استحمّت به «كليوباترا» ورضع منه «البابا فرنسيس».. لماذا «حليب الحمار» باهظ الثمن

الإثنين 01 مايو 2017 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - ولاء عيد/ هاف بوست
عدد القراءات 12369

لم أستطع مقاومة نفسي بعدم شراء صابون بحليب الحمار عندما شاهدته على طاولة البيع إلى جانب أنواع أخرى عديدة أدمنت على استخدامها منذ سنين عديدة بعد أن أقلعت عن الشامبو.

وضعت قطعتي الصابون المصنوعتين من حليب الحمار إلى جانب أنواع أخرى على طاولة الكاشير الذي أكد على حُسن اختياري رغم ثمنه الباهظ مقارنة بباقي الأصناف.

عندما وصلت إلى البيت وأنا أفرغ ما ابتعته من المحل التركي، نظر شقيقي إليّ باستهجان وهو يشير بيده إلى صورة الحمار على قطعة الصابون، وعلامات الاشمئزاز والقرف بادية على شفتيه. دافعت عن قراري بشرائه لكنه أحرجنى بسؤاله ما إذا كنت أعرف أي فائدة لهذا الصابون. وكانت مفاجئتي كبيرة عندما بدأت البحث عنه.

فقد اكتشفت أن كليوباترا اغتسلت يومياً بحليب الحمار، وكان البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، قد قال مرةّ إنه تناوله حينما كان طفلاً رضيعاً، بينما ظهرت نتائج استثنائية أن بعض المصابين بداء الربو والأكزيما والصدفية، تعالجوا بحليب الحمار أو باستخدام الصابون المصنوع منه.

ولطالما احتفى القدماء بحليب الحمار باعتباره إكسيراً؛ حيث إنه غني باللاكتوز وقليل الدسم، فضلاً عن أنه حليب الحيوانات الأقرب للتنوع البشري.

وفي تقرير كانت صحيفة "تيليغراف" البريطانية قد نشرته سابقاً، اطلعْتُ على الفوائد الغذائية الخاصة التي أوردتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وأنه شاكلة بروتينية تجعله الأكثر ملاءمة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية ضد حليب الأبقار.

وخلال بحثي أكثر عن الأماكن التي تشتهر بتصنيع الصابون من حليب الحمار، اكتشفت مزرعة شهيرة في قرية سكارينو بقبرص، يقصدها السكان والسياح بشكل دائم لهذا الغرض.

وتضمّن تقرير الصحيفة حديثاً للمحاضر في علوم الألبان بجامعة قبرص للتكنولوجيا، الدكتور فوتيس باباديموس، الذي تحدّث عن زيارته لهذه المزرعة، وإجرائه مقابلات مع عدد من الناس الذين يتناولون حليب الحمار ويستخدمون صابونه.

وقال باباديموس إنه وجد "نتائج استثنائية" خاصة بين الأطفال الذين يعانون من الربو والإكزيما وغيرها من المشكلات الجلدية.

وأضاف "يبدو الحليب واعداً، لكن باعتباري عالماً، أنا دائما اتحرى الحذر واحتاج الدراسات السريرية".

وبعد زيارة المزرعة ورؤية متجرها الذي كان يعجّ بالسائحين الروس والبريطانيين والألمان المهتمين بالوعي الصحي، عاد إلى منزله، ويقول إنه وضع رغوة الصابون المصنوع من حليب الحمار على لحيته، فاختفت الحكة تحت لحيته في غضون ساعة، وبعد ثلاثة أسابيع لم تعاوده الحكة مجددا. فيما ساعد هذا الصابون أيضاً أخيه المصاب بالأكزيما بعدما نصحه باستخدامه.

لكنّي وقفت خلال بحثي عن حكم استخدام حليب الحمار، فتبيّن لي أن التحريم يطال الشرب، رغم إباحته في حالة الضرورة، ولم يأت على ذكر تحريمه في منتجات كالصابون مثلاً.

 
إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة ثقافة