بطريقة "مذهلة".. لاعب البحرين يسجل "أحد أروع" الأهداف في تصفيات كأس العالم 2026 الداخلية السعودية تعلن إعدام يمني "حدّا" وتكشف ما اقترفه استهداف ناقلة مواد كيميائية قبالة الحديدة والمليشيات تصدر بيانا الخدمة المدنية تعلن الإثنين القادم إجازة رسمية بمناسبة العيد الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة أشادت بجهود الاصلاح.. أحزاب حضرموت تعلن موقفاً موحدا بشأن مطالب أبناء المحافظة العادلة انتفاضة شعبية غير مسبوقة تباغت مليشيات الحوثي في هذه المحافظة 13 شرطاً للقبول.. وزارة الدفاع تُعلن فتح باب القبول والتسجيل في كلية الطيران والدفاع الجوي الرياض تجدد دعمها لجهود إنهاء الحرب في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل مجلس النواب يعلن موقفه من العقوبات الأمريكية ضد حميد الأحمر ... بماذا وجه الحكومة ؟ أولياء فاسدون.. هكذا وصل قادة الثورة الحوثية الزائفة إلى الثروة الفاحشة وحياة الترف
في حادثة غير مسبوقة بالشرق الأوسط، شنت "إسرائيل" هجوماً سيبرانياً نوعياً على سوريا ولبنان أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 2800 شخص من عناصر "حزب الله" اللبناني في يوم الثلاثاء (17 سبتمبر الجاري)، ولحقه في اليوم التالي بسلسلة انفجارات مماثلة أوقعت أكثر من 460 قتيلاً ومصاباً.
ومن بين المصابين السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني، الأمر الذي ينقل الصراع الحالي إلى مستويات جديدة وغير مسبوقة.
كما أن الهجوم السيبراني، الذي استهدف بشكل مباشر، أجهزة الاتصال "بيجر" في اليوم الأول وأضيف إليها "واكي تاكي" في اليوم التالي، تستخدم من قبل الجماعة المسلحة، يمثل تحولاً جديداً في أدوات الصراع، معتمداً على القدرات السيبرانية الإسرائيلية لتعطيل خصومها العسكريين عبر تفجير الأجهزة عن بعد.
ما هي أجهزة البيجر؟
أجهزة البيجر (Pagers) هي نوع من الأجهزة اللاسلكية المستخدمة لإرسال واستقبال الرسائل النصية القصيرة بين المستخدمين.
ومنذ ظهورها في منتصف القرن العشرين، لعبت دوراً كبيراً في مجالات متعددة مثل الطب والأعمال قبل أن يتم استبدالها بالتقنيات الحديثة مثل الهواتف المحمولة.
ومع ذلك، لا تزال هذه الأجهزة تستخدم في بعض المجالات الخاصة، خاصة في الأوساط العسكرية والتنظيمات السرية التي تتطلب وسائل اتصال آمنة وسريعة.
"حزب الله" اللبناني يعد من أبرز الجماعات التي تستخدم أجهزة "البيجر" في التواصل الداخلي؛ نظراً إلى سهولة استخدامها وإمكانية إرسال أوامر سريعة لعناصره دون الحاجة إلى شبكات الإنترنت أو الهواتف المحمولة التي يمكن مراقبتها بسهولة.
كما أن "البيجر" يوفر وسيلة اتصال فعالة لتنسيق العمليات بين العناصر الميدانية والقيادة، مما يجعلها جزءاً مهماً من بنيتها التحتية في التواصل العسكري.
جهاز واكي تاكي
الواكي تاكي جهاز اتصال لاسلكي يدوي محمول، يعتمد على إرسال واستقبال موجات راديو تتم ترجمتها إلى رسائل صوتية.
يحتاج استخدام هذه الأجهزة إلى أبراج إرسال واستقبال توفر لها التغطية والإشارة اللازمة، لإتاحة حملها والتحرك بها والحديث عبرها.
يعمل الجهاز على ترددات راديوية ولا تتواصل عبر الإنترنت، وهي سهلة الاستخدام.
يصل مدى عمل أجهزة واكي تاكي واستقبالها للموجات إلى ما بين 30 إلى 45 كيلومتراً، وهي مزودة ببطاريات طويلة الأمد قد تعمل شهوراً متواصلة بدون إعادة شحن.
يمكن تعقب أجهزة واكي تاكي لكن عبر تقنية صعبة ومعقدة تحتاج إلى تجهيزات متطورة يمكنها اعتراض وتحليل موجات الراديو.
بالإضافة إلى المجال العسكري، تستخدمها شركات الأمن وفرق الإسعاف والطوارئ الطبية وطواقم البناء في المشاريع الكبيرة
كيف تم التفجير؟
الهجوم السيبراني الذي نفذته "إسرائيل" اعتمد على تقنيات متقدمة لاستهداف أجهزة البيجر التي يستخدمها "حزب الله".
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن الهجمات السيبرانية المشابهة غالباً ما تعتمد على استخدام برمجيات خبيثة (Malware) يتم إدخالها عبر شبكات الاتصال أو عبر استغلال الثغرات الأمنية في الأجهزة.
وفي حالة أجهزة البيجر، يمكن لـ"إسرائيل" أن تكون قد طورت تقنيات تسمح لها بالسيطرة على إشارات هذه الأجهزة عن بعد، مما يمكنها من إرسال أوامر إلكترونية لتفجيرها.
ومن بين الأساليب المستخدمة قد يكون اختراق الشبكة اللاسلكية التي تتصل بها هذه الأجهزة، أو التلاعب بالترددات المستخدمة لتشغيلها.
أستاذ علوم الكهرباء والكومبيوتر الدكتور زيد حمودات، يقول في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، إن هناك عدة احتمالات للهجوم أيضاً، رغم أن المجهول في هذه العملية أكثر من المعلوم، موضحاً:
يُحتمل أن الهجوم استهدف البطاريات أو الدوائر الإلكترونية داخل الأجهزة، باستخدام النبضات الكهرومغناطيسية (EMP)، وهي تقنية متطورة يمكنها تعطيل الأجهزة الإلكترونية دون الحاجة إلى تدمير مادي مباشر.
النبضات الكهرومغناطيسية يمكنها أن تصدر طاقة كبيرة تتداخل مع الدوائر الإلكترونية، مما يتسبب في تلفها أو تعطيلها بالكامل.
تجارب سابقة أظهرت أن هذه النبضات يمكن أن تكون فعّالة للغاية في تدمير الأجهزة الإلكترونية دون تدخل مادي مباشر.
مع التقدم الكبير في الحرب الإلكترونية الإسرائيلية، قد تكون هذه التقنية هي التي استخدمت في تفجير أجهزة اللاسلكي.
قد تكون تقنيات التشويش المتقدمة قد لعبت دوراً في تفجير هذه الأجهزة عن طريق إرسال إشارات، فإذا تسبب التشويش في توليد حرارة غير طبيعية في البطارية أو الدوائر الكهربائية، فقد يؤدي إلى انفجار الجهاز.
قد تكون "إسرائيل" استخدمت هجوماً سيبرانياً مباشراً لاختراق شبكة الاتصال التي تعتمد عليها أجهزة البيجر.
هذه الأجهزة، التي تعتمد على تقنيات قديمة، قد تحتوي على ثغرات أمنية سهلت الوصول إليها.
هذه العملية معقدة جداً من الناحية التكنولوجية، وربما تُسمع للمرة الأولى في العالم، وهي تختلف عن العمليات السيبرانية التي ترددت على مسامعنا في السنوات الأخيرة.
تداعيات الهجوم
الهجوم السيبراني الإسرائيلي يعكس تحولاً استراتيجياً في التعامل مع "حزب الله"، بدلاً من المواجهة التقليدية عبر الحدود أو باستخدام الغارات الجوية، فقد اعتمدت "إسرائيل" على قدرتها في الحروب السيبرانية لإحداث ضرر كبير داخل بنية الاتصالات الخاصة بالحزب.
هذا التطور قد يدفع بالصراع إلى مستويات جديدة من التصعيد، خاصة بعد إصابة السفير الإيراني في بيروت، ويمكن أن يؤدي الهجوم إلى توترات إضافية في العلاقات الإقليمية، لا سيما بين "إسرائيل" و"إيران".
كما تعتبر الهجمات السيبرانية أدوات فعالة في تعطيل البنية التحتية العسكرية للتنظيمات المسلحة، مع اعتماد "حزب الله" الكبير على أجهزة "البيجر" في التواصل السري بين عناصره.
ومن المرجح أن يؤدي هذا الهجوم إلى ارتباك مؤقت في القدرة العملياتية للتنظيم، فمثل هذه الهجمات يمكن أن تؤدي إلى تقويض الجاهزية العسكرية وتسبب خسائر فادحة في صفوف العناصر الميدانية.
وتعتبر "إسرائيل" من الدول الرائدة عالمياً في الحروب السيبرانية، وقد أثبتت هذه العملية قدراتها المتقدمة في هذا المجال، كما أن الهجوم يسلط الضوء على قدراتها التقنية، ما يشكل تحدياً جديداً في مواجهة مثل هذه الهجمات المستقبلية.