عاصفة الأمل غيرت قواعد الاشتباك ..(تقرير)

الجمعة 01 مايو 2015 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - GYFM
عدد القراءات 6415

مع دخول قوات التحالف العربي شهرها الثاني في اليمن باسم "عملية إعادة الأمل" وتحقيقها عددا من الأهداف التي أعلنتها في مرحلة "عاصفة الحزم"، ازدادت ضراوة القتال على الجبهات المشتعلة وخصوصا عدن وتعز بين مليشيات صالح الموالية للحوثي من جهة والجيش المسنود برجال المقاومة الشعبية المناصرة لشرعية الرئيس هادي..

ضراوة المليشيات الحوثية المؤزرة بموالين محترفين من قوات النخبة التي كان يقودها نجل صالح، تزايدت بعد أخبار عن عزم الحليفين صالح والحوثي الحصول على نصر ما في جبهتي تعز وعدن تحديدا يربك "إعادة الأمل" ويعطي انطباعا بفشل العملية الأولى "عاصفة الحزم" وعدم تحقيقها شيئا بحسب محللين، طالما والحرب دائرة في ذات المدينتين اللتين بدأت عاصفة الحزم وهما تحت مدافع وقناصات الحوثي وصالح..

واستهدفت عمليات صالح والحوثي مدينتا عدن وتعز بقصف مدفعي مع بداية الأسبوع الجاري هو الأعنف منذ مطلع أبريل الفائت، وقال وكيل محافظة عدن أحمد الضلاعي في جلسة إشهار تكتل "تهمنا اليمن" الذي عقد اليوم بصنعاء "إنني عائد من عدن وإن ما يتم فيها هو عمل ممنهج يستهدف الوحدة اليمنية والنسيج الاجتماعي ويدمر بقوة كل ما بنته دولة الوحدة" وتحدث الضلاعي وسط الجمع النوعي الذي حضر لتأسيس التكتل المذكور تحت شعار "خلافكم يقتلنا" عن وحشية تأكل الأخضر واليابس.. وفي حديثه لكاتب التقرير قال إنه يستحيل عليه العودة إلى عدن لمزاولة أعماله في الوقت الراهن..

من جهة أخرى شهدت مدينة تعز منذ مطلع الأسبوع الجاري حصارا وقصفا عنيفا من عدة جهات استهدفت مناطق سكنية مباشرة سقط على إثرها عشرات الشهداء وخلفت مئات الجرحى..

الضربات الجوية لعملية إعادة الأمل تزامنت بالفعل مع اشتداد المواجهات الشرسة بين المقاومة والانقلابيين ولبت احتياجات المقاومين على الأرض باستهداف أماكن تمركز المليشيات وسددت ضرباتها تجاه أهداف مهمة ساعدت المقاومة الشعبية التي تتوحد تحت لواء الشيخ القبلي حمود سعيد المخلافي، على التقدم إلى الأمام في عدد من المحاور.

نجاح "الأمل" في الإنزال المظلي لأسلحة نوعية إلى حي الروضة والأحياء التي تتمركز فيها المقاومة، رافقه زخم شعبي انعكس على أداء المقاومين وسط احتضان مواطني وسكان المدينة ومناصرتهم العلنية للشبان المقاتلين، وشهدت ساحات المواجهات دعما نسويا تمثل في توزيع الوجبات والكعك والغذاء لشباب مدينة تعز ذات الكثافة السكانية الأعلى في الجمهورية اليمنية.

وتغلب العفوية على الأداء الإعلامي في وسائل التواصل الاجتماعي في هاتين المدينتين الأقل في نسبة الأمية والأكثر في نسبة التعليم واستخدام التكنلوجيا، إذ بإمكان المتابع الجيد أن يحصل على تفاصيل وصور لأدق ما يمكن أن يحصل أمامه من قتال أو قصف أو حتى إنزال مظلي للسلاح.. لا سيما في تعز..

يهتز فيس بوك – تحديدا - طرديا مع تصاعد الأحداث، تنتصر تعز في الفيس بوك بالتزامن مع وقع سلاح المقاومة على الأرض، وتبدو جراح تعز الأليمة على الأرض مشابهة تماما لما ينقله المواطن الصحفي وهواة النشر الإعلامي في مواقع التواصل التي تنشط بقوة منذ الثورة الشبابية عام 2011 وحتى الآن، لا سيما مع توقيف لجان الحوثي لكافة وسائل الإعلام المناوئة له سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة..

وفي عددها الصادر يومنا هذا الخميس عنونت صحيفة الثوري التابعة للحزب الاشتراكي اليمني صفحتها الأولى بـ "قواعد اشتباك جديدة" وصورة لرجلين أحدهما بزي مدني والآخر عسكري يعتليان دبابة تابعة للحرس الجمهوري الاسم السابق لقوات النخبة المدربة..

تقول الثوري إن علي صالح يبذل آخر محاولاته لاستعطاف النظام السعودي، ساعيا لإظهار تمايز متأخر عن حلفائه الحوثيين وتحميلهم ظمنا المسئولية عن الزج بالجيش الموالي له في الأساس، في حرب على مدن الجنوب والوسط..

بينما في الجانب الإنساني، فقد جاءت عاصفة الأمل كعقاب جماعي للأبرياء وتكتيك لا ينتج الحلول، كما جاء في نفس الصحيفة.. وبحسب الصليب الأحمر، فإن 50 قتيلا يسقطون كل يوم، و 15 مليون يمني بحاجة لمساعدة إنسانية، ورأت الصحيفة أن فرص الاتحاد الأوربي في المساعدة على تحقيق سلام في اليمن أعلى من منظمات وهيئات وتحالفات دولية أخرى..

صباح اليوم شنت قوات التحلف العربي 5 غارات على كتيبة للدفاع الجوي بالقرب من حقل صافر النفطي شرق مارب، وبالرغم من كون هذه الكتيبة تندرج ضمن وحدات المنطقة العسكرية الثالية التي عيني لها الرئيس هادي اللواء عبدالله الشدادي لقيادتها، غير أن عدم حسم قوات التحالف لأي من المدن التي تخوض فيها سجالا مع المليشيات الموالية للمخلوع صالح، جعلت الباب مواربا أمام بقاء بعض هذه الوحدات محتفظة بولائها واتصلاها بالمخلوع وخاضعة لتهديدات الحوثي، ويرى محللون أن وتيرة الانضمامات لم تتقدم بالسرعة المطلوب ولم تعطى حقها من الحشد والتضخيم والدعم والمؤازرة نظرا لعدم تواجد الحكومة أو من يمثلها في الداخل وعدم وجود ناطق باسم الجيش الوطني الذي بقي على ولائه للشرعية..

بل وبقيت معسكرات مثل "صحن الجن" والأمن المركزي" محايدة، بمعنى أدق بانتظار أقرب صرخة الحوثية للانضمام لها حسب قادة عسكريين وطنيين، رأوا أيضا أن بعض هذه الوحدات مجرد أسماء فقط، إذسبق أن تم إفراغها من سلاحها منذ وقت مبكر، فيما تقتصر مهمة بعضها على حماية البنوك أو المنشآت الهام فقط..

وفي تطور لافت للتحركات المؤيدة للشرعية شكلت المقاومة الشعبية بمحافظة تعز مجلس تنسيق للقيادات الميدانية والمدنية وهيئة استشارية عليا من قيادات الجيش الوطني الذي بقي على ولائه لهادي..

خطوة يرى فيها البعض انتصارا معنويا وحقيقا على الأرض إذ ترأس هذا المجلس القيادة الشيخ القبلي حمود سعيد المخلافي بينما ترأس الهيئة الاستشارية قائد اللواء 22 العميد ركن صادق سرحان..

ونقل بيان صادر عن هذا التشكيل الجديد عن مصدر مسئول أن المجلس سيعمل على توحيد وتنسيق جهود المقاومة الشعبية بمختلف مديريات المحافظة وتوسيع دائرتها النضالية، مع حفظ الأمن والاستقرار وحماية المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة..

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه مصادر المقاومة بأنها سيطرت على جبل العروس المطل على المدينة بعد فرار مسلحي صالح والحوثي منه. مصادر في مدينة تعز قالت أيضا إن التحذير الذي وجهته قيادة المقاومة لعدد من المشائخ والوجهاء الموالين لصالح أحدث رعبا في أوساطهم، وعزز من هيبة المقاومة الشعبية إذ هددت بإجراءات أخرى إذا ما استمرت هذه الوجاهات بالزج بأبناء القبائل في مواجهة مدينتهم أو تقديم أية مساعدة للقوات التي تقصف الأحياء وساكنيها..

من جهة أخرى تواردت الأنباء عن عزم مشائخ ووجهاء محافظة مارب تشكيل مجلس مماثل يتولى الحشد والتجنيد والدعم والتأييد، مساندا لقيادة المحافظة التي حافظت على ولائها للشرعية منذ تعيين الشيخ سلطان العرادة مطلع العام 2012 على رأس الهرم القيادي بها وحظي بتأييد شعبي ورسمي قوي..

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن