لماذا قررت المملكة الأردنية الابتعاد عن نهج الرياض وأبوظبي والعودة إلى العلاقات مع قطر

الخميس 27 يونيو-حزيران 2019 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - سبوتنيك
عدد القراءات 3601

 

بخطوات متسارعة تتجه المملكة العربية الأردنية الهاشمية لإعادة علاقاتها مع دولة قطر، بعد عامين من قرار عمان بخفض تمثيلها الدبلوماسي لدى الدوحة.

وكان الأردن قد خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر، في أعقاب الأزمة الخليجية التي اندلعت عام 2017، وقاطعت على إثرها السعودية والإمارات والبحرين، ومصر، الدوحة.

حيث تناقلت وسائل إعلام محلية أردنية عن مصادر مطلعة قولها، إن "الأردن أرسل قبل أيام استمزاجًا للدوحة لتسمية الأمين العام لوزارة الخارجية الأردنية الحالي زيد اللوزي، سفيرًا لها لدى قطر"، فيما قالت صحف قطرية، إن الدوحة سمت الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم سفيرًا لقطر في عمان".

وأكد مراقبون أن العلاقات الأردنية القطرية لم تنقطع بشكل نهائي إبان الأزمة الخليجية، حيث استمر التبادل الاقتصادي بينهما، مؤكدين أنها ستشهد طفرة كبيرة في الأيام المقبلة.

علاقات لم تنقطع

الدكتورة نادية سعد الدين، الكاتبة والباحثة في العلوم السياسية، مديرة تحرير جريدة "الغد" الأردنية، قالت إن "قرار الأردن بإعادة التمثيل الدبلوماسي في قطر يشكل خطوة متقدمة نحو مسار أكثر تطورًا في العلاقات بين البلدين، والتي لم تنقطع كليًا حتى من بعد اتخاذ الأردن موقفًا مساندا بالحد الأدنى لجانب دول السعودية — الإمارات- البحرين- مصر في قرار مقاطعتها الكاملة لقطر".

وأضافت في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الزيارات المتبادلة استمرت على خط عمان — الدوحة، وبلغ حجم التبادل النجاري بين البلدين نحو 400 مليون دولار، فيما تحتل قطر المرتبة الثالثة عالميًا من حيث حجم الاستثمارات في الاْردن، والذي يقدر بنحو ملياري دولار، وفق المعطيات الرسمية الأردنية لعام 2018، عدا تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ توجيهات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، حيال توفير 10 آلاف فرصة عمل للشباب الأردني في قطر".

وتابعت: "من ذلك، لا أستبعد أن تشهد العلاقات الأردنية- القطرية تطورًا لافتًا خلال الفترة القادمة، عند الانتقال من الزخم العلائقي الاقتصادي نحو الباب الدبلوماسي السياسي الذي كان مغلقًا حتى وقت قريب".

أسباب التقارب

وبشأن أبعاد التقارب، قالت نادية: "هذا التقارب الأردني القطري يحمل أبعادًا مختلفة؛ فمن ناحية، لن يؤثر التقارب كثيرًا على العلاقات الأردنية — الخليجية، في ظل الحرص الأردني على التزام معادلة الموازنة في علاقاته مع دول الخليج العربي، ومن ناحية أخرى يشكل هذا التقارب منفعة متبادلة بالنسبة لكل من عمان والدوحة، حيث يحتاج الاْردن في ظل الضائقة الاقتصادية التي يمر بها أن يبحث عن مصادر متنوعة للتعاون في مختلف المجالات، في الوقت الذي لم يجد فيه التعويض الكافي عند السعودية أو الإمارات، إزاء تخفيض حجم مساعداتهما للأردن وتحويل القيمة الأكبر منها إلى مشاريع بدلًا عن السيولة النقدية".

وعن باقي الأسباب التي دفعت الأردن للتقارب مع قطر، مضت قائلة: "بينما تقف قضية القدس على المحك الأكثر وزنًا في معادلة التقارب الأردني مع قطر، في ظل الموقف القطري الواضح من مسالة دعم الوصاية الأردنية الهاشمية التاريخية على المقدسات الدينية، الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، أمام المساعي السعودية المضادة لنسب الوصاية على تلك المقدسات لنفسها وسحب البساط بأكمله من تحت الاْردن، مما أحدث توترًا في العلاقة الأردنية السعودية مؤخرًا".

وأنهت الباحثية الأردنية حديثها قائلة: "لا شك أن ثمة ضغوطًا برلمانية حثيثة على الحكومة لإعادة العلاقات مع الدوحة وتطويرها، وسط مزاج شعبي وسياسي داعم في هذا الاتجاه".

مواقف إيجابية

من جانبه قال الدكتور جاسم بن ناصر آل ثاني، المحلل السياسي القطري، وعضو اللجنة الأوروبية للقانون الدولي، إن "الأردن يتطلع إلى علاقات متميزة مع دولة قطر، بعد مواقف الدوحة المشهودة حتى في ظل تخفيض الأردن لتمثيله الدبلوماسي".

 

marebpress