ولي العهد السعودي يصل الرياض وتوقعات بقرب الحسم سياسياً او عسكرياً

السبت 12 ديسمبر-كانون الأول 2009 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس - محمد الصالحي
عدد القراءات 16190
 
 

بعد رحلة علاجية طويلة يعود ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز إلى الرياض، حيث تزينت شوارع المملكة بصور الامير سلطان حاملة شعارات الترحيب والسرور بعودته.

عودة ولي العهد السعودي الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورافق سموه الامير سلمان بن عبد العزيز امير الرياض الذي لازمه طوال فترة علاجه، تأتي وبلاده تخوض حرباً على حدها الجنوبي دخلت شهرها الثاني ضد ما يصطلح عليه في المملكة – المتسللون الحوثيون- الذين وسعوا دائرة حربهم ضد السلطة اليمنية إلى التغلغل داخل الحدود السعودية واستهداف قواتها المسلحة التي استدعت حشودا عسكرية برية وبحرية وجوية منذ الـ3 من نوفمبر الماضي إلى حينه.

الأجواء المشحونة في المملكة بسبب المواجهات المتواصلة التي يخوضها الجيش السعودي مع الحوثيين أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحي في صفوف القوات السعودية ومسلحي الحوثي غير 9 يعتقد أنهم أسرى لدى الحوثيين أعلنت وزارة الدفاع السعودية عن فقدهم سوى قرى أخليت من ساكنيها ومخيمات نصبت لاستيعاب النازحين..ورغم أن القوات السعودية أخذت جميع أشكال الاحتراز منذ بداية الحرب لقطع الإمداد عن الحوثيين بحرا وجوا الا ان ذلك لم يمنع الحوثيين من تكرار هجماتهم عليها بين حين وآخر بتكتيكات حرب العصابات ساعد على ذلك وعورة تضاريس المنطقة.

القوات السعودية التي دخلت مواجهات مباشرة عدها مراقبون المواجهة المباشرة الأولى التي تخوضها القوات السعودية،التي قالت على لسان قائد عملياتها الأمير خالد بن سلطان نجل ولي العهد ومساعد وزير الدفاع أنها تستهدف تأمين حدودها من تسرب المتسللين وردع المعتدين، ووضع شرطاً لوقف الحرب ضدهم بتراجعهم عشرات الكيلو مترات داخل الأراضي اليمنية.

الخطر المحدق بالمملكة من جهة اليمن لا يتوقف عند الحوثيين الذين تتهمهم المملكة بالأداة الإيرانية التي زرعت في خاصرتها حسب بعض وسائل الاعلام بالمملكة، حيث أن تنظيم القاعدة الذي اخذ يتنامى نشاطه مؤخراً باليمن ويسعى لترسيخ إقدامه ليتخذ اليمن قواعد ينطلق منها يمثل خطراً متجلياً على امن المملكة واستهدافها الذي وصل مداه لاستهداف احد أفراد الأسرة الحاكمة سبتمبر الماضي عندما استهدف انتحاري مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف.. وكان قد اعلن ان الأمير سلطان بن عبدالعزيز قد اطلع في اتصال هاتفي مع الرئيس اليمني منتصف العام الماضي على معلومات ومخططات لتنظيم القاعدة تستهدف البلدين حصلت عليها الأجهزة الأمنية اليمنية من معتقلين تابعين للتنظيم.

عودة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز- الذي يعرف بأنه المسؤول عن الملف اليمني في الرياض-في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة ومدى تأثيرها على الأحداث التي تشهدها المنطقة من حرب ضد الحوثيين على الجبهتين السعودية واليمنية،وتنامي القاعدة في اليمن إضافة إلى حراك المحافظات الجنوبية اليمنية المتنامي وسعيها للانفصال وتأثير ذلك على استقرار اليمن ودول الجوار وتأثير ذلك على امن المملكة، وهنا تأتي أهمية الحسابات التي يعلقها الكثير من المحللين على عودة ولي العهد السعودي لإيجاد مخارج للأزمة.

ويكاد يتوفر اجماع المتابعين للشأن اليمني السعودي على إن عودة الرجل الثاني في هرم القيادة السعودية وصاحب العلاقات الواسعة والمؤثرة في الساحة اليمنية سيشكل نقلة نوعية للتعاطي ما يدور في جنوب المملكة والأزمة اليمنية بمختلف اوجهها على الصعيدين السياسي والعسكري.

ويتوقع احد المهتمين للشأن اليمني السعودي لـ"مأرب برس" ان احتمالات انهاء المواجهات القائمة على الحدود اليمنية السعودية، وقرب الحسم سياسياً او عسكرياً ستكون في غضون الايام القادمة متزامناًَ مع عودة الامير سلطان والذي يتوقع ان يباشر التعاطي مع هذا الملف الشائك في مقدمة اهتماماته بعد غياب طويل بسبب رحله العلاج.

ويضيف ان هناك احتمالين لا ثالث لهما اما لغة السياسة وامكانات التسوية في اطار (يمني – يمني) حيث لاتزال هناك فرص الحلول السياسية لم تنفذ، او الحل الآخر وهو الحسم العسكري وهذا يعني ان استمرار المناوشات بين عناصر الحوثي والجيش السعودي سيجر القيادة السعودية الى اتخاذ قرار حرب شاملة، مما يعني اقدام المملكة على عملية عسكرية كبري مدعومة بتأييد عربي دولي واسناد عسكري وقبلي يمني،وهو خيار يترتب عليه انعكاسات غير ايجابية على المستوي البعيد.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن