كشفت مصادر مطلعة، اليوم الاحد 5 يوليو/تموز، عن سبب رفض الحوثيين لقاء المبعوث الاممي مارتن غريفيث الذي وصل العاصمة العمانية مسقط قبل ثلاثة ايام قادما من الرياض.

وكان من المقرر ان يجتمع غريفيث بوفد الحوثي المتواجد في مسقط برئاسة محمد عبدالسلام لكن الضمانات الاممية التي قدمها المبعوث للحكومة اليمنية بشأن السماح بوصول سفن نفطية الى ميناء الحديدة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين كانت هي السبب في رفض الحوثيين لقاء المبعوث.

المصادر قالت لـ”مأرب برس“، بأن الحوثيين أقدموا على نهب أموال من حساب تشرف عليه الامم المتحدة في البنك المركزي بالحديدة وهو خاص بتوريد الضرائب على سفن المشتقات النفطيه لصرف رواتب المدنيين.

 وقدرت المصادر المبلغ المنهوب من الحساب المذكور بنحو 35 مليار ريال يمني.

ونتيجة لذلك -طبقا للمصادر- أوقفت الحكومة اليمنية منح التصاريح للسفن للعبور لميناء الحديدة بسبب نهب الحوثيين للأموال من الحساب الذي تشرف عليه الأمم المتحدة حيث كان من المفترض أن يستفاد من العوائد الضريبية لدفع المرتبات.

بعد ذلك وافقت الحكومة اليمنية على السماح بدخول أربع سفن مشتقات نفطية بشكل استثنائي بعد ان قدم المبعوث لها ضمانات بأن الحوثيين لن يمسون الحساب مرة أخرى.

واشارت المصادر الى ان تلك الضمانات اثارت غضب الحوثيين واصروا على عدم دفع الرواتب للمدنيين من موظفي الدولة منذ العام ٢٠١٤ واستخدام الأموال الموردة في الحساب لدعم ما يمسونه المجهود الحربي ورفضوا لقاء المبعوث الأممي في مسقط.

وهذا الموقف المتعنت من الحوثيين يعني انهم سينهبون مجددا ايرادات وضرائب سفن النفط الجديدة وان ضمانات المبعوث للحكومة لن تنفذ.

*وصول 3 سفن

يجدر الاشارة الى ان السفن الاربع التي وافقت الحكومة بدخولها وصل منها ثلاث سفن بحسب ما اعلن عنه الحوثيون امس.

وقال يحيى شرف الدين، نائب رئيس مؤسسة مؤانئ البحر الأحمر (تتبع الحوثيين)، في تغريدة على تويتر، إن "الناقلة (سيوزيت) المحملة بـ 29 ألفا و134 طناً من البنزين وصلت إلى ميناء الحديدة".

كما أشار إلى وصول الناقلة "سي هارت" التي تحمل 27 ألف طن من الديزل، بالإضافة إلى الناقلة "حافظ" المحملة بـ26 ألفا و953 طن من مادة المازوت.

*شرط الحكومة 

والخميس الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية، موافقتها على دخول 4 سفن مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة، الخاضع لسيطرة الحوثيين، بناء على طلب المبعوث الأممي مارتن غريفيث.

وقال بيان للمجلس الاقتصادي الأعلى أنه وافق على دخول 4 سفن تحمل نحو 92 طن من المشتقات النفطية (بنزين، ديزل، مازوت، غاز).

وأشار البيان إلى أن موافقة الحكومة على دخول السفن الأربع جاءت لأسباب إنسانية بحتة واستجابة لطلب من مبعوث الأمم المتحدة، كاستثناء من أجل ترتيب اجتماع بين الجانبين لمعالجة ملف العوائد المالية وصرفها لموظفي الدولة في مناطق سيطرة الحوثيين.

وأوضح بيان المجلس، أن إجمالي ضرائب وجمارك السفن التي سُمح لها بالدخول تقدر بمليار وستمائة وثمانون مليون ريال، وتم الاتفاق على هذا المبلغ مشترطا ان يتم مراقبته من مكتب المبعوث الأممي من أجل صرفه كمرتبات لموظفي القطاع الصحي في مناطق سيطرة الحوثيين بعد الاجتماع على ترتيب آلية ذلك خلال أسبوع.

وتشهد محافظات يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين ازمة وقود خانقة.