مسئول كبير في الأمم المتحدة يطالب بمحاكمة المسئولين الصهاينة على جرائمهم النازية في غزة ..والاحتلال يواصل اغتيال الفلسطينيين وسط الظلام .. وتوقف المخابز والمصانع عن العمل بسبب نفاذ الوقود وقطع الكهرباء

الإثنين 21 يناير-كانون الثاني 2008 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - فلسطين - رنده عود الطيب - خاص
عدد القراءات 3913

ناشدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الاونروا " في الأراضي العربية المحتلة العالم التدخل العاجل لإنقاذ غزة من الظلام الذي تعيشه بسبب توقف عمل محطة توليد الطاقة ، وقال "جون جينغ " مدير عمليات" الاونروا " :" كل إنسان في غزة باتت لديه مشكلة شخصية تزداد صعوبة و من المعيب أن نسمع جدلا حول ما يحدث" ؛ مؤكدا أن الإمدادات تقلصت بنسبة 70 % عن ما كانت متوفرة قبل حزيران الماضي وان سكان غزة متشوقون لنهاية هذه المعاناة، .

وقال :"لا نملك المصطلحات الكافية لوصف ما يجري"، مطالبا بفتح معابر غزة على العالم الخارجي .. وتابع جينغ في مؤتمر صحفي عقده ليلة أمس الأحد في غزة :إن السكان المدنيين يدفعون ثمنا باهظا بسبب النزاع القائم وأن غزة تعاني نقصا في كل شيء، المخابز توقفت عن العمل والمستشفيات لا تكفيها المحولات وهي باردة من الداخل والدواء غير متوفر و الأوراق غير موجودة والاسمنت لبناء القبور غير متوفر والأكفان غير متوفرة لموتي غزة، وهناك نقص في الطعام وإذا ما توفر شيء فان أسعاره خيالية؛ وقد خاطب جينغ المتظاهرين في مسيرة شموع في شارع الوحدة بمدينة غزة للمطالبة في برفع الحصار "نعمل في غزة بدون انقطاع و مشكلتكم حقيقة و سنعمل ما بوسعنا من أجل حلها"..هذا وأكدت حركة المقاومة الإسلامية " حماس " التي تُحكم سيطرتها العسكرية والإدارية على قطاع غزة منذ أكثر من سبعة شهور أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على وشك الانفجار وأن انفجاره لن يبقي حدود ولا سدود، مشيرة إلى أن شعب غزة لن يقبل بالموت ولن يرفع الراية البيضاء .. فيما هدد"أبو مجاهد " الناطق باسم " لجان المقاومة الشعبية " ، وهي المقربة من حركة حماس باقتحام معبر رفح الواقع علي الحدود المصرية، إذا لم يتم رفع الحصار عن غزة خلال الساعات القليلة المقبلة .

توقف المخابز والمصانع عن العمل

وتوقفت يوم أمس غالبية المخابز الرئيسية في مدينة غزة عن العمل وأغلقت أبوابها بسبب نفاذ الوقود اللازم لتشغيل الماكينات وانتهاء ما توفر من الدقيق ، فيما تزاحم على أبواب ما تبقى من المخابز المفتوحة طوابير من المواطنين ، وقال بعضهم :" إنه يحتاج إلى ساعة ونصف من الوقوف في الطابور لتتمكن من شراء ربطة من الخبز .. وأعلن الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية عن إغلاق كافة مصانع قطاع غزة البالغ عددها 3900 مصنعا بما فيها مصانع الأغذية بسبب نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.. ويأتي قرار الإغلاق بعد تفاقم أزمة الوقود والإعلان عن انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق قطاع غزة وتأثيرها المباشر على عمل المصانع التي تحتاج إلي كميات كبيرة من التيار الكهربائي لتشغيلها.

وغرقت مدينة غزة ومعظم مناطق شمال ووسط قطاع غزة في ظلام دامس .. وقال رفيق مليحة مدير مشروع محطة توليد الكهرباء الفلسطينية " إننا أوقفنا كليا عمل المحطة بسبب عدم تزويدنا بأي كمية من الوقود وهذا يعني دخول معظم مناطق قطاع غزة في ظلام دامس.

دولة الكيان : معابر غزة ستبقى مغلقة

وصباح اليوم " الاثنين " قالت مصادر أمنية صهيونية :"إن معابر قطاع غزة ستبقى مغلقة رغم تراجع إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل خلال اليومين الأخيرين؛ وتوقعت هذه المصادر أن يزداد النقص في الوقود في غزة .. وقال رئيس الوزراء الصهيوني، أيهود أولمرت : لن نسمح ان تعيش غزة حياة طبيعية فيما لا يعيش سكان مدينة سديروت الاسرائيلية حياتهم الطبيعية ..

 وقررت فيه الحكومة الصهيونية خلال اجتماعها الذي عقد يوم أمس الأحد تشديد وطأة حصارها على قطاع غزة .. وعقب مشاورات ونقاشات وزراء الحكومة الصهيونية خلال الجلسة الأسبوعية قرروا الضغط على سكان قطاع غزة من خلال فرض حصار خانق عليهم..وقال رئيس الوزراء الصهيوني، أيهود أولمرت :" إن النشاطات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي فيغزة ستستمر".. وكانت حكومة الاحتلال قد قررت يوم الخميس الماضي تشديد الحصار على قطاع غزة وفرض طوق أمني شامل بما في ذلك إغلاق المعابر التجارية، الأمر الذي يهدد بكارثة إنسانية في صفوف السكان.

فشل ردع غزة يعني تدمير سديروت قريبا

وفي الوقت الذي اعتبرت فيه حركة حماس "ان الاحتلال بتصعيده على قطاع غزة يعبر عن حالة التخبط والهستيريا التي يمر بها جراء استمرار سقوط صواريخ المقاومة على مستوطناته المحيطة بالقطاع؛ وأن ايقاف توريد الوقود والغاز وقطع التيار الكهربائي ومنع المواد الأساسية عن قطاع غزة أمر بالغ الخطورة وعقاب جماعي يتعارض مع الأعراف والأخلاق الدولية وقوانين حقوق الإنسان؛ انتقد آفي ديختر ، وزير الأمن الداخلي الصهيوني سياسة الحكومة الصهيونية اتجاه التعامل مع صواريخ المقاومة الفلسطينية المطلقة من غزة اتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة ؛ وقال " ديختر": "إن الوضع في مدينة سديروت ينطوي على مشاكل عديدة، وإذا لم نتمكن من ردع مطلقي القذائف من غزة فقد يؤدي ذلك إلى انهيار سديروت. 

إصدار شهادة وفاة لثمانين بالمائة من سكان غزة

وأعلنت لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني- جوهانسرج- ومجموعة الدولة الديمقراطية الواحدة قيام إسرائيل بإغلاق كافة المعابر المُؤدية إلى قطاع غزة في وجه مساعدات الأمم المتحدة.

وقالت المؤسستان في بيان مشترك : إن إسرائيل رفضت السماح لخمس عشرة شاحنة محملة بالمواد الغذائية بالدخول للقطاع".

واعتبرت المؤسستان أن هذا الإجراء هو بمثابة شهادة وفاة لثمانين بالمائة من سكان غزة الذين يعتمدون بشكل أساسي على هذه المساعدات الغذائية.

وناشدت المؤسستان الحقوقيتان المجتمع المدني والحكومات للعمل كوحدة واحدة والتدخل لوضع نهاية للأزمة المحتدمة في غزة, وقالت المؤسستان "الضغط يجب أن يُمارس على إسرائيل للالتزام بالقوانين الدولية الإنسانية وحقوق الإنسان".

وبخصوص منع إدخال المساعدات لغزة المحاصرة، قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني المستقل " المهندس جمال الخضري" رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار :" إن 80 % من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، والبطالة أكثر من 65 %، مشيراً إلى أن " مليون ومائة ألف في غزة يعتمدوا على معونات على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا ".. وهذه المساعدات بدأت تنتهي ..وشدد الخضري على أن وقف إدخال المساعدات لغزة حكم بالإعدام على مليون ونصف مليون إنسان في غزة، بعد توقف إدخال البضائع وتعطل المصانع والمنشآت وورش العمل، ومشاريع إنشائية ، وتعطل 140 ألف عامل عن العمل.

مسئول كبير في الأمم المتحدة يطالب بمحاكمة المسئولين الصهاينة

وطالب مسئول كبير في الأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، بمحاكمة المسئولين الصهاينة بعد استهدافهم لمكاتب ومقار ووزارات فلسطينية بالقرب من حفل زفاف فلسطيني ، ولارتكابهم جريمة حرب أودت بحياة أكثر من 30 فلسطينيا خلال أيام معدودة.. وقال الخبير الأممي "جون دوجارد" : "أولئك المسئولون عن مثل هذا العمل الجبان مذنبون، بارتكاب جرائم حرب خطيرة ويجب محاكمتهم ومعاقبتهم عن جرائمهم"..

واستشهدت مسنة فلسطينية وأصيب 46 مواطناً فلسطينياً غالبيتهم من الأطفال والنساء، جراح خمسة منهم بحالة الخطر الشديد في حفل زفاف بمدينة غزة نتيجة قصف نفذته طائرات الاحتلال الصهيوني على مبنى وزارة الداخلية السابق الواقع في تل الهوا وسط مدينة غزة؛ وأدى القصف إلى تدمير المبنى بالكامل.

وكان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قد أسفر خلال الأيام الستة الماضية عن استشهاد 42 فلسطينيا، وإصابة العشرات أغلبهم من المدنيين والأطفال.

واغتالت قوة من الجيش الصهيوني صباح اليوم الاثنين "21/1" مقاوم من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي شرق مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية وأصيب جندي صهيوني بجراح متوسطة في الكتف، وذلك خلال عملية عسكرية واسعة نفذها جيش الإحتلال في ضاحية ذنابه شرق طولكرم ، يأتي ذلك بعد ساعات من استشهاد مواطنين فلسطينيين أحدهما مقاوم من كتائب المجاهدين التابعة لحركة فتح في غارتين صهيونيتين منفصلتين ليل أمس الأحد استهدفتا مقاومين في مدينة غزة وشمال قطاع غزة ..

وأكد الدكتور معاوية حسنين, مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية، في تصريحات إذاعية أن (74 فلسطينياً) استشهدوا منذ مطلع العام الحالي 2008 م, علاوةً على مئات الجرحى.. وأن معدل الشهداء موزع لكل يوم منذ مطلع العام الحالي بواقع (أربعة شهداء)، فيما معدل الإصابات (ستة)، فيما زادت نسبة الجرحى من الأطفال عن 30%، وأوضح الطبيب حسنين أن 40% من أسرة المستشفيات في غزة يرقد عليها جرحى ومصابين..

وفي وقت سابق انتقد مركز المعلومات الصهيوني المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة(بتسيلم) تصريحات رئيس الشباك الصهيوني (يوفال ديسكن), أمام مجلس الوزراء الصهيوني والتي تفاخر فيها بأن جيش الاحتلال قتل في العامين الماضيين 2006-2007 حوالي 1000 فلسطيني بتهمة أنهم مسلحون تابعون لمنظمات فلسطينية .. واستغرب المركز تصريحات (ديسكين) مشيراً إلى أن الجيش الصهيوني قتل في الفترة المذكورة 816 فلسطينيا منهم 152 طفلا و48 هم أقل من 14 سنة.