنا في كل مكان على محافظتهم على هويتهم وانتمائهم وأصالة مواقفهم ، وتشكيلهم طوقاً لحماية الجنوب".

وتابع:" إنني أخاطب أهلنا الصابرين وأقول لهم أننا نعيش وندرك المعاناة الحقيقية التي تمرون بها،وشظف العيش الذي تعانون منه، بعد ان عطل نظام صنعاء كل مناحي الحياة بفعل هذا الحصار الجائر، وماتعانون في لقمة العيش".

وأضاف" نعرف أن هناك أسر تطوى يومها دون طعام أو زاد، وأن العمال والتجار وأصحاب المصانع، والقطاعات المختلفة عانوا من هذا الحصار".

وواصل البيض حديثه التحريضي لأبناء المحافظات الجنوبية بالقول" لقد نهب نظام صنعاء ثرواتكم وضيق عليكم وفقدتم خيرة أبنائكم، وذلك لأنكم قلتم نعم للجنوب ورفضتم الخنوع أو التفريط أو التنازل".

وأكد البيض في حديثه بذكرى 7/7يوليو الذي إجتاحت فيه قوات الشمال التي وصفت يومها بقوات الشرعية محافظة عدن،إثر فشل مشروع الانفصال:"أن أبناء الجنوب أثبتوا أنهم أكبر من نظام صنعاء،و لم تنكسر إرادتهم، ولم تضعف عزائمهم أماه كونهم – وفق قوله- على الحق بإذن الله".منوها إلى أنهم قد أصبحوا اليوم مثلاً وقدوةً ومحط أنظار الأمة والأحرار في كل العالم".

واختتم البيض بلاغه الذي بدأه بقول الله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ، أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ( بقوله فـ"ثقوا بالله واستعينوا به وتوكلوا عليه واستقووا به فلن يضيعكم ، ولن يجعل الله للظالمين عليكم سبيلاً، وسيجعل لكم فرجاً ومخرجاً وعزاً ونصراً".

معلناً معاهدته لأبناء محافظات الجنوب و أتباع الحراك بقوله :"نحن معكم وأمامكم في هذه المسيرة، ولن نخذلكم أو نسلمكم أو نتمايز في العيش عنكم، على هذا عاهدنا الله، وعليه نعاهدكم، وثقتنا بنصر الله القريب يقين يغمر نفوسنا ويقوي عزائمنا ويشد من أزر ثباتنا، ويجعلنا نمضي في سبيلنا مطمئنين لقرب يوم الاستقلال"- حسب قوله.