ثلاثة ألف عامل يباشرون إنجاز أكبر توسعة لمسعى المسجد الحرام

الثلاثاء 05 فبراير-شباط 2008 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس – الوطن
عدد القراءات 6455

يواصل 3000 عامل بشركة بن لادن السعودية حاليا أعمال توسعة المسعى بين الصفا والمروة في الحرم المكي الشريف، حيث يعملون على مدار 24 ساعة يوميا لتنفيذ مراحل التوسعة التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وذلك بمتابعة دقيقة ومباشرة من فريق فني متخصص يقوم برصد مراحل المشروع خطوة بخطوة وتوثيق كافة الأعمال الخاصة به. وسوف تتيح هذه التوسعة لنحو 3 ملايين و840 ألف معتمر وزائر لبيت الله الحرام فرصة السعي على مدار اليوم وذلك اعتبارا من غرة محرم بعد ثلاثة أعوام، مستفيدين من أعظم وأكبر توسعة يشهدها المسعى على مر العصور والتي كان آخرها في عام 1373 أي قبل أكثر من نصف قرن، حيث كانت طاقته الاستيعابية في ذلك الوقت لا تتجاوز 44 ألف شخص للسعي و 42 ألف مصل في كل ساعة.

وقد انطلقت الخطوة الأولى في طريق إنجاز أعمال المشروع من عملية إزالة العقار المجاور للمسعى وهي المرحلة الأولى التي انتهت بنجاح وانسيابية طبقا لما قاله لـ "الوطن" مدير عام المشاريع والدراسات بالرئاسة العامة لشؤون الحرمين المهندس عبد المحسن بن عبد الرحمن بن حميد، الذي أشار إلى أن العمل جار الآن في المرحلة الثانية التي تعد الأخيرة في مشروع التوسعة الحالي.

ويبلغ إجمالي تكلفة المشروع في مراحله كافة مليارين و985 مليون ريال. ويتوقع أن ترتفع الطاقة الاستيعابية حال إنجاز كافة مراحل المشروع لتصبح قادرة على استيعاب 118 ألف شخص لكل ساعة للسعي، و115 ألفا و600 مصل، وهو الأمر الذي أسهمت فيه زيادة الرقعة المساحية للمسعى، فمساحة المسعى قبل التوسعة كانت تقدر بنحو 29 ألفا و400 متر مربع. أما بعد التوسعة فسترتفع لتبلغ نحو 87 ألف متر مربع، شاملة كل الطوابق من الطابق الأرضي والأول والثاني.

وتتخذ الشركة المنفذة للمشروع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة المصلين والمارة والعاملين بالمشروع أثناء إنجاز الأعمال وفق أعلى المعايير الفنية والأمنية، مع الأخذ في الاعتبار فترات التوقف الجزئي التي تستند عليها المواسم دون أن تؤثر على سير المشروع المطلوب استكمال البنية الأساسية له قبل موسم حج عام 1429. كما يتطلب المشروع إيجاد مداخل ومخارج ومناطق مؤقتة للعبور بالإضافة إلى نظام إرشادي مؤقت جرى أخذه في الاعتبار أيضا.

ولفت ابن حميد إلى أن المشروع يشمل بنية تحتية وفوقية لخدمات إضافية لم تكن متاحة في السابق، وستعمل جميعها على استحداث نظام تكييف متكامل، ونوافير لشرب مياه زمزم، ومسارات لعربات المعاقين منفصلة كليا عن حركة المشاة ومسارات لسيور متحركة لخدمة كبار السن، وعددا كبيرا من عناصر الحركة الرأسية من مصاعد وسلالم متحركة ومنحدرات للعربات ونظام صوتي متقدم يتم التحكم فيه آلياً، ونظام مراقبة أمنية مشمول بأحدث التجهيزات الفنية المتقدمة.

وكان زوار وعمار بيت الله الحرام قد تمكنوا خلال شهر رمضان الماضي من الاستفادة من المرحلة الأولى من مشروع توسعة المسعى في الحرم المكي من جهة الساحة الشرقية التي بلغ فيها عرض المسعى 40 متراً لكل من البدروم والدور الأرضي. ويتكون المشروع الذي ينجز على مرحلتين من 3 أدوار و4 مناسيب للسعي متصلة مباشرة بأدوار التوسعة السعودية الأولى للحرم (الطابق الأرضي والأول والسطح). ويرتفع دور سطح المسعى الجديد عن أدوار الحرم. ويتم الوصول إليه عن طريق سلالم متحركة ومصاعد، حيث تم تأمين 3 جسور علوية بديلة عن الحالية، التي ستتم إزالتها خلال المرحلة الثانية، بالإضافة إلى ممر للجنازات من بدروم المسعى إلى الساحة الشرقية عبر منحدر ذي ميول مناسبة توفر الراحة.

وستشهد المرحلة الثانية أيضا إعادة بناء منارة جديدة بارتفاع 95مترا بديلة لتلك التي أزيلت لصالح المشروع. وستنشأ 4 سلالم كهربائية جديدة ناحية المروة تستخدم لتفريغ المسعى من الزائرين، وستكون بديلة عن مباني السلالم الكهربائية جهة الصفا والمروة.

يشار إلى أن خطة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اشتملت هذا العام على مجموعة من المشاريع الجديدة، كان أبرزها توسعة الساحات الشمالية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤخراً. وتم رصد نحو 6 مليارات ريال لها. وستعمل على إزالة نحو 1000 عقار، وكذلك متابعة أنماط الحركة وتأثير المشاريع الجديدة بساحات المسجد الحرام، ومنها مشروع تطوير وتحسين المسعى ومشروع جسر المشاة الذي يربط طرف الساحة الجنوبية من جهة أجياد بالدور الأول للمسجد الحرام، وقياس أثر ترطيب الهواء على جزء الساحة الغربية وذلك بتجربة نوع من المراوح يعمل بتقنية نفث الرذاذ، وزيادة عدد اللوحات الإرشادية الخاصة بمداخل ومخارج المسجد الحرام.