تحولت صدحات المسبحين(موشح) إلى صرخات عندما أقدم حراس بوابة صالة الوصول بمطار صنعاء الدولي فجر يوم أمس الجمعة على الاعتداء بالضرب المبرح بالعصي والهراوات لعدد من مستقبلي ضيوف الرحمن من الحجاج اليمنيين.

وأوضح شهود عيان لـ"مأرب برس" ان أفراداً من الأمن المركزي انهالوا بالضرب المبرح وتوجيه مسدساتهم على عدد من المستقبلين عند الساعة الثانية فجرا بسبب احتجاجهم على دخول أربعة من المستقبلين إلى صالة الوصول بـالواسطة، في الوقت الذي لم يسمح لأي احد منهم بالدخول إليها,ومطالبتهم بالمساواة في التعامل مع جميع المستقبلين.

شهود عيان ذكروا أيضا ان من ضمن الاستفزازات إهانة مواطن يهودي يمني كان من ضمن المستقبلين وطرده عنوة من امام البوابة عندما حاول استفسارهم عن موعد وصول الرحلة ,حيث وجه اليه مساعد البوابة المناوب سيل من الشتائم والألفاظ النابية بدأها قائلا :"أقبل لك اليهودي بزناره رحلك ياطر................الخ" والعصا تكاد تسقط على رأسه لولا فطنة اليهودي بالانسحاب وسط ذهوله الشديد وتوجعات المستقبلين الآخرين الذين لم يروق لهم هذا الموقف.

وأفصح شهود العيان ان ما آلمهم أيضا هو بث الرعب في طفل ذي الثامنة من عمره والذي لم يتمالك نفسه عندما شاهد امه على بوابة صالة الوصول الخارجية فهرول إليها مسرعا ليفاجأ بصيحات مساعد الأمن المركزي المدوية وهو يقفز إليه بالعصا _ اين ستذهب؟لتنطلق صرخة ام عائدة من الأراضي المقدسة ..ولدي ولدي وهي تجهش مع ابنها المفزوع بالبكاء وتتوسل الى المساعد ان يترك ابنها ويخفض العصا.

وأضافوا ان ضابط معلومات في المطار لم يسلم أيضا من استفزازاتهم عندما حاول الدخول إلى الصالة مبرزا بطاقة عمله ليوجه مساعد امن البوابة المناوب إليه سيل من الشتائم المصحوبة بـ( الدلهفة والتهديد بالضرب) قائلا له:" روح لا امسح بك الأرض ياطرط......الخ ".

جميع المستقبلين ابدوا استيائهم الشديد من تصرفات أفراد الامن المركزي وتعاملهم مع المستقبلين بصورة غير لائقة تسيء لسمعة البلاد من بوابته الرئيسية,وأعربوا عن أملهم في ان تعيد قيادة وزارة الداخلية وقيادة الأمن المركزي النظر في آلية تكليف مثل هؤلاء ,مع مراجعة تقارير كاميرا المراقبة والتحقيق الفوري فيما حدث واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار مثل ذلك.

 شهود عيان عبروا أيضا عن تقديرهم لجهود مسئول الأمن القومي المناوب الذي حاول جاهدا احتواء أي تصرف سلبي من قبل أفراد الامن المركزي تجاه المستقبلين,وتلطيف الأجواء مع كل من تعرض للأهانه لاسيما المواطن اليهودي وضابط المعلومات بالمطار أو الكهول من الرجال والنساء الذين لم يسمح لأحد من ذويهم بمساعدتهم في الخروج او تدثيرهم بأغطية تقيهم صقيع الشتاء,واثنوا على تعامله الراقي مع الجميع وبصورة تدعو الى ضرورة تعميم هذا السلوك على جميع العاملين في المطار.

الجدير بالذكر ان كثير من الصحفيين والحقوقيين والمواطنين على حد سواء اشتكوا من مضايقات امن المطار ومن طريقة تعاملهم والتي وصلت حد احتجاز بعضهم ومنعهم من السفر.