أهالي تكريت يتمسكون بـ"علم صدام" والخياطون يرفضون حياكة بديله

الأحد 17 فبراير-شباط 2008 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 3952

قوبلت رغبة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في تشكيل حكومة جديدة برفض أطراف ذات ثقل كبير في مجلس النواب، لأنها وبحسب برلمانيين ستقلل من حقائبهم الوزارية التي منحت إليهم طبقا لقاعدة المحاصصة الطائفية والحزبية. وذكر النائب عن الائتلاف العراقي الموحد عباس البياتي لـ"الوطن" أن المالكي بعث برسائل إلى الكتل النيابية تتضمن 6 نقاط، من بينها منحه الصلاحية الكاملة في اختيار أعضاء جدد لحكومته، مشيرا إلى وجود جملة أفكار حول شكل الحكومة المرتقبة. وقال "جزء من هذه الأفكار التي ينبغي التداول بشأنها مع الكتل السياسية، هو ترشيق الحكومة، لأن ذلك سيؤدي إلى التقليل من حصص، ونسب الكتل النيابية".

وفي الوقت الذي أعلنت كتل نيابية وعلى لسان عدد كبير من أعضائها تأييدها لتشكيل حكومة جديدة تعتمد التكنوقراط المستقلين، كشف أعضاء في كتلة إياد علاوي النيابية عن رفض أحزاب مشاركة في الحكومة إجراء أي تعديل جذري في التشكيلة الوزارية خشية فقدان الحقائب الوزارية التي حصلت عليها الأحزاب قبل تشكيل الحكومة الحالية.

من جانبه، أكد قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عبدالعزيز الحكيم، رغبة المجلس بوصفه أحد كيانات الائتلاف العراقي الموحد في ترميم الوزارة الحالية، نافيا حصول خلاف مع رئيس الوزراء بخصوص ذلك. وقال القيادي حميد رشيد معلة لـ"الوطن" "ما ذكرناه عن وجود اختلاف يعبر عن رأيين، الأول يتجه نحو تغيير كلي للوزارة، والآخر يدعو إلى ترميمها، ويبدو أن الرأي الثاني حصل على نصيب أوفر من التأييد".

في غضون ذلك، شهدت الساحة العراقية تقاربا في المواقف بين القيادي في حزب الدعوة رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري، الذي أعلن مؤخرا تأسيس تيار الإصلاح الوطني والحزب الإسلامي العراقي الذي يشغل أمانته العامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي. وطبقا لمصادر في الحزب الإسلامي فإن أمينه العام تبادل مع الجعفري وجهات النظر في العملية السياسية، وسبل الخروج من الأزمة الراهنة، كما ناقش الطرفان سبل تعزيز الوحدة الوطنية، وإضفاء أداء قوي على الدولة العراقية الجديدة في المستقبل.

من جهة ثانية، أعلن في تكريت أن مجلس محافظة صلاح الدين قرر اعتماد العلم العراقي الجديد في جميع دوائر الدولة في المحافظة فيما رفضه معظم أبناء المدينة.

ويأتي القرار بعد أسبوعين من قرار الحكومة العراقية تغيير العلم كي يمكن رفعه في إقليم كردستان الذي رفض رفع العلم السابق منذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003. وقال مصدر إعلامي في مجلس المحافظة إن" القرار اتخذ بإجماع أعضاء المجلس البالغ عددهم 41 عضوا والذي يشكل الأكراد والشيعة نحو 50 % من عددهم لكنه لم يحدد تأريخ الجلسة وماهية المناقشات التي تمت فيها". ومازال العلم العراقي ذو النجوم الثلاثة وكلمة الله أكبر التي خطها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بيده مرفوعا فوق جميع الدوائر الرسمية في المحافظة بما فيها مبنى المحافظة ومجلسها. وعزا المصدر الإعلامي عدم رفع العلم الجديد إلى الآن لعدم توفره في الأسواق ورفض جميع الخياطين في المحافظة خياطة العلم الجديد بدون النجوم الثلاثة مرجحا أن يتم جلبه من محافظة كركوك القريبة من تكريت أو بغداد العاصمة لكنه لم يعط تأريخا محددا لليوم الذي سيتم فيه رفع العلم.

ويلقى موضوع تغيير العلم رفضا واسعا من جميع فئات أبناء محافظة صلاح الدين مسقط رأس صدام ويعدون تغيير العلم حلقة من حلقات طمس تاريخ العراق وتراثه وقيمه ودوره في الحضارة الإنسانية. وقال أبو حميد أحد شيوخ العشائر إنه "لا يستغرب تغيير العلم فذلك أمر هين لو قيس بتدمير المتحف العراقي أو المكتبة المركزية فالمحتل وأذنابه همهم الوحيد تدمير العراق بكل ما فيه، داعيا المواطنين إلى الوقوف ضد محاولات طمس عروبة العراق وحضارته وانتمائه العربي والإسلامي".