الصوفي لـمأرب برس: اعتراض توزيع «لاهوت السياسة» والرئيس لا يستطيع مواجهة الحراك و صعدة و القاعدة و اللقاء المشترك بأدواته الفكرية الحالية

السبت 22 أغسطس-آب 2009 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس- خاص:
عدد القراءات 7661

احتجزت إحدى المطابع الرسمية كتاباً جديداً -أحمد عبدالله الصوفي-أمين عام المعهد اليمني لتنمية الديمقراطية، وناشر صحيفة «الوطن اليوم» المتوقفة عن الصدور، بعد العدد الخامس لخلافات مهنية بينه و رئيس التحرير محمد علي محسن- تتعلق بالنهج التحريري التي يريده الناشر للصحيفة– حسب مصادر صحفية في الضالع التي كانت تصدر منها الصحيفة.

وقالت مصادر صحفية أن المطبعة كانت قد أنجزت طباعة الكتاب الذي يحمل عنوان: «لاهوت السياسة» إلا أن مؤلفه تفاجئ بمنعه من التداول من قبل السلطة واحتجازه في ذات المطابع.

مشيرة المصادر ذاتها لـ"مأرب برس" إلى أن تواصلاً يجري بين مؤلفه وقيادة المطبعة سعيا إلى الوصول إلى اتفاق يقضي لتمكين الموزع من استلام الكتاب من المطبعة, تمهيدا للبدء بتوزيعه على القراء والمكتبات

ووفقا للمصادر فقد تم منعه من التداول لأسباب تكمن في تناوله في إحدى الفصول وتحت عنوان «الآفات الست» لأسباب الاحتقان السياسي في الساحة اليمنية، وأسلوب إدارة الوحدة من قبل السلطة القائمة.

ومن جانبه أشار القيادي في الحزب الحاكم أحمد عبد الله الصوفي- أمين عام المعهد اليمني للتنمية الديمقراطية, وناشر صحيفة "الوطن اليوم" إلى أن السبب وراء توقف الصحيفة تعود إلى الصعوبات التي واجهتها, في ظل تضافر مشكلتي ضعف البنية الفنية داخل مدينة الضالع التي تصدر منها الصحيفة, و إساءة قراءة خطاب الصحيفة ممن وصفهم بأنهم جاهزين لمثل هذه القراءة, ووقوفهم ضد اللغة الثالثة التي اعتمدتها, للوقوف بين لغة السلطة, ولغة الحراك المتصاعد في المحافظات الجنوبية- حسب تعبيره.

مؤكدا الصوفي لـ(مأرب برس) أن موارد الصحيفة هددت بواقعها الحالي, ليجد ذاته أمام أمر غير واقعي اضطره لإيقاف صحيفته نهائيا منذ العدد الخامس- حسب قوله.

معتبرا الصوفي أن ما لدى الناس من احتجاجات ومشاكل, تعني أننا يجب أن نخاطبهم بتميز ولغة حية"- حسب تعبيره.

ومن جانبه أشار رئيس التحرير الزميل محمد علي محسن إلى أن جملة من الظروف منها ما يتعلق بالتمويل, ومنها ما يتعلق بالبيئة الصحفية كانت وراء توقف الصحيفة.

قائلا:" فعندما تأتي بنقد الكل ومع الكل في بيئة مختلفة ما زالت تعاني من حرب 1994م, ربما كان خطابا غير مستساغ سواء من الشارع أو من الممول.

مؤكد لـ(مأرب برس) أنه اتفق مع الناشر أحمد الصوفي على أن تكون الصحيفة منبرا يدعو إلى الوحدة والتسامح والتعايش والتسامح, وغيرها من المبادئ التي افتقدناها في الدولتين أو الدولة الواحدة.

منوها إلى أن أجواء العمل في ظل البيئة التي صدرت فيها الصحيفة, تفرض خيارين ،إما أن تكون معارض أو حاكم, فليس مقبول أن تكون بين الاثنين- حسب قوله.

مشيرا إلى أن فكرة الصحيفة كانت كبيرة وكان من المفترض أن تدعم من الدولة, ولكن دون تدخل- حسب قوله.

مؤكدا تقديمه الاستقالة, بعد أن كان قد دخل بشراكة مع الأخ أحمد عبد الله الصوفي, على أساس صحافة مباعة تنبذ الكراهية ضد السلطة والحراك في سلبياتهما, ومعهما في إيجابياتهما, نحو توجيه خطاب راقي لا يخوِّن.

وعن إيقاف كتابه "لاهوت السياسة" في إحدى المطابع الرسمية ومنعه من التداول, قال الصوفي "ثمة اعتراض لم يصل إلى مستوى الإيقاف" مبينا أن موظف, تحفظ عن الكشف عن اسمه, أبلغه بإيقاف نشره, إلا أنه سيتجاهل هذا الأمر لغاية غدا السبت للتأكد من صحة الخبر الذي وصله, على حد تعبيره.

الصوفي الذي تحدث عما أسماها بالـ"اعتباطية في السلطة" قال إن اللاهوت السياسي هو الأداء السياسي غير المحكوم بمحددات فكرية وغايات سياسية, مشيرا إلى أن هناك قوى عتيقة وقديمة لم تستوعب أن الزمن سيمنعها يوما ما من الاستمرار في حالها, واصفا إياها بأنها تروج لـ"اللاهوت أكثر من أن تعلم الناس فن السياسة".

وحول ما إذا كان إيقاف نشر كتابه "لاهوت السلطة" وصحيفته "الوطن اليوم" سيضطره إلى ترك المؤتمر الشعبي العام والخروج منه, قال الصوفي "إن الغضب لا يجعلني اتخذ الخروج, ولا الرضا يجعلني أبقى فيه", وأضاف بأن الرئيس أمامه اليوم لحظة دقيقة, فهو لا يستطيع بما لديه من أدوات فكرية, ومنطلقات أن يواجه الحراك الجنوبي وحرب صعدة وتنظيم القاعدة وتكتل اللقاء المشترك, ولكي يتجاوز هذه الأسس الفكرية لابد من ثقافة تلبي حاجة الناس, ولابد أن تفرز مهام الوحدة الحقيقية, حسب وصفه.

ولا يعتقد الصوفي أن الرئيس علم بأمر الاعتراض عن كتابه, ولا يعتقد في نفس الوقت أن أحدا سيتطوع ليخبره, وإذا علم بذلك فسوف تتم الاستفادة من فكر "لاهوت السياسة" الكتب الذي ينتظر نشره عبر تعاقده مع مؤسسة ثقافية, فضل عدم ذكرها إسمها.

وأوضح أمين عام المعهد اليمني للتنمية الديمقراطية, أن هناك أناسا مستفيدون من هذا الصراع الدائر اليوم, والذي وصفه بـ"العقيم" ولا يريدون للمهمة التاريخية إنتاج مفهوم مستوعب لفكرة إعادة صياغة شكل النظام وتوزيع السلطة على المسرح السياسي, على حد تعبيره.

مشيرا إلى أن هناك من يشكك بالوحدة, وهناك من يقاتل من أجلها, والوحدة سبق وأن أعلنت, لكنها تباشر مهامها التاريخية في شكل نظامها السياسي وغيره.

ونوه الصوفي إلى أن هناك تناحر سياسي عقيم لم يقدم البدائل, بسبب أن هناك من يريد أن يختزلها بأشكال فارغة, وهؤلاء لم يستطيعوا إسكات المحتجين وإيصال الكهرباء, واعتادوا أن يكونوا في مواقع السلطة ولا يحاسبوا, وبنفس الوقت يمنون على الناس, على حد قوله.

وقال الصوفي إن ثقافة الفساد, كما سماها, نشأت منذ الاستيلاء على روح ثورة سبتمبر, والانحراف بثورة أكتوبر, مبينا أن من انحرفوا على ثورة أكتوبر ذهبوا إلى موسكو, بينما ذهب الذين استولوا على سبتمبر إلى خارج مفهوم الثورة, وحصروها بالعَلَم والنشيد, حسب وصفه.

واقترح الصوفي على أنه من الضروري أن تأتي حوامل وهياكل سياسية وثقافية جديدة بديلة, وإلا فستكون كارثة على البلد.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن