انهيار اتفاق «ممر الحبوب» بعد انسحاب روسيا وأردوغان يتحرك بشكل حاسم

الإثنين 31 أكتوبر-تشرين الأول 2022 الساعة 02 مساءً / مأرب برس-وكالات
عدد القراءات 5800

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، إن تركيا ستواصل بذل جهودها من أجل اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود على الرغم من التردد الروسي، وذلك بعد أن علقت موسكو مشاركتها في المبادرة مطلع الأسبوع.

وأضاف أردوغان في كلمة ألقاها: "حتى لو تصرفت روسيا بتردد لأنها لم تحصل على نفس الفوائد، فإننا سنواصل بشكل حاسم جهودنا لخدمة الإنسانية".

وقال الرئيس التركي، أحد رعاة الاتفاق الذي وقع في 19 يوليو في اسطنبول: "مع أن روسيا تبدي ترددها لأنها لا تحصل على التسهيلات نفسها (مثل أوكرانيا)، نحن عازمون على مواصلة الجهود خدمة للبشرية".

وتعمل تركيا والأمم المتحدة على إنقاذ الاتفاق، حتى مع قول روسيا إن أي خطوات مستقبلية لا يمكن تحديدها إلا بعد إجراء تحقيق كامل في الهجوم على أسطولها البحري.

واتفق الطرفان، إلى جانب أوكرانيا، على إبحار سفن تحمل المواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية يوم الاثنين، في تحد لقرار روسيا بالانسحاب من الصفقة.

وقال مدير مبيعات السلع في شركة فيوتشرز إنترناشونال للسمسرة، جو ديفيس: "ستواصل الأمم المتحدة، إلى جانب أوكرانيا وتركيا، صفقة الحبوب على الرغم من انسحاب روسيا".

ويتوقع أن يستمر تذبذب سوق القمح، حيث ينتظر التجار المزيد من الأخبار من البحر الأسود.

وتم التوقيع على الاتفاقية، بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، في يوليو، وأنهت حصاراً روسياً استمر 5 أشهر لموانئ أوكرانيا، مما أدى إلى قطع الإمدادات العالمية ورفع تكاليف الغذاء إلى مستوى قياسي.

ويهدف الاتفاق للسماح بالمرور الآمن للحبوب والبذور الزيتية - وهي من أهم صادرات أوكرانيا.

وقد أدى ممر الحبوب إلى تخفيف شح الإمدادات العالمية منذ افتتاحه قبل 3 أشهر.

وشحنت أوكرانيا أكثر من 9 ملايين طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى، وتراجعت أسعار الذرة والقمح عن أعلى مستوياتها في وقت سابق من العام.

ومن المقرر أن ينتهي سريان الاتفاق في 19 نوفمبر، وكان مسؤولو موسكو قد شككوا بالفعل فيما إذا كانوا سيمددون مشاركتهم.

وعادة، يعتمد العالم على منطقة البحر الأسود في أكثر من ربع صادرات القمح والشعير، وحوالي خمس شحنات الذرة والجزء الأكبر من شحنات زيت عباد الشمس.

كما أن الإنهاء المبكر لصفقة الحبوب قد يعرض للخطر طريق تصدير رئيسي للأسمدة يعتمد عليه المزارعون لزراعة محاصيل وفيرة.

وتم تداول القمح عند 8.78 دولار للبوشل، وهو أقل بكثير من الرقم القياسي اليومي البالغ 13.6350 دولاراً في مارس بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.

فيما لا تزال العقود الآجلة مهيأة للخسارة بنسبة 5% في أكتوبر، ويرجع ذلك جزئياً إلى قلق أقل بشأن العرض العالمي.

ورفع مديرو الأموال صافي المراكز الهبوطية على قمح شيكاغو إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين.

وارتفعت أسعار عقود القمح الآجلة بعد انسحاب روسيا من اتفاق يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود.

وعلقت روسيا الصفقة بعد ضربات بطائرة بدون طيار على أسطولها البحري يوم السبت، مدعية أن إحدى الطائرات بدون طيار جاءت من سفينة حبوب تشكل جزءاً من مبادرة البحر الأسود، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ".

وقفزت أسعار القمح في شيكاغو بنسبة تصل إلى 7.7% إلى 8.9325 دولار للبوشل عند الفتح اليوم الإثنين قبل تقليص المكاسب إلى 5.9%، كما ارتفعت الذرة بنسبة 2.8% وزيت فول الصويا 3%.

وقد تؤدي النكسة الأخيرة في العرض إلى زيادة تضخم أسعار الغذاء العالمي وتفاقم الجوع إذا استمر ارتفاع الأسعار.

بشكل منفصل، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن أولى عمليات التفتيش المزمعة اليوم الاثنين وتشمل 40 سفينة قد اكتملت في مياه إسطنبول بواسطة فريق من الأمم المتحدة وتركيا فقط، بدلا من الفرق السابقة التي كانت تضم أيضا الروس والأوكرانيين قبل تعليق موسكو دورها في الاتفاق.

هذا وقال أوليكسندر كوبراكوف وزير البنية التحتية الأوكراني إن 12 سفينة تحركت من موانئ أوكرانية، اليوم الاثنين، بموجب مبادرة الحبوب من البحر الأسود، بعد أن قال متحدث من الأمم المتحدة باسم المبادرة لـ"رويترز" إن فرقا من تركيا والأمم المتحدة استأنفت تفتيش السفن بموجب الاتفاق.

وكتب كوبراكوف على "تويتر": "اليوم غادرت 12 سفينة الموانئ الأوكرانية. قدمت وفود الأمم المتحدة وتركيا عشر فرق تفتيش لفحص 40 سفينة بهدف الوفاء بالالتزامات بموجب مبادرة حبوب البحر الأسود. قبل الوفد الأوكراني خطة التفتيش تلك. تم إبلاغ الوفد الروسي".

وقالت الأمم المتحدة إنها اتفقت مع أوكرانيا وتركيا على خطة لتحرك 16 سفينة اليوم الاثنين، 12 منها ستخرج من موانئ أوكرانية وأربع سفن ستدخل إليها، وتعتزم كذلك تفتيش 40 سفينة خلال اليوم ستتحرك للخروج وهي راسية الآن قرب إسطنبول.