تقرير أمريكي يكشف معلومات وتفاصيل جديدة بشأن الهجوم «الحوثي» على المنشآت النفطية بـ«السعودية»

الخميس 16 مايو 2019 الساعة 10 مساءً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 7047

قال تقرير أميركي اليوم الخميس16 مايو 2019 م، إن الهجوم الذي نفذته المليشيات الحوثية على المنشآت النفطية السعودية، أصدر الحرس الثوري الإيراني الأمر به، إضافة إلى أمره بمهاجمة ناقلات النفط الإماراتية. 

 

ولفت التقرير- الذي نشره موقع "وورلد غير" الأميركي، إلى أن الهجوم- الذي حدث- فريد من نوعه، حيث حصل في عمق السعودية، وعلى بعد مسافة كبيرة، مشيراً إلى أن إيران بدأت بالرد على العقوبات الأميركية باستخدام الحوثيين، واستهداف المصالح الاستراتجية في السعودية. 

 

ويقول التقرير الذي ترجمه للعربية المصدر اونلاين: لقد أثار هجوم على خط أنابيب سعودي في أعقاب التخريب المزعوم لأربع ناقلات نفط في الخليج الفارسي (الخليج العربي) مخاوف أسئلة في شبه الجزيرة العربية. وفي حين أنه من الممكن تقديم تفسيرات أخرى لتوقيت وأهداف الحادثين، حيث أن الهجمات يمكن أن تبشر ببداية حملة أوسع للاضطرابات التي تشنها إيران، بعد تقلص صادراتها النفطية بالعقوبات ال أميركية، والتي من شانها أن تضع ما يقرب من ربع إمدادات النفط الخام في العالم في مرمى التعرض لخطر الهجوم. 

 

ماذا حدث 

للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، استهدف المهاجمون عمليات النفط والغاز الطبيعي في شبه الجزيرة العربية. وفي 14 مايو/أيار، أكد وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية/ خالد الفالح، أن طائرتين بدون طيار أطلقهما الحوثيون في اليمن استهدفتا محطتي ضخ علي طول خط أنابيب شرق المملكة العربية السعودية الذي يحمل النفط من حقول في المنطقة الشرقية إلى البحر الأحمر. وأدت النيران الناجمة عن ذلك في أحدى المحطات إلى وقف نقل النفط عبر خط الأنابيب، الذي تبلغ سعته 5,000,000 برميل في اليوم من النفط الخام، مع إجراء تقييمات للأضرار. 

 

ويأتي ذلك في أعقاب حادث وقع في 12 أيار/مايو قبالة السواحل الإماراتية بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي، مما ألحق أضرارا بأربع ناقلات نفط، بما في ذلك سفينتان مملوكتان للسعودية. وتثير هذه الهجمات معا تساؤلات حول ما إذا كانت البنية التحتية للنفط والغاز في المنطقة مستهدفة إما مباشرة من قبل إيران أو من قبل ميليشيات إقليمية مرتبطة بإيران انتقاما لمحاولات الولايات الأميركية تخفيض صادرات النفط والغاز الإيرانية إلى الصفر. ويوفر خط الأنابيب بين الشرق والغرب للمملكة العربية السعودية بديلا حاسما لتصدير النفط الذي يسمح لها بتجاوز مضيق هرمز، وهو نقطة العبور بين الخليج الفارسي( العربي) وخليج عمان التي هددت إيران بإغلاقه. كما أن الميناء الإماراتي هو ميناء رئيسي للتزود بالوقود لسفن النقل التي تقع بالقرب من مدخل مضيق هرمز. 

 

هجوم فريد من نوعه 

ما الذي يجعل هجوم 14 أيار/مايو ملحوظا بشكل خاص هو أنه حدث في العمق داخل الأراضي السعودية. وكانت معظم الهجمات الناجحة التي قام بها الحوثيون قد وقعت في السابق قرب الحدود السعودية اليمنية. 

ومن الشائع نسبيا شن هجمات قصيرة المدى بالقذائف والصواريخ والطائرات بدون طيار في منطقه جازان، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف منشآت شركة النفط العربية السعودية (أرامكو) في المناطق القريبة من الحدود. كما استهدفت هجمات الحوثيين ناقلات أرامكو السعودية وغيرها من التحركات البحرية التي تبعد بضعة كيلومترات عن الساحل اليمني في البحر الأحمر. ولكن في أقرب نقطه له يمتد خط الأنابيب السعودي علي بعد حوالي 800 كيلومترا (نحو 500 ميلا) بعيدا عن الحدود السعودية-اليمنية، وهو المكان الذي وقعت فيه الهجمات. 

 

ويشير نجاح الهجمات إلى القدرات المتزايدة للطائرات الحوثية الطويلة المدى (وربما إلى زيادة الدعم الذي يقدمه فيلق القدس، وهي وحدة تابعة للحرس الثوري الإسلامي الإيراني الذي يتولى العمليات خارج الحدود الإيرانية). وخلال السنه الماضية، استخدم الحوثيون العديد من طائراتهم المسيرة الطويلة المدى، التي حددتها الأمم المتحدة بأنها "طائرة بدون طيار"، والتي يقدر مداها الأقصى بين 1,200 و1,500 كيلومترا، مما يضع معظم السعودية والإمارات العربية المتحدة ضمن مسافة الاستهداف. هذا النموذج من الطائرات بدون طيار يناسب ما قد يكون قد استخدم في هجوم خط الأنابيب. 

 

marebpress

كما يبرهن الهجوم الناجح علي أن الحوثيين-أو ربما الأفراد المدربين من قبل الحرس الثوري الإيراني في اليمن-يمكنهم استخدام الطائرات المسيرة الطويلة المدى في العمليات التي تغطي مدي 1,000 كيلومتر تقريبا. ولم تكن المحاولات السابقة لإطلاق هجمات طويلة المدى باستخدام الطائرات بدون طيار ناجحة بالقدر الذي كانت عليه. 

 

والشيء غير الواضح هو كم عدد الطائرات البعيدة المدى التي تحت تصرف الحوثيين. ولا يبدو أن الطائرة بدون طيار هي احدى أنواع الطائرات إيرانية الصنع، كما أن بقايا المركبات المستعادة من بقايا الهجمات الفاشلة السابقة تكشف عن مكونات ألمانية وصينية الصنع، مما يوحي بأن الحوثيين قد يكون لديهم عدد محدود لا يمكن تحديده بسهولة. ومع ذلك فإن الهجوم يظهر الفعالية المحتملة للحوثيين في إصابة الأهداف غير العسكرية مثل أنابيب النفط. 

 

ربط النقاط 

وعلى الرغم من أن إيران أنكرت دائماً وجود علاقة، إلا انه من المعروف جيدا أن المتمردين الحوثيين في اليمن يتلقون العتاد والدعم المالي والسياسي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية. كما أن أعمال الحوثيين ضد المملكة العربية السعودية مدفوعة بأهدافهم الخاصة المتمثلة في التصدي للإجراءات السعودية والأميركية في اليمن، حيث سعت الجماعة منذ فتره طويلة إلى إقامة قاعدة سياسية اقوى.

 

 بالتالي لا يمكن اعتبارهم قوة إيرانية بنفس المعني الذي يتخذه حزب الله اللبناني الذي يأخذ المزيد من التوجيه من طهران. لكن الحوثيين يتشاركون في علاقة أيديولوجية مع الجمهورية الإسلامية، ومن جانبها، تري إيران أن دعم حركه الحوثيين وسيلة فعالة من حيث التكلفة لضرب خصومها العرب الخليجيين- السعودية والإمارات العربية المتحدة-المتورطين في الحرب ضد الحوثيين. 

 

ومن المؤكد أن هذا الاتصال الإيراني-الحوثي الذي طال أمده ولكنه بشكل مبهم، يعزز إمكانية أن تدعم إيران الهجوم علي خط الأنابيب. ولكن حتى إذا لم تكن إيران مسؤوله، بشكل مباشر أو غير مباشر، عن هذا الاعتداء بالذات، فان الحادث يزيد مع ذلك من خطر أن تتمكن من سحب استجابة من الولايات المتحدة-التي دأبت على المساواة بين الهجوم الذي تشنه القوات التي تدعمها إيران كهجوم من جانب إيران نفسها. 

 

تفسيرات ممكنة 

مع هذا العدد الكبير من الشكوك والمعلومات غير المؤكدة والأسئلة التي تحوم حول الصلة بين حوادث ناقلة النفط وهجوم خط الأنابيب، أربعه سيناريوهات محتملة ويبدو على الأرجح: 

1- الحرس الثوري الإيراني قد أمر بالهجومين. حيث يشكل كلا الهجومين جزءا من تحرك منسق من قبل «الحرس الإيراني الذي له نظامه الخاص للقيادة والسيطرة خارج الحكومة المركزية في إيران – ضد الأصول العربية الخليجية. وقد يكون الدافع وراء ذلك هو الرغبة في إرسال رسالة ردع، لتقليل الضغط المكثف الذي تقوده الولايات المتحدة ال أميركية، أو إظهار الرغبة في إلحاق ضرر اقتصادي بدول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك بالداعم العسكري، الولايات المتحدة ال أميركية.. 

 

2- عمل مستقل. حيث قامت الجماعات المدعومة من إيران التي تعمل بشكل مستقل بهذه الهجمات دون التوجه الصريح للحكومة الإيرانية أو الحرس الثوري الإيراني. وقد تبنت الرئاسة الإيرانية ووزارة الخارجية باستمرار الاعتدال في التعاملات مع الولايات المتحدة حتى مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران. 

3- إشارة زائفة. تسمى هذه الحوادث ب “عمليات العلم الزائف” التي تقوم بها الولايات المتحدة ال أميركية أو الخليج العربي أو الجهات الإسرائيلية الفاعلة التي تحاول تهيئة الظروف للتحرك عسكريا ضد إيران. وبينما يواصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الإصرار على أن حملة الضغط ال أميركية ضد الحكومة الإيرانية لا تهدف إلى إثارة حرب، إلا أن بعض العناصر في واشنطن تتخذ موقفاً أكثر تشدداً. 

 

4- مصادفة. بحيث تكون قد وقعت هذه الحوادث مصادفة-أو كانت الأولى من جانب إيران والأخرى مدفوعة محليا، وكان التوقيت متزامنا. 

 

ما الذي يمكن أن يحدث لاحقا 

إذا كانت هذه الحوادث تمثل مقدمة في حملة عدوانية قام بها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لاستهداف مصالح الطاقة الإقليمية، فإن هناك العديد من نقاط التصعيد الحاسمة. وفيما يلي بعض الأهداف المحتملة الأكثر ضعفا التي يتعين رصدها إذا ما أريد تكثيف هذه الحملة. 

 

البصرة والكويت: تربط إيران علاقات عميقة بالعديد من المليشيات في العراق، ولكن إذا أرادت البدء في مهاجمة المزيد من البنية التحتية للنفط، فإن عدد الأهداف المحتملة في مدينة البصرة والكويت بجنوب العراق سيوفر نقطة انطلاق منطقية. 

 

مضيق هرمز: هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز لنقل الحركة البحرية، لكنها لم تقم حتى الآن بأي تحركات فعلية لعرقلة المرور في المضيق. 

 

باب المندب: استهدف الحوثيون الناقلات في باب المندب في الماضي، وحاولوا مرة أخرى شن حملة عدوانية في النقطة التي تربط بين البحر الأحمر وخليج عدن.

 

البنية التحتية البحرية: تمتلك كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسعودية وقطر البنية الأساسية للنفط والغاز الطبيعي في الخليج الفارسي التي يمكن أن تستهدفها إيران.