اختتام قمة كامب ديفيد .. إيران دولة ترعى الإرهاب وأمريكا ستستخدم قوتها العسكرية للدفاع عن شركائها الخليجيين

الجمعة 15 مايو 2015 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس-متابعات.
عدد القراءات 8314


اختتمت جلسات القمة الخليجية الأميركية الخميس، بتأكيدات من الرئيس الأمريكي على ضمان أمن دول الخليج العربي، وبسعي واشنطن للتعاون مع دول الخليج لردع ومواجهة أي تهديد يطالها.

وكانت الجلسة الأولى قد خصصت للبحث في تهديدات إيران وملفها النووي، أما الثانية فخصصت لمكافحة الإرهاب، في حين تناولت الجلسة الثالثة ملفات الشرق الأوسط الساخنة الأخرى.

وقد أطْلع الرئيس الأميركي قادة دول الخليج على تطورات المحادثات النووية كما تم بحث المساعدة في بناء قدرات دفاعية.

واشنطن: نتفهم بواعث القلق الخليجي

وقال البيت الأبيض إن واشنطن ترحب بدعم دول الخليج لاتفاق نووي مع إيران باعتباره سيسهم في "تعزيز أمن المنطقة" وإن واشنطن تتفهم بواعث القلق الخليجي بشأن أفعال طهران في المنطقة.

وقد انطلقت في وقت سابق من يوم الخميس أعمال قمة كامب ديفيد التي تجمع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مع الزعماء والقادة الخليجيين.

وقال البيت الأبيض في بيان له، إن برنامج إيران النووي نال الجانب الأكبر من مباحثات القمة، وأوباما أطلع القادة الخليجيين على تطورات محادثات إيران النووية.

وأضاف أنه تم بحث سبل تعجيل دعم دول الخليج عسكريا، وبمنظومات دفاع صاروخي، وتعزيز أمن الحدود، مشيراً إلى أنه "تلقينا طلبات من دول الخليج بالتسليح قبل انعقاد القمة"، مشدداً على أنه "سنعزز من مساعينا لبناء القدرات الدفاعية لدول الخليج".

وأشار البيان إلى أنه لم "نتلق أي إشارة من دول الخليج على سعيها لبرامج نووية، بينما إيران تخصب اليورانيوم سرا وتنتهك القواعد الدولية".

محمد بن زايد: أمن الخليج جزء أساسي من الاستقرار العالمي

ومن جانبه، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن "أمن منطقة الخليج العربي هو جزء أساسي من الاستقرار العالمي لما تمثله هذه البقعة من العالم من أهمية اقتصادية وسياسية واستراتيجية تمس الأمن العالمي".

وأضاف خلال اجتماعات قمة كامب ديفيد أن "الإمارات العربية المتحدة مع شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي تدرك جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها للحفاظ على سلامة وحيوية المنطقة وتمكنت عبر مراحل وفترات مختلفة من توظيف طاقاتها وإمكانياتها لمواجهة تحديات ومخاطر عديدة".

 

أوباما: السعودية حليف استثنائي

وفي حديث خاص مع قناة "العربية"، تحدث الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام السعودي، عضو الوفد الخليجي إلى قمة كامب ديفيد، عمّا دار من نقاشات.

وفي هذا السياق، قال الطريفي إن "الزيارة تكتسي أهميتها بحضور ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي من المرات القلائل التي يكون فيها الوفد رفيعا بهذا الشأن".

وأضاف الطريفي أن "اللقاء كان رائعا بالأمس مع الرئيس أوباما وقد نقل ولي العهد تحيات الملك سلمان للرئيس الأمريكي، ومن جهته وصف الرئيس أوباما السعودية بالحليف الاستثنائي".

وقد نوقشت عدة ملفات، بعضها كان عن العلاقات الثنائية، والسعي نحو تعزيز التعاون الثنائي بين السعودية وأمريكا، ثم جرى فتح ملفات إقليمية.

وأضاف الطريفي بقوله "كان لولي العهد لقاءات مهمة أيضا مع عدد من المسؤولين الأميركيين، كمسؤول المخابرات الأمريكية، وكذلك ولي ولي العهد الذي كان في استقباله وزير الدفاع الأمريكي في البنتاغون".

وبخصوص زيارة الوفد السعودي الأربعاء إلى البيت الأبيض، فقد كانت، حسب الدكتور الطريفي، "زيارة عمل تخص المملكة العربية السعودية، ممثلة في ولي العهد وولي ولي العهد، لكن اجتماع كامب ديفيد هو اجتماع خليجي موسع، والسعودية طرف فاعل فيه، حيث تعمل على أن تكون الرؤية الخليجية موحدة، واجتماعات القمة تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري والثاني ومحاربة الإرهاب، وملفات مختلفة تخص اليمن وسوريا والعراق وملفات أخرى".

إيران دولة ترعى الإرهاب

ونقل وزير الإعلام السعودي مضامين النقاشات، فقال إن "القمة في بدايتها ايجابية، وما يهم السعودية ودول الخليج هو التركيز على محاربة الإرهاب على وجه الخصوص، ومواجهة الإرهاب الذي تمارسه بعد الدول، فهناك دول في المنطقة على رأسها إيران، لديها سلوكيات تتنافى مع سلوكيات الجار الطيب، ولديها دعم ومشاركة لقوة تحاور زعزعة الاستقرار في منطقة الخليج، وداخل حتى دول ذات سيادة، وهذه الأفعال مستمرة منذ سنوات، وقد زادت حدتها خلال السنوات الماضية".

وأضاف المتحدث أن "الدول الخليجية يهمها أن تكون لديها رؤية موحدة بينها وبين الولايات المتحدة حول الملفات السابقة، وهي التنسيق الأمني والعسكري، ومحاربة الإرهاب، ودعم الشرعية في اليمن، ودعم الرئيس هادي، ومنع جماعة الحوثي وصالح من اختراق الهدنة الإنسانية، والتزامهم بقرارات مجلس الأمن".

نظام الأسد مرفوض دوليا

أما بشأن الأزمة السورية، فقال الطريفي إن "هذه الأزمة تعد من أطول فترات النزاع دوليا، فهناك نظام مرفوض دوليا، وقد طرحت عدة حلول، والسعودية كانت دائما مع الشعب السوري الشقيق، وموقفها كان معلنا وهو أنه لم يعد ممكنا بقاء نظام يقتل شعبه. والملف السوري كان من بين الملفات التي نوقشت في البيت الأبيض وتناقش في قمة كامب ديفيد".

وأضاف الوزير الطريفي أنه "يُنتظر تبلور موقف أكثر وضوحا حيال هذا الملف، لأن المؤشرات إيجابية لحد الآن".

وشدد البيان الختامي لقمة كامب ديفيد على أن واشنطن ستستخدم القوة العسكرية للدفاع عن شركائها الخليجيين، إلى جانب التزام الطرفين الخليجي والأميركي بالعلاقة الاستراتيجية.

وأشار بيان كامب ديفيد إلى وجود التزام بالعمل المشترك لمواجهة أي عدوان على دول الخليج، كما أن واشنطن ستتعاون مع دول الخليج لردع ومواجهة أي تهديد.

أوباما: بناء نظام إنذار مبكر لردع أي اعتداء على الخليج

وفي كلمته الختامية، أعلن الرئيس باراك أوباما، أنه قرر "زيادة التدريب مع القوات الخاصة الأميركية لرفع قدرات شركائنا"، وقال "سنعمل مع دول المجلس لردع أي اعتداء يمس استقرار وأمن الخليج"، مؤكداً أن علاقات بلاده وثيقة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وأكد أوباما التزام واشنطن بتسريع نقل الأسلحة إلى دول الخليج، وبتعزيز الدفاعات الخليجية ببناء نظام إنذار مبكر، فضلاً عن تعهد واشنطن ببناء قدرات صاروخية بالمنطقة.

قمة كامب ديفيد "ناجحة جداً"

وعلمت "العربية.نت" من مصادر خاصة أن أجواء اجتماعات كامب ديفيد بين قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأميركي باراك أوباما كانت إيجابية جداً.

وأوضحت المصادر أن الزعماء الخليجيين مسرورون من النتائج التي تم التوصل إليها، والتي ربما فاقت توقعات المراقبين، وحسب تقييم تلك المصادر فالقمة كانت "ناجحة جداً".

تعاون خليجي أميركي لمواجهة داعش

وخلصت قمة كامب ديفيد إلى تعاون أميركي خليجي لمواجهة داعش، أما في الملف اليمني، فهناك اتفاق على حل الأزمة استناداً للمبادرة الخليجية.

وفي مجال محاربة الإرهاب، قال بيان القمة إن هناك اتفاقاً على تعزيز آليات مكافحة الإرهاب. وفي الملف النووي الإيراني، أشار بيان كامب ديفيد، إلى أن أي اتفاق شفاف وملزم حول نووي ايران يجب أن يعزز أمن المنطقة.

وبشأن سوريا، فقد أوضح البيان أن الأسد فقد شرعيته ولا دور له في مستقبل سوريا، وما يهم واشنطن حسب أوباما هو تخلي الأسد عن أسلحته الكيماوية.

أوباما: النقاش كان عميقاً وصريحاً

وعبّر الرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام قمة كامب ديفيد، الخميس، عن التزام واشنطن مع دول الخليج لتعزيز سبل التعاون، وقال في كلمة ختامية إن "النقاشات كانت عميقة وصريحة ومطولة مع قادة دول الخليج، وعرّجنا ليس فقط على صفقة النووي الإيراني، ولكن على الفرص كي لا تتمكن إيران من الحصول على السلاح النووي، وكي لا يكون هناك سباق نحو التسلح النووي".

وأضاف أوباما بقوله "ناقشنا الأزمة في سوريا واليمن، وناقشنا موضوع مواجهة التطرف العنف والتطرف، والعمل الإضافي لمواجهة داعش".

وأقرّ أوباما بوجود "تغيرات استثنائية" في دول الخليج، لكنه أضاف بقوله "لكننا قادرون على تقوية بعضنا والعمل على قضايا مثل مكافحة الإرهاب والانتشار النووي والصراعات".

وتقدم أوباما بالشكر لكل المشاركين في القمة، وقال "أعتقد أن عملاً دؤوباً ينتظرنا، وأؤكد أنها ليست فرصة لالتقاط الصور، وإنما سلسلة عمل مستمر، حيث سيكون هناك لقاء قمة السنة المقبلة".

أمير قطر نيابة عن قادة الخليج: اتفقنا على عدة أمور

من جانبه، تحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد نيابة عن قادة الخليج المشاركين في القمة، وقال إن "النقاشات كانت مثمرة وجيدة وهناك أمور تم الاتفاق عليها مع أميركا".

وبخصوص الاتفاق النووي الإيراني، قال أمير قطر إن "كل دول مجلس التعاون ترحب بهذا الاتفاق، وتتمنى أن يكون عامل استقرار، وقد تحدثنا عن ضرورة عدم التدخل في شؤون دول المنطقة".