كشفت تقارير صحفية عن “أزمة سياسية” بين الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وحكومة رئيس الوزراء ريتشي سوناك، بسبب تراجع الاتحاد عن تبني مواقف “تضامنية”، مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، تمثلت في إصدار بيان دعم للعدوان العسكري على قطاع غزة، إلى جانب إضاءة ملعب ويمبلي وقوسه الشهير بألوان الكيان المحتل.

ورجحت التقارير الإعلامية، أن اللاعبين المسلمين والعرب في الدوري الإنجليزي الممتاز، لعبوا دورا مؤثرا في تراجع الاتحاد عن تنظيم هذه الفعاليات التضامنية مع الاحتلال، عن طريق أنديتهم.

وحسب ما نقله موقع قناة روسيا اليوم، فإن عددا كبيرا من المحترفين العرب والمسلمين في “البريمير ليغ”، هدد الأندية بمغادرة المباريات في صورة إصرار اتحاد اللعبة على إعلان موقف منحاز إلى الاحتلال الإسرائيلي، وعدم مراعاة آرائهم الشخصية، ما يشكل إهانة لشهداء فلسطين وغزة.

وأضاف موقع روسيا اليوم، أن اللاعبين العرب والمسلمين أبلغوا أنديتهم برغبتهم في “إظهار الاحترام لجميع الضحايا وعدم التحيز إلى جانب واحد”، ضمن الحد الأدنى من المواقف الإنسانية.

ووفق معلومات أخرى، فإن أعضاء من الاتحاد الإنجليزي عقدوا في وقت سابق اجتماعات مع اللاعبين المسلمين والعرب، حذروا فيها من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشأن “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بطريقة تثير الكراهية”، وهو ما جعل الاتحاد في موضع المساءلة والإحراج، بعد قراره في البداية مساندة الاحتلال، ما يشكل “انحيازا وتحريضا على خلفية الدين والعرق”.

وأشارت صحيفة “التليغراف” البريطانية إلى أن أسباب التراجع عن إضاءة قوس ملعب ويمبلي بعلم الاحتلال، تأتي لتجنب خلق “أجواء سلبية وعدائية في المجتمع البريطاني، خصوصا مع اختلاف الآراء حول القضية الفلسطينية”، وفق تعبيرها. وأضافت الصحيفة أن “الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اتخذ قرارا بعدم استغلال ملعب ويمبلي في الأحداث السياسية”، حيث سيقع “الاكتفاء بإضاءة الملعب والقوس في مناسبات محددة”، بعد تأكيد أن الملاعب “مكان للرياضة والترفيه، وليست للشؤون السياسية”.

وتابعت التليغراف: “الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يدعم العديد من القضايا والحملات المتعلقة بالتنوع والمساواة، لكنه لن يضيء القوس وملعب ويمبلي لدعمها، وسيظل ذلك محصورا في الأحداث الرياضية أو الحفلات الموسيقية فقط، وليس خلال الكوارث الطبيعية أو الإنسانية، كما فعل في الماضي”.

قرار الاتحاد أثار موجة غضب بين عدد من مسؤوليه الداعمين للاحتلال، إلى جانب الحكومة البريطانية التي عبرت بشكل علني عن تأييدها المطلق لحكومة نتنياهو، كما زار رئيس وزرائها ريتشي سوناك تل أبيب لتأكيد مساندته “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وفق زعمه.

وفي أول رد فعل، قدم رئيس شبكة الإيمان التابعة للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الحاخام أليكس غولدبرغ، استقالته من منصبه احتجاجا على القرار، فيما أبدت الحكومة استياءها من موقف الاتحاد الذي وصفته بـ”المخيب للآمال”.

يذكر أن الملعب وقوس ويمبلي الشهيرين وقعت إضاءتهما خلال عدة مناسبات ترتبط بأحداث سياسية في السابق، كان أشهرها حين حملا ألوان العلم الأوكراني، تضامنا مع أوكرانيا خلال الحرب مع روسيا..