الإمارات تفتح أبواب التطبيع بين جنوب اليمن و الكيان "الإسرائيلي"

الجمعة 26 يونيو-حزيران 2020 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - ايماسك
عدد القراءات 6336

 

تأتي التصريحات التي يطلقها قادة المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن المدعوم من أبو ظبي عن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وما أكدته وسائل إعلام عبرية اعن علاقات سرية مع قادة "المجلس الانتقالي"، وما سبق ذلك من ترتيب تعاون بين الجنرال الليبي خليفة حفتر والجانب الإسرائيلي في المجال العسكري، ليكشف ذلك كله عن تنامي دور الإمارات مع الجانب الإسرائيلي وتحولها إلى جسر للتطبيع بين دولة الاحتلال والانظمة العربية، بما يكشف جانباً من خبايا العلاقات السرية بين أبوظبي وتل أبيب.

وبعد أشهر على ترتيب الإمارات لقاءا بين رئيس المجلس العسكري في السدان عبدالفتاح برهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جاءت التصريحات الإسرائيلية عن اجتماعات سرية مع "الحكومة الجديدة في جنوب اليمن"، في إشارة إلى المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي والذي أعلن مؤخراً "الإدارة الذاتية" هناك، يما يظهر ان أبوظبي أخذت مسألة التطبيع مع (إسرائيل) إلى مستويات أخرى تتخطى العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقبل يومين نشرت صحيفة إسرائيل اليوم تقريراً تحدث عن وجود "أصدقاء سريين" لإسرائيل في اليمن، لفت انتباه موقع MiddleEastMonitor البريطاني الذي نشر تقريراً بأن بعنوان "المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً في اليمن "صديق سري" لإسرائيل"، تحدث عن العلاقات بين الطرفين وأهداف تل أبيب من أن يكون لها موطئ قدم في اليمن.

وبعد ساعات من تقرير الصحيفة الإسرائيلية، كتب هاني بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في تغريدة عبر تويتر، أنه "لا مانع (لديهم) من فتح علاقة مع إسرائيل لضمان حق الفلسطينيين في قيام دولتهم بسلام وأمان إلى جانب إسرائيل".

الإمارات هي الداعم العسكري والسياسي والاقتصادي للمجلس الانتقالي الجنوبي والرغبة الإماراتية في انفصال جنوب اليمن عن شماله ليست سرية ولا توقعات من جانب مراقبين أو محللين، وبالتالي فإن الحديث عن وجود علاقات بين الانفصاليين في جنوب اليمن من جهة والإسرائيليين من جهة أخرى يطرح تساؤلات مهمة حول ما تسعى إليه الإمارات في المنطقة العربية.

ففي 9 يونيو/حزيران الجاري، حطت ثاني طائرة إماراتية في مطار بن غوريون الإسرائيلي في غضون شهر، في رحلة مباشرة من أبوظبي إلى إسرائيل، بزعم تقديم مساعدات لفلسطين، لكن الحكومة الفلسطينية رفضت تلك المساعدات لعدم التنسيق المسبق معها، فيما عدتها فصائل فلسطينية "تطبيعاً مرفوضاً"، ولم تكن تلك هي المرة الأولى، وتلاها خروج قرقاش بتصريحه عن "الخطوط المفتوحة".

سعي إسرائيل لأن يكون لها موطئ قدم في جميع الدول العربية مفهوم ومكاسبه بالنسبة للدولة العبرية لا تخفى على أحد، وأن تكون لها علاقات وتواجد "وأصدقاء" في اليمن تحديداً له هدف استراتيجي آخر أيضاً لا يخفى على أحد ويتعلق بإيران وتواجدها هناك سواء من خلال حزب الله اللبناني أو إيران والعلاقة مع الحوثيين.

لكن يظل الدافع الإماراتي يمثل علامة استفهام تزداد تضخماً كل يوم مع تكشف دورها في المنطقة من اليمن إلى ليبيا والسودان ومصر وتونس وغيرها. صحيح أن عداء ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد لثورات الربيع العربي وسعيه لإجهاضها ليس سراً، وعداءه لتيارات الإسلام السياسي أيضاً ليس سراً، لكن أن يتخطى الأمر إنفاق مليارات الدولارات لتمويل الانقلابيين في ليبيا وتونس والسودان والانفصاليين في اليمن، إلى مساعدة إسرائيل في أن يكون لها عملاء في جنوب اليمن قبل حتى أن يتم إعلان الانفصال بشكل رسمي مستوى آخر من المعاداة للثوابت العربية أو على الأقل ما تبقى منها.

وكان "مركز دراسة السياسة الخارجية والعلاقات الإقليمية لإسرائيل"(ميتفيم) قد أكد مؤخراً أنّ الإمارات العربية هي أكثر الدول العربية التي وسعت مجالات التعاون مع إسرائيل، العام الماضي، فيما جاء إعلان نتنياهو عن توقيع اتفاق بين الإمارات والجانب الإسرائيلي للتعاون في مواجهة كورونا ليكشف عن تحول هذه العلاقات بشكل علني.

من "العار" على دولة الإمارات التي وقفت ضد كل دعوات التطبيع حتى وفاة المؤسس الشيخ زايد طيب الله ثراه، حتى بدأ التطبيع بالتطور والبناء ليكون للصهاينة موطئ قدم في هذه الأرض المباركة.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن