ضاعفت وزارة الأوقاف والإرشاد حالة الإحتقان الحاصلة في الشارع اليمني بعد حرمانها لحوالي 15 ألف مواطن من فرصة الحج هذا الموسم. الأمر الذي يدفع باتجاه الإحتجاج والتظاهر في الشارع على آلية وصفت بأنها "محجفة" بحق كثيرين.

وأعلنت الوزارة مساء الأحد نتائج آلية جديدة أسمتها "قرعة" اختيار المتقدمين لموسم الحج؛ أحرمت خلالها مايزيد عن 14 ألف يمني من الحج بعد أن أخذت منهم قبل أشهر، مبالغ مالية قدرها 1500 ريال سعودي، وماتزال تتصرف بها حتى الآن.

وطبقاً لمصادر خاصة فإن مئات المواطنين ممن تقدموا للحج ولم تعلن أسمائهم، شككوا بموضوعية الآلية، وأكدوا نيتهم النزول إلى الشارع للإحتجاج ضد هذا الآلية التي تكشف حقيقة التلاعب بالأسماء وإختيار من يرونه مناسباً لهم أو من يدفع أموالاً أكثر.

وأوضحت مصادر مطلعة أن وزارة الأوقاف وعبر عدد من مسئوليها، حاولوا اختيار الأسماء التي يريدونها، وأنهم يستهدفون في المحصلة، إحراج الوكالات مع المواطنين المحرومين من فرص الحج، مما يدفعهم للإحتجاج ضدها، ومضاعفة ما يحدث في الشارع اليمني من إحتقان شعبي بفعل أزمات البترول والطاقة المتزايدة في البلاد.

في سياق متصل، يعتقد مراقبون محليون لأنشطة وزارة الأوقاف الأخيرة، بأن ثمة تنسيق حوثي ومؤتمري -جناح صالح- مع قيادات نافذة بقطاع الحج والعمره وبرعاية شخصية من قبل حمود عباد وزير الاوقاف من أجل جعل نتائج القرعة للحجاج المسجلين واحدة من محطات الاحتقان والسخط الشعبي من خلال التلاعب والعبثية باجراءات القرعة واستبعاد الحجاج الذين يناصرون فخامه الرئيس ويؤيدون خطواته التصحيحيه الهادفه لاستقرار البلد .

وتساءل محللون عن سر التعمد في اختيار الحجاج من أغلبيه شيعية، وفقاً لمصادر مطلعة، وما هي المرامي التي يهدف اليها وزير الأوقاف من هذه الخطوه المريبة، والتي قد يدفع بالبعض للقول أن ثمة ترتيبات سرية لعمل بعض المشاغبات في الأراضي السعودية اثناء أداء فريضه الحج.

ويستند المحللون في قراءتهم السابقة، إلى حقيقة أن الأوقاف استبعدت مؤخراً ممثلي الاتحاد اليمني للسياحة من الاشراف على اجراءات القرعة، والمعروف عنهم أنهم من ذوي الاتجاه والولاء للرئيس هادي، كما شرعت في زرع كيان نقابي مشبوه يتزعمه أحد المحسوبين على الرئيس صالح والذي يعرف بمهاجماته الشديده لهادي وامتداحه للنظام السابق وتنسيقه غير العادي مع مجموعات حوثية. حد قولهم.

واستهجن نشطاء شباب تصرفات قيادة الأوقاف ولاسيما بعد أن اشتعلت مؤخراً، أزمة حادة بينها وبين وزارة السياحة حول أحقية الإشراف على تفويج الحجاج، مشيرين إلى أن ثمة مؤامرات متنوعة يحيكها عباد ومن معه من الوكلاء، تعكس فشل الرئيس هادي في إختيار تلك القيادات لها.

تجدر الإشارة إلى أن دعوات إعلامية كثيرة وجهت في الفترة السابقة، لرئيس الجمهورية وللأجهزة الرقابية والمحاسبية للشروع في محاسبة الأوقاف ونافذيها بعد الحديث عن فساد أداري ومالي قدر بمليارات. وفيما استغربت الدعوات من الصمت حيال الفساد الذي طال حتى الشعائر الدينيه المقدسة، أكدت أن الوزير عباد تورط في جعل المساجد ساحة للصراع الطائفي ولازالت تلاحقه فضيحه التواطئ في قضيه بيع أراضي الاوقاف المتاخمه لجامع الصالح بثمن بسيط ولازالت هذه القضايا منظورة في القضاء والأجهزه الرقابية.