آخر الاخبار

البحرية البريطانية تكشف نتائج هجوم حوثي مزدوج استهدف اليوم سفينة شحن مجدداً.. مشاط الحوثيين يوجه تهديداً مهينا شديد اللهجة الى قيادات مؤتمر صنعاء بحضور الراعي وبن حبتور ..بماذا توعدهم خلال الأيام القادمة؟ برلماني متحوث في صنعاء يفتح النار على سلطة الانقلاب الحوثية ويشكو الظلم والجوع والفقر تحذير أممي: اليمن سيواجه أربعة أشهر عجاف مع بداية الشهر المقبل القوات المسلحة السعودية تبدأ مناورات الغضب العارم في البحر الأحمر بمشاركة القوات البحرية الأميركية لقاء رفيع لقيادات قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب.. والعميد الصبري يوجه برفع الجاهزية واليقضة الأمنية معبر رفح بسقط في قبضة إسرائيل..  ماذا يعني سيطرة تل أبيب على معبر رفح وما أهميته لغزة؟ خمسة أسباب مقنعة تجعلك ترفض تناول القهوة على معدة فارغة عرض أول كرة ذهبية للبيع بمزاد علني بفرنسا... حصل عليها مارادونا.. وزاراة الداخلية السعودية تعلن تطبيق عقوبات مخالفة أنظمة وتعليمات الحج

القدس العربي : التحالف الامريكي البريطاني يقدم على مقامرة خطيرة بدس أنفه في الشأن اليمني الداخلي

الأربعاء 06 يناير-كانون الثاني 2010 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 10846

أوردت اليوم صحفية القدس العربي اليوم مقالا افتتاحيا عنونته تحت مسمى رأي القدس العربي حول التدخل الأمريكي البريطاني في حرب القاعدة في اليمن حيث قالت فيه : 

تلقى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مكالمة هاتفية يوم امس من رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون تباحثا خلالها حول التحضيرات لمؤتمر دولي حول اليمن، عرضت الحكومة البريطانية تنظيمه في نهاية الشهر الحالي، الامر الذي يعكس مدى جدية الاهتمام الغربي بتطورات الاوضاع في اليمن، وتنامي وجود تنظيم 'القاعدة' الاصولي المتشدد على اراضيه.

الدول الغربية اصيبت بالصدمة عندما جرى اكتشاف محاولة تفجير لطائرة امريكية فوق مدينة نيويورك، اقدم عليها طالب نيجيري يدعى عمر الفاروق عبد المطلب قضى فترة في اليمن، وتلقى تدريبا على اعمال العنف والارهاب في احد مراكز تنظيم 'القاعدة'.

وتزايد الاهتمام باليمن والمخاطر التي يمكن ان يشكل وجود القاعدة على ارضه من قبل الحكومات الغربية، والامريكية على وجه الخصوص، بعد انتقال الامام انور العولقي رجل الدين اليمني المتطرف المولود في امريكا الى 'شبوه' حيث منزل اسرته في الجنوب اليمني. فالامام العولقي متهم بتجنيد الطبيب نضال حسن الفلسطيني الاصل الذي اطلق النار على مجموعة من الجنود الامريكيين في قاعدة عسكرية امريكية.

مؤتمر لندن الذي دعا الى عقده براون بالتنسيق مع الادارة الامريكية يعيد التذكير بمؤتمر افغانستان الذي انعقد في المانيا لايجاد بديل لحركة طالبان، وتهيئة المؤسسات التشريعية والتنفيذية التي ستتولى الحكم في البلاد بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية والغرب عموما، مع فارق اساسي وهو ان المؤتمر القادم بشأن اليمن يريد تعزيز النظام القائم وتأهيله عسكريا واقتصاديا لمواجهة تنظيم 'القاعدة' والحد من أخطاره.

التدخل الامريكي في افغانستان نجح في الاطاحة بنظام طالبان فعلا، ولكنه لم يحقق الاستقرار في البلاد، ولم يقض على تنظيم 'القاعدة' رغم دخوله العام العاشر، ومن الصعب القول بان مثيله في اليمن سيكون افضل حظا نظرا للاختلاف الكبير بين البلدين من حيث كون اليمن حاضنة اكثر دفئاً لتنظيم 'القاعدة' بسبب انتماء زعيم التنظيم اليها، وكراهية اهل اليمن العالية للادارة الامريكية، وتفاقم حالة الفوضى الامنية والسياسية التي تعيشها البلاد حالياً.

مؤتمر لندن ربما يوفر الدعم المالي لحكومة صنعاء، ويزودها بالخبرات الامنية اللازمة في مجالات التدريب والتسليح، فهناك حديث عن خطة لتكوين قوات شرطة حديثة على الطراز الغربي، تتولى مهمة مطاردة تنظيم القاعدة، ولكن هذا التدخل الغربي، على أهميته، ربما يعطي نتائج عكسية تماماً، تصب في مصلحة 'القاعدة' واضعاف النظام اليمني في المقابل.

الحكومة اليمنية ارسلت الآلاف من افراد قوات الامن للمشاركة في حملة ضخمة ضد تنظيم 'القاعدة' في ثلاث محافظات، هي العاصمة ومحافظتا شبوه ومأرب، لاثبات قدرتها في السيطرة الامنية بعد اقدام ست دول غربية، بينها بريطانيا وامريكا، على اغلاق سفاراتها في صنعاء خوفاً من هجمات للقاعدة.

التحالف الامريكي البريطاني يقدم على مقامرة خطيرة بدس أنفه في الشأن اليمني الداخلي، واتباع اساليب امنية محضة لمحاربة تنظيم 'القاعدة'، دون الاخذ في الاعتبار الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي جعلت اليمن المقر الرئيسي الاقوى لهذا التنظيم.

اليمن مثل افغانستان، استعصى دائماً على كل الغزاة والتدخلات الخارجية، ويمكن القول بانه الدولة الوحيدة التي لم تدخلها القوى العظمى، سواء كانت مسلمة (الدولة العثمانية) او غربية (بريطانيا والبرتغال) باستثناء وجود مؤقت على السواحل الجنوبية، ولذلك فان اي تدخل امريكي بريطاني قد يكون مكلفاً، ودون ان يقضي على 'القاعدة'، هذا اذا لم يحول منطقة الجزيرة كلها حيث ثلثا احتياطات النفط في العالم الى منطقة مضطربة حافلة بالقلاقل والحروب الداخلية.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة