التصعيد الحوثي يقدم أجندة إيران على أولوية حماية المدنيين

الأربعاء 01 إبريل-نيسان 2020 الساعة 09 صباحاً / مارب برس- الشرق الأوسط،عبدالهادي حبتور
عدد القراءات 1627

 بعد التصعيد الحوثي الأخير ضد السعودية بصاروخين باليستيين على الرياض وجازان تصدّت لهما قوات الدفاع الجوي الملكي، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريراً أكدت مصادر سعودية عدم دقته، حول دعوة السفير السعودي لدى اليمن الحوثيين إلى الرياض لإجراء محادثات.

وقبل الهجمات الحوثية الأخيرة، كانت الأطراف اليمنية قبلت الاجتماع للتهدئة واتخاذ خطوات بناء ثقة؛ إنسانية واقتصادية، بهدف الوصول إلى حل سياسي، كما استجاب جميع الأطراف لدعوة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، لوقف إطلاق النار. إلا إن الحوثيين قاموا بالتصعيد العسكري بأعمالهم العدائية، رغم أزمة «كورونا».

وفي حين ينشغل العالم بمحاربة جائحة «كورونا» التي ألمّت بمعظم الدول، ومع ترحيب جميع الأطراف اليمنية بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن، ودعم التحالف هذه الخطوة من أجل التفرغ لمواجهة «كورونا»، استهدف الحوثيون الرياض وجازان بصاروخين باليستيين تم تدميرهما بنجاح. ويتبادر السؤال مرة أخرى: ما الذي يدفع بالميليشيات الحوثية إلى الإقدام على خطوات لا تخدم المصلحة الوطنية اليمنية ولا تساعد في تخفيف معاناة الشعب اليمني، بل تتقاطع مع مشاريع سياسية توسعية إقليمية تصبّ في مصلحة إيران؟ التصعيد الحوثي غير المحسوب في توقيته ينطلق من دوافع عدة؛ أهمها استمرار العقوبات الأميركية المشددة التي تخنق نظام طهران وتأثير ذلك على أذرعه في المنطقة، سواء في اليمن والعراق ولبنان.

كذلك، فإن التهور الحوثي في هذه الظروف الحساسة يثبت عدم امتلاك الجماعة القرار العسكري، وأنها مجرد أداة بأيدي جنرالات «الحرس الثوري» الإيراني الذين يحركونها وفقاً للمصالح الإيرانية؛ وليست اليمنية. يذكر أن المدن السعودية الآهلة بالمدنيين تعرضت لأكثر من 300 صاروخ باليستي منذ بدء العمليات العسكرية في اليمن، وهو ما لم تتعرض له أي دولة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. ورغم الرعب الذي تعيشه الميليشيات الحوثية من فيروس «كورونا»، وفقاً لمصادر يمنية، والخوف من تفشي الوباء في مناطق سيطرتها، فإن عملية الاستهداف أكدت أن الميليشيات قدمت المصالح الإيرانية على مصالح الشعب اليمني الذي كان يحتاج المساعدات الطبية العاجلة والاستعداد لمواجهة الجائحة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن قيادي حوثي أن «كارثة ستحل» عليهم في حال انتشر وباء «كورونا». وتساءل وكيل «وزارة» الداخلية في حكومة الانقلاب رزق الجوفي: «إذا كان في إيطاليا؛ إحدى دول أوروبا، بإمكاناتها الضخمة لم يستطيعوا أن يواجهوه (كورونا)؛ فما بالك باليمن الذي يبحث عن لقمة العيش؟». الجنون الحوثي والتناقض الصارخ بين التصريحات والأفعال دفع بالمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى الإعراب عن «انزعاجه الشديد من الهجمات التي تبناها الحوثيون ضد السعودية»، متهماً أطرافاً ببذل قصارى جهدها لإفساد فرص السلام الهشّة. وقال: «آمل ألا يسمح دعاة السلام على جانبي هذا النزاع بتفويت تلك الفرصة... وأن يضعوا اليمنيين في المقام الأول».

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن