لا تحضر شركة "آبل" رسميا في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES الضخم الذي يعقد في لاس فيجاس، لكنها تركت بصمتها واضحة من خلال لوحة إعلانية ضخمة ساخرة خارج المعرض مباشرة، يظهر فيها صورة هاتف آيفون وشعار يقول: "ما يحدث في آيفون الخاص بك، يبقى في آيفون الخاص بك"، وتحتها رابط لصفحة سياسات الخصوصية المتعلقة بالشركة، في إشارة تلميحية ساخرة إلى فضائح انتهاك الخصوصية التي هزت منافسيها.

تسخر "آبل" بهذا الإعلان من منافسيها الذين يستخدمون نظام أندرويد، في خضم أنباء عن تسريب النظام الذي تديره "غوغل" لبيانات المستخدمين للحكومات أو القراصنة، ووضع الإعلان بجوار مكان عرض إعلانات "غوغل".

من ناحية أخرى، تروج شركة "آبل" لنفسها على أنها صانعة الهاتف التي تحترم خصوصية عملائها، على سبيل المثال، قامت شركة "آبل" بمحاربة مكتب التحقيقات الفيدرالي عندما طلبت الوكالة من الشركة فتح جهاز آيفون كان يستخدمه أحد المسلحين في حادث إطلاق النار في سان برناردينو بكاليفورنيا عام 2015.

وعندما كان "فيسبوك" في دائرة الضوء إثر فضيحة بيانات كامبريدج أناليتيكا في العام الماضي، أفادت التقارير أن الرئيس التنفيذي لشركة "آبل" "تيم كوك" أغضب "مارك زوكربيرغ" من خلال مشاركته في الجدل، حيث قال "كوك" في يونيو/حزيران: "إننا لن نتاجر بحياتك الشخصية، الخصوصية بالنسبة لنا هي حق من حقوق الإنسان، إنها حرية مدنية"، وطالب "كوك" أيضا بقوانين للخصوصية الرقمية في الولايات المتحدة.

لا تحضر "آبل" المعرض الضخم كعارض للمنتجات، وهذا يعني أنها لا تقدم أي إعلانات في العرض ولا تظهر على أرض العرض، لكن موظفيها يظهرون لمراقبة المنافسة.

وليست هذه المرة الأولى التي تسخر فيها الشركة من منافسيها، حيث عرضت إعلانا سابقا يستهدف مستخدمي أندرويد، ويتفاخر بمدى أمان متجر "آبل" للتطبيقات مقارنة بمتجر أندرويد.