الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث
لم تمضِ سوى ساعات، على دعوة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، لتوحيد الجهود العسكرية في مدينة تعز جنوبي البلاد، وتوجيه السلاح نحو مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، حتى انفجرت مجدداً الاشتباكات في المدينة، بين فصائل عسكرية محسوبة على قوات الشرعية، الأمر الذي يساهم بتوسيع أزمات المدينة الأكثر تأثراً بالحرب في اليمن، منذ سنوات.
وأكدت مصادر محلية متعددة في تعز، لـ"العربي الجديد" أمس الأحد، أن الاشتباكات تجددت بأسلحة مختلفة بين قوات من "اللواء 22 مشاة ميكا"، وأخرى تابعة إلى كتائب القيادي السلفي، عادل فارع، والمعروفة باسم "كتائب أبي العباس"، والتي تنضوي في إطار "اللواء 35 مدرع". وكانت "كتائب أبي العباس" اتهمت "اللواء 22 مشاة" بمهاجمة مواقعها في منطقتي الجحملية والمجلية جنوب مدينة تعز، وسط أنباء عن سقوط العديد من القتلى والجرحى خلال المواجهات. وجاء التصعيد، الذي خلف حالة من الرعب لدى سكان المدينة، الذين يعيشون في ظروف أمنية صعبة، بسبب الأضرار الكبيرة التي طاولت تعز بسبب الحرب، على الرغم من جهود كبيرة، بُذلت على أرفع المستويات لاحتواء التوتر، من خلال اجتماع، ضم هادي مع محافظ تعز، أمين محمود، السبت الماضي، وتناول الوضع المتوتر في المدينة، وأطلق خلاله هادي دعوة إلى توحيد الجهود و"تجاوز التباينات"، التي تؤخر "الحسم" العسكري في المدينة.
وتتألف "كتائب أبي العباس"، التي انضوت ضمن "اللواء 35 مدرع"، من مقاتلين سلفيين، حملوا السلاح، خلال المعركة مع الحوثيين في تعز، إلى جانب قائد الجبهة الشرقية في المدينة، عادل فارع، وهو الذي أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسمه، في قائمة العقوبات ضد المتهمين بدعم مجموعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة" في تعز، أواخر العام الماضي. ويرتبط فارع بعلاقة قوية مع الإمارات، التي تتصدر واجهة نفوذ التحالف في المناطق الجنوبية لليمن. ويعتبر خصومه القوات التابعة له مجموعات خارجة عن القانون، كما توجه له اتهامات بإيواء عناصر تتُهم بأنها مسؤولة عن أعمال "إرهابية" في المدينة. في المقابل، يتصدر المحسوبون على حزب "الإصلاح"، الخصومة مع "كتائب أبي العباس"، التي تتهم المسلحين المرتبطين بالحزب، بالتصعيد ضد مواقعهم في المدينة. ففي وقتٍ متأخر من مساء السبت، أصدر عادر فارع بياناً اتهم فيه قوات "اللواء 22 ميكا" بقصف مواقع القوات التابعة له. وقال "نعلن تأييدنا المطلق لجهود الدولة في محاربة الجماعات الإرهابية والتكفيرية والخارجة عن النظام والقانون". وأضاف "نؤكد أننا جزء لا يتجزأ من الجيش الوطني، نتبع اللواء 35 مدرع، وملتزمون بقرارات الدولة والحكومة الشرعية وقيادة الجيش الوطني، وملتزمون بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية"، في محاولة لدحض الاتهامات التي تربطه بالمجموعات الخارجة عن القانون.
من جانبها، دعت قيادة محور تعز، وهي القيادة الرسمية لقوات الجيش الموالية للشرعية، في بيان، سبق بساعات التصعيد في المدنية، "كافة الوحدات وألوية الجيش الوطني في محور تعز ومكونات المقاومة الشعبية بمختلف فصائلها وتكويناتها توحيد صفوفها والالتفاف خلف الجيش الوطني وقيادة المحافظة، وتجاوز أي تباينات، والتفكير بالمستقبل واعتبار تحرير تعز الهدف الأسمى والأهم في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ تعز واليمن". وكشفت عن اعتماد الرئيس اليمني، موازنة مالية، لخطة استكمال "تحرير تعز" من الحوثيين، إلا أنه من الواضح أن التوتر الداخلي، بات أقوى من هذه الدعوات. الجدير بالذكر أن التصعيد في تعز جاء بعد نحو أسبوع على إقرار تشكيل ثلاث لجان تتولى الإشراف والإعداد والتحضير لـ"استكمال تحرير المحافظة". وتشمل اللجنة الإشرافية، برئاسة وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والأمن، اللواء عبد الكريم الصبري، واللجنة العسكرية برئاسة قائد محور تعز، اللواء خالد فاضل، وتضم في عضويتها العديد من قادة الألوية، بالإضافة إلى لجنة الإسناد الشعبي، ويرأسها وكيل أول المحافظة، عارف جامل، وهو قيادي في حزب المؤتمر الموالي للشرعية. ويعد الصراع بين فصائل داخل الشرعية في تعز أحدث حلقات الصراع، في المدينة التي طحنتها الحرب بين قوات الشرعية والحوثيين منذ أكثر من ثلاث سنوات، إذ لا يزال الحوثيون يسيطرون على عدد من مداخل المدينة ومناطقها الريفية، فيما تسيطر قوات الشرعية على المدينة وجزء من ريفها، في ظل ما يعتبره البعض، خذلاناً من قبل التحالف، في مسألة التوجه الحاسم لدعم قوات الشرعية في المدينة، لاستكمال انتزاع السيطرة عليها من الحوثيين، وبما من شأنه أن يخفف المأساة الإنسانية والمعاناة التي يواجهها السكان، بسبب الحرب والوضع الأمني المتردي في المحافظة اليمنية الأكبر من حيث عدد السكان.